اجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع رئيس أوزبكستان اسلام كريموف يوم الأحد ضمن جولة في آسيا الوسطى وهو لقاء نادر بين مسؤول أمريكي كبير والزعيم الذي توجه انتقادات متكررة لسجله في مجال حقوق الانسان. وأجرى كيري وكريموف محادثات في مدينة سمرقند في أوزبكستان على هامش تجمع دبلوماسي يشارك فيه وزراء خارجية دول آسيا الوسطى الخمس الأخرى ويهدف لطمأنتهم إلى مواصلة واشنطن انخراطها في منطقة تعتبر معرضة لخطر الإسلاميين المتشددين. وسجل معظم الجمهوريات السوفيتية السابقة الخمس ضعيف في مجال حقوق الانسان ويقول مسؤولون أمريكيون إن كيري خلال زيارته التي تستغرق أربعة أيام سيدعو زعماء آسيا الوسطى لتوسيع نطاق الحريات الأساسية. لكن من غير المرجح أن تهيمن هذه القضايا على جدول أعماله. ويسعى كيري إلى إقناع الحكومات بأن اهتمام واشنطن بالمنطقة التي تقع إلى الشمال من أفغانستان لم يتراجع. وتكتسب هذه الرسالة مزيدا من الأهمية بينما تقلص واشنطن وجودها في أفغانستان وتتزايد المخاوف من التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإٍسلامية وروسيا للمنطقة في ظل تدخل موسكو في سوريا وأوكرانيا. وهذا هو أول اجتماع يعقده كيري مع كريموف منذ توليه منصب وزير الخارجية. ويحكم كريموف أوزبكستان ذات الأغلبية المسلمة منذ ربع قرن. وتصنف منظمات دولية لحقوق الانسان حكومة كريموف بين الحكومات الأكثر ممارسة للقمع على مستوى العالم. وأوزبكستان شريك استراتيجي مهم يقدم الدعم اللوجيستي للحملة العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان المجاورة. ويتزامن تجدد اهتمام الولاياتالمتحدة بآسيا الوسطى مع صدور عدة تحذيرات من مسؤولين روس من خطر تسلل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية من أفغانستان إلى المنطقة وصاحبت ذلك تلميحات إلى أن موسكو سترد بزيادة وجودها العسكري.