انطلقت أمس أولي ندوات سلسلة "رؤي نقدية" وهي فكرة د. سيد ضيف الله ، الناقد الأكاديمي، والتى تهدف الى إلقاء الضوء علي إسهامات النقد في مصر والعالم العربي والربط بين أقسام تدريس الأداب والنقد بالجماعات المصرية والحياة الثقافية . وأشار بدران الى الجيل الحالي من النقاد ووصفهم بأنهم أكثر حظاً من الأجيال السابقة لوجود القامات النقدية الكبيرة في النقد بقاعة المجلس , متمنياً أن تكون الرؤي النقدية التي تشغل الساحة النقدية الاّن تستفيد منها أقسام اللغة العربية والحراك الثقافي وينتشر خارج القاهرة وليس داخلها فقط حتي يري المهتمون بالشأن النقدي وطلاب أقسام اللغة العربية تلك الصفوة من النقاد , وإيجاد تواصل بين الاجيال وبين العاصمة وما حولها , لأنهم أحوج أن يستمعوا الي تلك الرؤي النقدية المختلفة ويشاهدوا معاركها والجديد فيها وفي الختام تمني لهم أن يقدموا رؤي نقدية تليق بمكانتهم وأعرب د. سيد ضيف الله عن حزنه وخوفه عندما قال له صديقه العربي أن مصر لم يعُد بها نقاد بالشكل الحقيقي رغم عشقه الشديد لمصر وعلمائها , وأن تلاميذهم ليسوا نقادا بالشكل المتعارف عليه ,مشيراً أن ثمة مشكلة موجودة الأن في الساحة النقدية وعلي الجميع الاهتمام وتوزيع الادوار بشكل دقيق ,قائلاً أعلم أن لدينا نقدا وحركة نقدية ,وقد استجاب بدران سريعاً عندما اقترحت عليه إقامة هذه السلسلة وموضوعاتها ومحاورها ,مما شجعه علي التنفيذ السريع لان الهدف الأن هو إخراج الجامعة الي المتلقين والمهتمين من الجمهور. وفي كلمته أشاد د. محمود الربيعي –الاستاذ بكلية دار العلوم , بالمجلس الاعلي للثقافة وبأمينه العام د بدران وأثني علي لغته العربية وقال أنه قرر منذ سنوات الأبتعاد عن الصخب الإعلامي وما شابهه لأنه يؤمن بمقولة الا أن حب الصيت للمرء قاتل , كما تأثر بمقولة شاعر الهند العظيم طاغور والذي قال..كلامك يا رب بسيط وكلام الذين يتكلمون باسمك غير بسيط ,وأضاف بأن بعض الفقهاء أساس المشكلة فلو علموا الناس كيفية قراءة النص الديني كما ينبغي , ما كنا في حاجة الآن للدعوة الي تغير الخطاب الديني وكذلك جملة طاغور تنطبق أيضا علي النقد ومعاركه ,فالنص الأدبي بسيط , أما كلام النقاد ليس بسيط, وعلق الربيعي علي مقولة الشاعر محمد إقبال الذي قال "اقرأ القراّن بتدبر كأنه أُنزل عليك" وقال أنه يفعل ذلك مع كل نص أدبي يستقبله , فهو يشعر أنه هو صاحب النص . وعن النقد الحديث ومناهجه الغربية قال الربيعي أنه ليس ضد الاستيراد ,ولكن علينا أن نستورد ما يلائمنا منه , فالطرح الأدبي بمثابة التربة والمناهج النقدية هي النبته , فعلينا أن نختار النبته التي تصلح لتربتنا وثقافتنا ولغتنا . ... اما د.عادل ضرغام أستاد الأدب العربي بجامعة عين شمس فقد تحدث عن اشكالية تؤرقه وهي كيفية تحويل المنهج النقدي الي ممارسة ومتي يأتي دور الناقد , مضيفاً بأنه سيظل مؤمنا بالدور التفسيري للنقد الأدبي ونجد أن أهم مرحلة توضح هذا حضور د. طه حسين ورفاقه في ساحة النقد الأدبي ومن هنا تحول النقد الأدبي من التحليل الي التقييم وهي مرحلة مارس فيها النقد العنف ضد النص من خلال اخذ مناهج من علوم أخري ونتيجة ذلك جاءت مناهج أخري داخلية مثل البنيوية والتى بدأت تبحث عن أدبية الأدب وشاعريته واتصفت تلك المرحلة بالشكلية ,وفقد النقد في تلك الفترة الشتباك مع النص بشكل فعلي, وأضاف أن العشرين عاماً الماضية تعامل النقد مع النص بفكر متعدد وهذا التوجه شهد حضورا كبيرا للتجريب في النقد . وعن تجربته المتميزة تحدث د.محمود عبد الغفار –المدرس بأداب القاهرة , والذي درس بكوريا وقدم اطروحته بعنوان..دراسة مقارنة بين الشعر الحديث في مصر وكوريا ..عن كوننا الأن عندما نتحدث عن النقد نتشبث بالمعيار ونترك القيمة في الوقت الذي نتحدث فيه عن اشكاليات النقد والناقد نجد من يحدثنا عن الموت المجازي للناقد مثلما مات مجازياً المؤلف وبعض دورالنشر العالمية لم تعد تحتفي بكتب النقد واكتفت بتعليقات الجمهور العادية ,كما تطرق الى القراءة منها قراءة الشعروأنه يقرأ ما يشعر به ولا يستمع لحديث أحد عن أحد فمقياسه هو الانجذاب ووصول النص الي داخله فالحياد يقتل في المرء طموحه ثم ألقي بعضا من الأشعارل أمل دنقل ,واجون الشاعر الكوري واحمد بخيت وناظم حكمت , مضيقاً ان من جمع بهولاء جميعاً هي الكلمة وسحرها . وأوضح هشام زغلول المدرس المساعد بأداب القاهرة الفجوة الاّن بين النقاد والنقاد ,والنقاد والمبدعين , والمبدعين والمتلقي ..ولام زغلول علي من يقفون علي التراث النقدي القديم ويتهمونه بأنه السبب في ثبات المشهد النقدي, وأنه يري أن التراث العربي به من السراء ما يكف السنتهم من جعله سبب جمودهم ومن يحب ويتمسك بتراثه العربي لابد وأن يعي طبيعة اللحظة الثقافية وأن ننتجة نظريات ومناهج نقدية معاصرة وهذا كما وصفه بالشيء اليسير , ولكنه أيضا يحتاج الي تكاتف وتضافركل المعنين بمجال النقد الأدبي ولام زغلول بعض النقاد الذين تُمنح لهم فرص السفر,فتضيع ويضيع معها فضيلة الاطلاع