انتهت فعاليات مؤتمر النقد الأدبي والواقع الثقافي الذي عقد بالمجلس الأعلي للثقافة, وقد خصص المؤتمر دورته الحالية لتكريم د. محمد غنيمي هلال تقديرا لدوره الرائد. في الثقافة المصرية والعربية وإبداعه الفكري والنقدي. ويعد د. غنيمي هلال صاحب كتاب الأدب المقارن رائدا للدراسات الأدبية المقارنة في العالم العربي حيث قام بتبسيط علم الأدب المقارن تبسيطا وافيا في بيانه توسعا شاملا وأرسي الدعائم التي نهض بها ذلك الجنس من العلوم في عالمنا العربي. عمل د. غنيمي هلال أستاذا للأدب المقارن وللدراسات الإسلامية بالجامعة المصرية, وخلف وراءه بعد رحيله في منتصف عام1968 مجموعة من الكتب والدراسات التي أثرت المكتبة الأدبية العربية والتي من بينها دور الأدب المقارن في توجيه دراسات الأدب العربي المعاصر والنماذج الإنسانية في الدراسات الأدبية المقارنة والنقد التطبيقي والمقارن و النقد الأدبي الحديث. وكان المحور الأساسي لمشروع د. غنيمي الذي دارت حوله مناقشات المؤتمر عبر جلساته البحثية, قائما علي أساس الربط بين التراث العربي بمختلف مدارسه وبين المدارس النقدية الحديثة, فقد برهن هلال أن الحدود الفاصلة بين تلك الآداب هي اللغات, فالكاتب أو الشاعر إذا كتب كلاهما بالعربية اعتبرنا أدبه عربيا مهما كان جنسه البشري الذي إنحدر منه وقد أكد د. غنيمي أن أهمية الأدب المقارن لاتقف عند حدود دراسة التيارات الفكرية والأجناس الأدبية والقضايا الإنسانية في الفن فحسب بل أنه يكشف عن جوانب تأثر الكتاب في الأدب القومي بالآداب العالمية. ومن بين حضور المؤتمر د. جابر عصفور الذي أشار في كلمته الي تحديات ثلاثة يأخذها الناقد في اعتباره, تحدي النص, والتحدي المنهجي والتحدي الإجتماعي والسياسي, وأضاف أن التوجهات القرائية لدي المتلقي قد تبدلت مغ تغير الذوق الاجتماعي والذي انعكس بدوره علي الذوق الأدبي وأبدي د. عصفور رفضه لما يتردد حول مقولة النظرية العربية في النقد باعتبار أن النظريات النقدية ليس لها وطن أو قومية تنتمي إليها, ولكننا كعرب نستطيع إخضاعها لتراثنا.