لا شك أن حديث الساعة الأن هو الإنتخابات البرلمانية المصرية بشقيها الشعب والشوري، وبعد الضجة الكبيرة التي أثارتها القوي السياسية المختلفة حول أيهما أولآ الانتخابات أم الدستور؟ واتتهاء الأمر إلي اختيار الإنتخابات أولآ، وكذلك الضجة التي أثارها ترشيح فلول الحزب الوطني، كان لابد أن نوضح ونجّلي حقيقة كيفية إختيار مرشح مجلس الشعب. لقد إنتهي زمن البلطجة وسيطرة و نفوذ رجال الأعمال وتزاوج رأس المال والسلطة ولا عودة لعقارب الساعة إلي الوراء مرة أخري، وطبعاً سيسألني البعض وما هي ضماناتك لذلك؟ أقول لهم إن إدارة الشعوب تعلو علي كل إرادة وكما قال الشاعر " إذا الشعب يوماً أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر " والشعب الذي أراد الحياة وأسقط النظام السابق، لا يمكن أن يستجيب لفلول الحزب الوطني البائد مرة أخري. لابد أن تختار النائب لتاريخه و سمعته الشريفة ومشاركتة الفعالة في العمل المدني. لأن هذا من شأنه أن يجعله علي درايه تامة بمشكلات المجتمع وكيفية علاجها. لا تختار النائب الفلاني لأنه من عائلتك أو قبيلتك أو حبيبك، لآن اختيار النائب شهاده ستحاسب عليها أمام الله عز وجل. هناك قاعدة فقهية تقول " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " وحيث أن محاربة الفساد والإفساد واجب علي كل مصري ومصرية، وهذا لن يتم الإ في وجود برلمان منتخب إنتخاباً حراً مباشراً، لذا فالتصويت واجب والأوجب منه شرعاً التدقيق في اختيار المرشح لأنه بصلاحه سيشرع ما يصلح أحوال البلاد والعباد وبفساده سيشرع ما يفسد أحوال البلاد والعباد. لنختار المرشح الذي لديه رؤية للإصلاح وقادر علي التواصل والحوار ويقبل الرأي والرأي الآخر، نختار الرجل الشجاع الذي يقف ليحاسب أي مسئول أيا كان عن أموال الشعب واحواله، نختار النائب الذي لا يخشي لومه لائم ويقدم مصلحة البلاد والعباد علي مصلحتة الشخصية، وكذلك نختار الرجل الذي يشعر بعد نجاحة أنه نائب للشعب كله وليس للحزب أو الايدلوجية التي ينتمي اليها. هذا هو النائب اللي تفكر تختارة. * كاتب وخبير تطوير إداري