منذ ما يقرب من 15 سنة أو أكثر تطور بعض أعضاء جماعة الإخوان وفكروا في إنشاء حزب يتبع الإخوان بعد أن تربوا في صفوف الإخوان طويلا وكانوا يمثلون خلاصة كوادر الإخوان في الفكر والحركة. وبدءوا في عرض أفكارهم على قيادات جماعة الإخوان فاصطدم ذلك مع الفكر التقليدي لمؤسسة الإخوان وحاول الإخوان في بادئ الأمر احتواء تلك الأفراد داخل الجماعة وبين شد وجذب انفصل مجموعة من الإخوان إيمانا منهم بقوة حجتهم ومعرفتهم كيف تدار الجماعة مما جعلهم يعلمون أن لا أمل في تطور تلك الجماعة فاصطدموا ببيروقراطية الجماعة مع عدم استعداد الجماعة مراجعة أدبياتها مراجعة حقيقية ودخلوا في صراع فكري مع الجماعة. وكعادة الكيانات الضخمة بدأت الجماعة تدافع عن أفكارها من خلال حشد أعضائها ضد قادة تلك المجموعة التي على رأسها المهندس أبو العلا ماضي والمحامي عصام سلطان وبدأت معركة غير متكافئة بين جماعة لها تمويل وأعضاء كثر واستخدمت أسلحة محظورة من القدح في الدين واتهام بالعمالة واتهام بالسرقة حتى أنني كنت أتعجب من قوة تلك المجموعة في ثباتها على مواجهة جماعة في قوة جماعة الإخوان وقوة أفرادها. وفي خضم هذا الصراع تساقطت قدسية الجماعة عند الخارجين عليها فبدءوا في أكبر عملية نقد للجماعة لأدبياتها وثوابتها التي هي بالقطع غير ثوابت الإسلام التي يتفق عليها كل المسلمين . فعلى سبيل المثال البيعة وعلاقة المرشد بالأتباع وصلاحية مكتب الإرشاد وكيفية اتخاذ القرار وطرق الطعن في القرارات الإدارية والتظلم من الجماعة واحتكام الجماعة لجهة تفصل في النزاع الفقهي وكيفية توصيف الواقع وما الموقف عند التنازع مع مؤسسية الدولة كالأزهر وغيره. وأبدعت مجموعة حزب الوسط في نقض جماعة الإخوان وليس نقد بالدال وتواءمت جماعة حزب الوسط مع المجتمع وكانت هي الأقدر على التفاعل مع المجتمع المصري بمراجعة أدبيات الإخوان التي لم تراجع منذ التأسيس. وحزب الوسط هو البديل الجيد لجماعة الإخوان هكذا أدركت جماعة الإخوان فماذا فعلت. ولندرك ما فعلت جماعة الإخوان فلتسأل عضو الإخوان العادي عن حزب الوسط وستأتيك الإجابة الشافية إن حزب الوسط هو أعدى أعداء حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان. لقد تحالفت الإخوان مع الوفد ولا مانع عندها من التحالف مع الليبراليين وبعض العلمانيين أما حزب الوسط فلا وألف لا. ويكفي أن أقول إن بعض قدماء الإخوان من أمثال المهندس خالد داوود الذي ساهم في التأسيس الثاني لجماعة الإخوان مع إخوانه د.الزعفراني والمهندس حامد دفراوي ينزل على قائمة حزب الوسط . إن المتتبع لحركة جماعة الإخوان يدرك على الفور أنها تلقي بفلذات أكبادها لحزب الوسط ولأحزاب أخرى . لعدم قدرة الجماعة على استيعاب المبدعين من أعضائها أمثال الدكتور أبو الفتوح (يفصل) والدكتور محمد حبيب يعامل كما تعلمون. بل أن الإخوة السلفيين في أول منشأهم كانوا يحملون حبا للإخوان وكان من الممكن استيعاب الخلاف ووضع آلية لجمع الإخوة إلا أن أدبيات الإخوان وقوة التنظيم الخاص وتقديم السيطرة على الإقناع ومصلحة الجماعة على مصلحة المسلمين مما أدى إلى فشل الإخوان في ريادة العمل الإسلامي في مصر. ولعل بعضا من جماعة الإخوان يسألني ما العمل الآن والانتخابات على الأبواب أول شيء أن ينتخب أعضاء جماعة الإخوان مرشحهم تبعا للمعيار الشرعي وليس للمعيار التي تحدده الجماعة والمعيار الشرعي هو الكفاءة للمنصب وليس الانتماء للجماعة. ولعل ذلك يكون عربون صلح مع الإسلاميين الذين فيهم من كان منكم وهو أكفأ مما تقدمون إلا أن ولاءه للمسلمين كافة وليس لجماعة الإخوان خاصة. إن التصالح مع أبناء الحركة الإسلامية أولى من تحقيق تقدم لجماعة منهم على حساب قدرات وكفاءات يستفيد منها أبناء الوطن. ولتعلم الإخوان أن استئثار الحزب الوطني أذهب به وأن حالة الاستكبار والغرور بداية النهاية. وأذكر قول الله تعالى {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ }التوبة25 . والمسلمون متكافئون فبما تميزون مرشحكم إلا بالكفاءة والملائمة. فإن لم تستطيعوا أن تكونوا عدولا في تصويتكم فماذا تنتظرون منا.