الرباط: يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا وزاريا في العاصمة المغربية الرباط اليوم الاربعاء حيث يتدارسون فيه امكانية تشديد الضغط على النظام السوري ، فيما هاجم جنود منشقون عن الجيش السوري مجمعا للاستخبارات على أطراف دمشق. وسيتم في الاجتماع الاعلان رسميا عن تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية، في وقت قالت فيه دمشق إنها لن تحضر الاجتماع .
وكانت جامعة الدول العربية إثر أشهر من إراقة الدماء في سوريا عقدت اجتماعا مع معارضي الرئيس بشار الأسد امس الثلاثاء بعد يوم من أعمال عنف راح ضحيتها أكثر من 69 شخصا. وطلبت الجامعة، التي وافقت على تعليق عضوية سوريا، من جماعات سورية معارضة تقديم رؤيتها لعملية انتقال السلطة قبل مؤتمر أكبر يعقد حول مستقبل سوريا تخطط له الجامعة. وقال عبد الباسط سيدا عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري لوكالة "رويترز" بعد الاجتماع مع مسؤولين في الجامعة العربية إن الجامعة ستعلن قريبا موعدا لمؤتمر يضم العديد من جماعات المعارضة السورية لبحث السبل والوقت اللازم لفترة انتقالية.
وميدانيا ، قال نشطاء إن منشقين عن الجيش السوري هاجموا مجمعا للاستخبارات على أطراف دمشق في ساعة مبكرة يوم الاربعاء في اول هجوم يعلن عنه على منشأة أمنية كبيرة في الانتفاضة على الاسد.
وقالت مصادر النشطاء ان اعضاء جيش سوريا الحر أطلقوا قذائف "ار.بي.جيه" ونيران مدافع رشاشة على مجمع كبير لاستخبارات القوات الجوية يقع على الطرف الشمالي للعاصمة على طريق دمشق-حلب البري السريع في نحو الساعة الثانية والنصف صباحا (0030 بتوقيت جرينتش). وأعقب ذلك نشوب معركة بالاسلحة النارية وحلقت مروحيات فوق المنطقة. وقال ساكن في ضاحية حرستا طلب الا ينشر اسمه "سمعت عدة انفجارات وتراشقات بنيران المدافع الرشاشة". وقالت المصادر انه لم ترد على الفور انباء عن وقوع اصابات وان المنطقة التي وقع فيها القتال ما زال يصعب الوصول اليها. ويجعل الحظر الذي تفرضه سوريا على معظم وسائل الاعلام الاجنبية من الصعب التحقق من الاحداث على الارض.
في غضون ذلك ، تقول الاممالمتحدة إن 3500 شخصا على الاقل قتلوا في الاحتجاجات التي انطلقت في مارس / آذار الماضي بهدف ازاحة نظام الرئيس بشار الاسد عن السلطة.
ويقول ناشطون سوريون إن 80 شخصا على الاقل لقوا مصرعهم يوم امس الثلاثاء فقط.
يذكر ان الجامعة العربية قد قررت في الاسبوع الماضي تعليق عضوية سورية في الجامعة، الا انها تركت امر الاعلان رسميا عن هذا الاجراء لاجتماع وزراء الخارجية في الرباط.
بينما ادانت سوريا قرار الجامعة واصفة اياه "بالمخزي والخبيث"، واتهمت الدول العربية التي ايدته بالتآمر مع الغرب من اجل تقويض الحكومة السورية.
وطلبت دمشق عقد قمة عربية طارئة لبحث الموقف في سورية الا ان الطلب قوبل بالرفض من جانب الدول الخليجية الست الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وقالت دول المجلس التي تقود الحملة المناهضة للحكومة السورية والهادفة الى معاقبة النظام السوري إن وزراء الخارجية العرب يجرون مشاورات تحضيرا لاجتماع الاربعاء.
وتخضع العديد من الدول العربية الى ضغوط تهدف الى حملها على مواصلة اتخاذ مواقف متشددة ازاء سورية عقب صدور قرار تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية.
وفيما يعتبر محاولة من دمشق لاثبات حسن نيتها قبل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية في الرباط، اعلن الاعلام السوري الرسمي ان السلطات المختصة اطلقت سراح 1180 معتقلا كانت قد القت القبض عليهم اثناء الاحتجاجات. يذكر ان اطلاق سراح المعتقلين كان احد الشروط التي اصرت عليها الجامعة العربية.
وانضم رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أمس الثلاثاء الى قائمة رؤساء الدول المنتقدين للقمع الذي تمارسه السلطات السورية بحق المحتجين، وذلك عقب اطلاق العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني تصريحات حث فيها الرئيس السوري بشار الاسد على التنحي عن الحكم.
ومن المقرر ان يشارك وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في اجتماع الرباط.
وقال اردوغان إنه لا يمكن بناء مستقبل سورية "على دماء المظلومين" مضيفا ان انقره قد فقدت الامل في امكانية ان يستجيب الرئيس السوري للمطالب الدولية بالكف عن استخدام العنف.
واضاف مخاطبا نواب حزبه في البرلمان التركي "على بشار الاسد تأمل المصير المأساوي الذي لف باولئك الذين اعلنوا الحرب على شعوبهم."
وأوضح ان التاريخ "سيذكر هؤلاء بوصفهم زعماء يمتصون الدماء".
وجاءت احدث ادانة من أردوغان لسوريا في وقت اعلنت فيه تركيا انها ستوقف مشاريع مشتركة للتنقيب عن النفط مع سوريا.
فقد قال وزير الطاقة التركي طانر يلدز إن انقره قررت تعليق خطط كانت شركة TPAO التركية للنفط تعتزم تنفيذها بالتعاون مع شركة النفط الوطنية السورية. كما هدد يلدز بوقف تزويد تركيا بالطاقة الكهربائية.
وقال الوزير التركي: "نقوم الآن بتزويد سورية بالطاقة الكهربائية، ولكن اذا واصل النظام السوري السير في هذا الطريق سنضطر الى اعادة النظر في قراراتنا."
وقد رحب البيت الابيض بما اسماه "الموقف التركي الحازم".
وقال بن رودس، نائب مستشار الامن القومي الامريكي: "إن التعليقات التي صدرت عن تركيا اليوم تشير الى حقيقة ان الرئيس الاسد معزول."
وبدوره دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري الى "وقف قتل شعبه،" وقال إن عليه تنفيذ الاتفاق الذي عقده مع جامعة الدول العربية في محاولة لايجاد حل سلمي للانتفاضة الذي تشهدها البلاد منذ ثمانية اشهر ضد نظام حكمه.