قررت دمشق عدم المشاركة في الاجتماعين المزمع عقدهما الاربعاء في الرباط، وأحدهما على مستوى وزراء الخارجية العرب مخصص للبحث في الازمة السورية، عازية السبب الى "تصريحات صدرت عن مسؤولين في المغرب"، كما افاد الاعلام الرسمي السوري مساء الثلاثاء. وقال التلفزيون الرسمي السوري في خبر عاجل نقلا عن وزارة الخارجية السورية ان "قرار سوريا في المشاركة في اجتماعي الرباط كان تلبية لبعض الدول العربية الشقيقة لكنه في ضوء التصريحات التي ابلغنا بها من مسؤولين في المغرب قررت سوريا عدم المشاركة". ويعقد في الرباط الاربعاء قرار تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية حيز التنفيذ، اجتماع وزاري عربي مخصص لبحث الازمة السورية وذلك على هامش اعمال منتدى تركيا-البلدان العربية. وفي الوقت نفسه صعدت دول في المنطقة جهودها لعزل نظام الرئيس بشار الاسد لرفضه ايقاف حملة على الاحتجاجات مضى عليها ثمانية اشهر. وقال نشطاء إن منشقين عن الجيش السوري هاجموا مجمعا للاستخبارات على أطراف دمشق في ساعة مبكرة الاربعاء في اول هجوم يعلن عنه على منشأة أمنية كبيرة في الانتفاضة على الاسد، وقد اكدت مصادر ان اعضاء جيش سوريا الحر أطلقوا قذائف ار.بي.جيه ونيران مدافع رشاشة على مجمع كبير لاستخبارات القوات الجوية يقع على الطرف الشمالي للعاصمة على طريق دمشق-حلب البري السريع في نحو الساعة الثانية والنصف صباحا (0030 بتوقيت جرينتش). وأعقب ذلك نشوب معركة بالاسلحة النارية وحلقت مروحيات فوق المنطقة، وقال ساكن في ضاحية حرستا طلب الا ينشر اسمه "سمعت عدة انفجارات وتراشقات بنيران المدافع الرشاشة، فى حين اشارت مصادر انه لم ترد على الفور انباء عن وقوع اصابات وان المنطقة التي وقع فيها القتال ما زال يصعب الوصول اليها. ويجعل الحظر الذي تفرضه سوريا على معظم وسائل الاعلام الاجنبية من الصعب التحقق من الاحداث على الارض. وقال نشطاء ان القوات السورية قتلت ستة مدنيين على الاقل يوم الثلاثاء وكانت تطلق النار من حواجز على الطرق في محافظة ادلب الشمالية الغربية وفي مداهمات في مدينة حمص وضواحيها ووردت ايضا انباء عن سقوط بعض القتلى في معارك بين منشقين عن الجيش وقوات موالية في الجانبين. وكان مجلس وزراء الخارجية العرب قرر في 12 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في القاهرة تعليق عضوية سوريا في الجامعة اعتبارا من 16 الجاري ان لم يتوقف النظام السوري عن قمع معارضيه. ويجتمع الوزراء العرب في الرباط في حين يزداد الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد الذي يواجه منذ ثمانية اشهر حركة احتجاج شعبية اخذت ترتدي طابعا مسلحا في العديد من مناطق البلاد. وازداد الخناق الثلاثاء على النظام السوري، فبعد التدابير التي اعلنتها الجامعة العربية، قررت تركيا وقف تعاونها مع سوريا في مجال التنقيب عن النفط، مهددة ايضا باعادة النظر في امداد سوريا بالكهرباء. بدوره صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان تركيا فقدت كل امل في ان يلبي النظام السوري مطالب الاسرة الدولية في بدء اصلاحات ديموقراطية ووقف العنف. وقال اردوغان امام البرلمان "لم نعد ننتظر ان تبرهن ادارة الاسد على قيادة شريفة ومقنعة وشجاعة ومصممة"، مضيفا "لم يعد احد ينتظر منه ان يمتثل لمطالب الاسرة الدولية". ورحب البيت الابيض بالعقوبات التركية، مؤكدا انها دليل على ازدياد "عزلة" الرئيس بشار الاسد الذي طالبه مجددا بالرحيل. وصرح بن رودز المستشار المساعد لشؤون الامن القومي لدى الرئيس الاميركي للصحافيين ان "تصريحات تركيا اليوم تظهر ان الرئيس الاسد بات معزولا. اننا نرحب بموقف تركيا وحزمها الذي يوجه رسالة مهمة جدا الى الرئيس الاسد مرة اخرى، مفادها انه لا يمكنه قمع تطلعات شعبه".