أكدت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء، أن موسكو تأمل وتترقب استئنافا قريبا للمفاوضات بشأن بناء وتشغيل المرحلة الأولى من خط أنابيب غاز "السيل التركي". وقالت الوزارة في بيان أصدرته اليوم، إن إستئناف المفاوضات حول تنفيذ المرحلة الأولى من خط أنابيب الغاز التركي- الروسي المشترك "السيل التركي"، والذي يمر تحت البحر الأسود، يعد أحد أهم أولويات العلاقات بين البلدين الجارين، وهو سيتصدر جدول أعمال اللقاء المنتظر يوم غد الخميس بين وزير الخارجية التركي "فيريدون سينيرلي أوغلو"، ونظيره الروسي سيرغي لافروف في مدينة سوتشي الروسية. وأضاف البيان أن الوزيران "سيتبادلان خلال لقائهما وجهات النظر حيال الوضع في سوريا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما سيبحثان مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وملف اللاجئين الذي بات يحتل اليوم أهمية خاصة". وأشار البيان إلى أن لتركيا وروسيا "نهج مشترك ووجهات نظر متقاربة في العديد من القضايا الإقليمية، وأن الجانبان عازمان على مواصلة الحوار البناء من أجل التوصل لتفاهم مشترك في بعض المسائل التي تتباين فيها وجهات نظرهما". كما سيناقش الوزيران، بحسب البيان نفسه، علاقات البلدين الثنائية على مختلف الأصعدة، وسيوليان أهمية خاصة للبحث في آفاق تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية. وكانت العلاقات التركية الروسية قد شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، وقد تم إنشاء مجلس التعاون عالي المستوى عام 2010 (ويرأسه رئيسا البلدين)، ويضم المجلس مجموعة التخطيط الاستراتيجي المشترك والتي تتولى ملف التعاون في القضايا الدولية، واللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي، ولجنة العلاقات الاجتماعية والإنسانية. ويرى خبراء أن موضوع الطاقة يشكل المحور الرئيسي للتعاون بين تركيا وروسيا، وقد تم في منتصف أبريل/ نيسان الماضي وضع حجر الأساس للبدء بإنشاء الوحدات الهيدروليكية والبحرية في الجزء الأول من مشروع السيل التركي. يذكر أن وزير الطاقة الروسي، "ألكسندر نوفاك"، أعلن أواخر أغسطس/ آب المنصرم. استعداد بلاده للتوقيع على الاتفاق بين الحكومات، بخصوص الجزء الأول من مشروع "السيل التركي"، إذ أوضح في تصريحات صحفية، أنهم أرسلوا مسودة الاتفاق إلى أنقرة، وأن الكرة باتت في ملعب الجانب التركي. ولفت ألكسندر إلى أن عملية التوقيع، قد تطول بسبب توجه تركيا إلى انتخابات عامة مبكرة (مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل). ومن المنتظر أن يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي، عبر شبكة "السيل التركي" 63 مليار متر مكعب، 47 مليار منها سيضخ للسوق الأوروبية، فيما سيخصص 16 مليار متر مكعب للاستهلاك التركي. ومن المرتقب بناء 4 خطوط نقل بشكل تدريجي ضمن مشروع "السيل التركي"، وإنشاء مجمع للغاز في اليونان، لتوريده إلى المستهلكين جنوبي أوروبا.