أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية – في تقريره الحادي والثلاثين – والذي خصصه لرصد وتحليل لغة الخطاب عند التنظيمات الإرهابية أن تنظيم "داعش" الإرهابي يستغل اللغة العربية في خطاباته الحماسية المنتشرة عبر وسائل الإعلام المختلفة لجذب الشباب والمراهقين المغامرين الباحثين عن الإثارة في الانتماء لتيارات تحمل أفكار خطرة يغلب عليها الحماس الديني. وأضاف المرصد أن "داعش" يتعمد دعم تلك الخطابات بالمفردات الغريبة والكلمات الشاذة التي عفا عليها الزمن، ولم تعد دارجة، فيمارس التنظيم الإرهابي استعراض قوته مستخدمًا فحولة لغوية وقدرات بلاغية مستقاة بعشوائية من التراث إضافة إلى تماديه في منهج التدليس وتلبيس الحق بالباطل باختيار مصطلحات وتراكيب القرآن الكريم في خطاباته، لينسب ممارساته الإرهابية إلى الشريعة الإسلامية. وأوضح المرصد أن التنظيم يحاول من خلال ذلك إبراز سطوته اللغوية ليؤكد أنه الأحق بالخلافة والأجدر بها، فيتشدق باللغة شكليا لمحاولة التشبه بأهل الفصاحة من المسلمين الأوائل. ولفت المرصد إلى أن التنظيم الإرهابي يحاول في كل تدليس يقوم به حين يداعب الشباب المراهق التأثير عليه من خلال هذه الكلمات المهجورة التي لم تعد تستخدم في أدبيات الخطاب العربي الحديث, ومن تلك المفردات: النواصب والصوارم والطواغيت والجحافل والضياغم، وغيرها من المفردات الغير متداولة. ورصد التقرير عدداً من الدراسات التي تبرز استخدام تنظيم منشقي القاعدة للغات المختلفة حيث أكدت تلك الدراسات أن التنظيم الإرهابي يستخدم اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية بنسبة كبيرة رغم دخول اللغة الروسية إلى المنافسة. وبحسب المرصد احتلت اللغة العربية المركز الأول، من حيث اللغات الأكثر استخدامًا من قبل عناصر تنظيم منشقي القاعدة، على الإنترنت، بنسبة بلغت 73%، تلتها اللغة الإنجليزية بنسبة 18%، وجاءت اللغة الفرنسية في المركز الثالث بنسبة 6%، ولم يتعدى نسبة استخدام أي لغة أخرى 1%. وأضاف التقرير أن التنظيم الإرهابي أضاف اللغة الروسية لوجود عدد من عناصره من الشيشان وأوزبكستان وداغستان يجيدون اللغة الروسية، ليحاور الشباب من تلك المناطق بلغتهم لنشر الأفكار الإرهابية وتوصيل رسالتهم إلى تلك الفئة من الشباب الناطق بالروسية.