تشهد القارة الإفريقية في الثلث الأخير من عام 2015 ما لا يقل عن 12 استحقاقا انتخابيا، ينتظم نصفها مع انطلاق شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ما يجعله شهر الانتخابات في القارة السمراء بلا منازع. ووفقا لوكالة " الأناضول"، في ما يلي عرض لهذه الاستحقاقات: 1-الانتخابات العامة ببوركينافاسو، نهاية المرحلة الانتقالية تكتسي الانتخابات البوركينية العامة - تشريعية ورئاسية - التي تنطلق في 11 اكتوبر/تشرين الأول المقبل أهميتها من كونها تأتي معلنة عن نهاية المرحلة الانتقالية التي انطلقت في وقت وجيز بعد سقوط نظام الرئيس بليز كمباوري مع نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2014. الأمر يتعلق بأول انتفاضة إفريقية تفضي إلى إزاحة رئيس كان يسعى إلى المناورة بشأن تحديد عدد الولايات الرئاسية الدستورية. 2-الانتخابات الرئاسية بغينيا، هل سيكون ديالو على موعد مع ثأر سياسي؟ تنتظم هذه الانتخابات الغينية بتاريخ 11 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في اقتراع يجمع بين الرئيس المتخلي، ألفا كوندي، وزعيم المعارضة، سيلو دالين ديالو. نفس المترشحان تنافسا منذ 5 سنوات في إطار أول انتخابات تلي الفترة الانتقالية بالبلاد. وفي سياق متصل، تسبب ترشح موسى كامارا، القائد السابق للمجلس العسكري الحاكم في تقسيم الرأي العام الغيني، معيدا إلى الأذهان أجواء الاتقلابات وآثارها المدمرة، وضع ترغب غينيا بتجاوزه والانخراط بشكل نهائي في مسار ديمقراطي. 3-الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار: الأولى منذ الازمة تحددت الانتخابات الرئاسية الإيفوارية ليوم 25 أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وإن كان عنصر التشويق الغائب الأبرز بشأن نتائجها، في ضوء ترجيح جميع الملاحظين فوز الرئيس الحسن واتارا بولاية رئاسية ثانية، فإن لهذا الاقتراع ميزة تتمثل في كونه الأول من نوعه بعد أزمة 2010/2011 الانتخابية التي خلفت 3000 قتيلا، بحسب منظمة الاممالمتحدة، حين رفض الرئيس السابق لوران غباغبو الاعتراف بهزيمته. 4-الانتخابات العامة بتنزانيا، هل هو البديل؟ في وقت اشتعلت فيه الاوضاع في دول منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الفرنكوفونية ضمن احتجاجات ترتبط برفض لولايات رئاسية ثالثة محتملة، يعتزم بعض الرؤساء الترشح لها على الرغم من موانع دستورية، تظهر تنزانيا كنموذج فريد من نوعه قادر على تفعيل مبدأ التداول على السلطة بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين الاول المقبل. وقد كان الرئيس المتخلي، جاكايا كيكويتي الذي انهى ولايته الرئاسية الثاني، قد اعلن عن عدم ترشحه في مناسبة أخرى لمنصب سيقرر 5 ملايين ناخبا تنزانيا مصيره. وفي هذا الصدد، يشير الملاحظون إلى أن المعارضة تمضي بحظوظ وافرة للظفر بهذه الانتخابات، فيما لا يبدو جون بومب ماغوفولي مرشح الحزب الحاكم مرشحا بارزا لنيل الفوز. تحليلات الملاحظين، إن ثبتت صحتها، فإن فوز المعارضة بالانتخابات سيكون سابقة من نوعها في بلد لم يعرف التداول على السلطة، منذ وصول الحزب الحاكم إلى الحكم عام 1964، فيما يتجه التنزانيون لصناديق الاقتراع لانتخاب نوابهم وممثليهم البلديين في اليوم ذاته. 5-انتخابات مالي المحلية..رهانات سياسية وأمنية تجري انتخابات مالي المحلية يوم 25 أكتوبر/تشرين الاول المقبل على كامل التراب الوطني (أكثر من 700 بلدية) وهو ما يشكل رهانا كبيرا، كون هذا الاقتراع يمثل أول موعد انتخابي بعد توقيع اتفاق السلام بالجزائر في مايو/أيار و يونيو/حزيران الماضيين، الساعي إلى إيجاد حل وسط بين حكومة باماكو المركزية الحريصة على صون سيادتها الترابية من جهة، والتطلعات الاستقلالية للجماعات المسلحة من جهة أخرى. ويتوضح الرهان سياسي و الأمني بشكل جلي عبر ما يشكله هذا الموعد الانتخابي كفرصة مواتية للمجموعات المسلحة، لإحداث الارتباك لا سيما، و أنها لم تتوقف عن شن هجمات مميتة، جعلت البلاد في وضع عدم استقرار مزمن. 6-الانتخابات المحلية في الكونغو الديمقراطية، مشاكل الأمن والتمويل تندرج انتخابات 25 أكتوبر/تشرين الأول البلدية والجهوية في سلسلة مواعيد انتخابية اعلنت عنها اللجنة الانتخابية في الكونغو الديمقراطية في شهر فبراير/شباط الماضي، من المنتظر أن تسجل نهايتها عام 2016. —وعلاوة عن المشاكل المالية (أكثر من مليار دولار كميزانية) المطروحة على أرض الواقع، فإن على السلطات مواجهة التحديات الأمنية لإجراء هذه الانتخابية في ظروف آمنة، لا سيما وأن المنطقة الشرقية من البلاد تشكل مسرحا لنشاط عدد كبير من الجماعات المتمردة. - انتخابات إفريقيا الوسطى الرئاسية، هل تنعقد وتشكل نهاية الحرب الأهلية؟ في أكتوبر أيضا، وبعد أن أُرجأت الاتنخابات الرئاسية في إفريقيا الوسطى بسبب عجز المرحلة الانتقالية (منذ يناير/كانون الثاني 2014) عن كبح جماح الحرب الاهلية، تتطلع سلطات البلاد كما المجتمع الدولي إلى أن تسهم هذه الانتخابات في وضع إفريقيا الوسطى على سكة الامان. ومن المنتظر ان يتم إجراء استفتاء دستوري (4 أكتوبر)، يليه الدور الاول من الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 اكتوبر/تشرين الأول المقبل، فيما يجري الدور الثاني في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو رهان تتطلع إفريقيا الوسطى إلى كسبه، لا سيما في ظل عدم عودة الاستقرار الامني للبلاد إلى حد الساعة، غير ان هذه المواعيد التي لم تتاكد رسميا بعد، يحتمل ان يتم تاجيلها مجددا في ضوء استمرار حالة عدم الوفاق السياسي في البلاد. 7-الانتخابات التشريعية والمحلية بالمغرب، أمور جديدة في الأفق تجري انتخابات مجلس المستشارين البرلمانيين بالمغرب بتاريخ 2 اكتوبر/تشرين الاول المقبل، أي مباشرة بعد انتخابات المجالس الجهوية في سبتمبر/أيلول المقبل التي تشهد تغييرات طرأت على صيغتها، بعد أن أصبحت ولأول مرة تدار بالاقتراع العام المباشر، فيما تجري الانتخابات الجهوية يوم 17 سبتمبر/أيلول 2015. 8-الانتخابات المحلية ببوروندي..آخر فصل من فصول وضع النظام يده على مؤسسات البلاد بروسبير نتاهوامي، الناطق بإسم الهيئة الانتخابية الوطنية المستقلة ببورندي (سيني) كان علق بالقول بخصوص الانتخابات المحلية المبرمجة ليوم 24 أغسطس/آب الجاري والحاملة لإسم "انتخابات التلال"، إن الرهان يتعلق ب "2912 تلة" من تلال البلاد، وأنه كل بوروندي بلغ سن ال 18 من عمره، بإمكانه أن يترشح لهذه الانتخابات كما بإمكانه أن ينال ثقة الناخبين، من ضمن 5 مترشحين آخرين لكل "تلة". المعارضة من جانبها، تنوي مقاطعة هذه الانتخابات، لتعيد سيناريو غير بعيد في الزمن، تمثل في مقاطعتها للانتخابات التشريعية (29 يونيو/ حزيران الماضي) و الرئاسية (21 يوليو/تموز الماضي)، وانتخابات مجلس الشيوخ، كاحتجاج على ترشح الرئيس بيير نكورونزيزا لولاية رئاسية ثالثة تعتبرها "غير دستورية" وعلى إسكات النظام لأي صوت يغرد خارج السرب. 9- في جزر القمر، انتخابات رئاسية تمهيدية، من أجل رئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم ينص الدستور القموري على مبدأ تداول الجزر المكونة للبلاد على منصب الرئاسة، بهذه الشاكلة، سيكون رئيس البلاد المقبل، من جزيرة القمر الكبرى (لا غراند كومور) وسيمر عبر انتخابات تمهيدية لن يكون له حق المشاركة فيها سوى سكان هذه الجزيرة، ليتنافس أول 3 مترشحين بحساب النتائج، على مستوى وطني. 10-في الجزائر، انتخابات جزئية لمجلس الشيوخ من المنتظر أن تنعقد الانتخابات التشريعية الجزئية بالجزائر قبل نهاية هذا العام (ديسمبر/كانون الأول 2015) ليشهد مجلس الأمة الجزائري، أهم غرفة في البرلمان الجزائري تجديدا يشمل نصف أعضائه. وتتكون هذه الغرفة البرلمانية من 144 عضوا يسهمون إلى جانب المجلس الوطني (الغرفة الثانية في البرلمان)، في ممارسة السلطة التشريعية، ويقع تجديد نصفها بواقع مرة كل 3 سنوات. 11- في مصر، تعهدت السلطات بتنظيم الانتخابات التشريعية قبل نهاية العام الجاري. 12- ناميبيا تنظم الانتخابات الجهوية و المحلية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم. في ليسوتو وبعض الدول الإفريقية الأخرى من جنوب القارة، من المنتظر أن تجري انتخابات محلية في سبتمبر/أيلول المقبل رغم أن الأمر غير متأكد بشكل قطعي. هو الوضع ذاته في أنغولا حيث وقع إرجاء الانتخابات في مرات عدة ما يجعل من غير المستبعد عدم انتظامها عام 2015. أما في مدغشقر، فلم يقع التأكيد بشكل رسمي على موعد الاجندة الانتخابية أيضا ولكن من المرجح أن تجري انتخابات مجلس الشيوخ بالبلاد، عام 2016. ومن المنتظر أن تشهد انتخابات هذا العام على مدى القارة الإفريقية، أجواء أكثر اضطرابا من تلك التي شهدتها بداية عام 2015، وذلك راجع لتعدد نماذج وصول رؤساء إلى نهاية ولاياتهم الرئاسية الدستورية والرغبة التي قد يبديها البعض منهم في تجاوز ذلك، الأمر يتعلق خصوصا بالكونغو الديمقراطية (نوفمبر).