صرح الدكتور أسامة الغزالي حرب ، الرئيس السابق لحزب الجبهة الديمقراطية والعضو المؤسس بالكتلة المصرية ، اليوم الخميس ، في تعليقه على وثيقة المبادئ الدستورية ، قائلا أن المشكلة الخاصة بهذه الوثيقة تتمثل في البنود الخاصة بالجيش. وأكد على رفضه لهذه البنود جملة وتفصيلا، كما أنه يعتبر أن الطريقة التي وضعت بها هذه الوثيقة منذ البداية كانت خطئا فادحا، لأنها أعطت الجيش وضعا يمثل كيان دولة داخل دولة وهذا هو المرفوض في هذه الوثيقة.
وأشار حرب إلى أنه ما عدا تلك البنود الخاصة بالجيش، هي قابلة للنقاش وأوضح أن محتويات باقي الوثيقة في مجملها جيدة ومطلوبة، لأنها تتضمن العديد من المبادئ الدستورية التي لا خلاف عليها.
ويضيف حرب في حديثه حول وضع المجلس العسكري قائلا بأن هناك من يعتبر أن هذا المجلس هو صاحب الثورة المصرية، ولكنه اعتقاد مرفوض، لأن من قام بهذه الثورة هو الشعب المصري ولم يقم بها الجيش، وهذا أمر مُسَلَّم به.
وأكد بأنه لابد من الاتفاق على هذا الأساس ، و ضرورة التسليم أيضا بأن الجيش وقف في الوقت المناسب بجانب الشعب ، وليس بجانب مبارك ، وهذا هو الإنجاز العظيم ، أما الخطأ التاريخي الذي وقعت في هذه الثورة فهو أن هذه الثورة لم تبلور قياداتها.
وبالتالي آلت الأمور بشكل ميكانيكي إلى القوات المسلحة ، ويؤكد حرب نفيه مرة أخرى من أن تكون القوات المسلحة هي من قامت بالثورة ، ويرجع السبب في ذلك لكون المجلس العسكري جزء من النظام القديم ، ولكنه في النهاية لابد من الاعتراف بأنه هو المؤسسة التي تدير شؤون البلد الآن.
وأضاف بأنه على قُوَى المجتمع المصري التي شاركت في الثورة ، أن تبلور قيادات للمرحلة القادمة ، حتى تعود الأمور لنصابها الصحيح ، لأنه حتى الآن لم تؤتي الثورة بجديد سوى الإطاحة بمبارك وبعض رموز نظامه السابق ، وما عدا ذلك فكل شيء تابع للنظام السابق بأكمله.
ويصف حرب الأوضاع المصرية الآن في حواره مع برنامج "حوار القاهرة" في فضائية "الحرة" بأنها "محلَّك سِر" على حد تعبيره ، لذلك لابد وأن تكون هناك ثورة في جميع المجالات حتى تتقدم مصر ، وذلك لن يتَأَتَّي إلا بدفعة حقيقية للأمام عن طريق وجود قيادة تُعبِّر عن روح الثورة المصرية.