رفضت وزارة الخارجية السودانية اليوم، إبقاء الحكومة الأمريكية، اسم السودان مجددا ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، فق تصنيف سنوي حول الإرهاب أصدرته الخارجية الأمريكية، مطلع الأسبوع الحالي. وقالت الخارجية السودانية في بيان، اليوم الثلاثاء، إن "السودان إذ يرفض إبقاء اسمه في قائمة الدول الراعية للارهاب، ليؤكّد مجدداً أنّ مثل هذه الإزدواجية واعتماد سياسة الكيل بمكيالين، تضر بمصالح الشعب السوداني ، خاصة وأن ضم السودان إلى القائمة تتبعه عقوبات إقتصادية". كما أعلنت رفض الدعاوي والمزاعم التي ساقتها الإدارة الأمريكية لتجديد هذا التصنيف وأضافت الخارجية السودانية "لقد ظلّت تقارير الإرهاب التي تُصدرها سنوياً وزارة الخارجية الأمريكية تؤكّد على حقيقة تعاون السودان التام مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في مكافحة الإرهاب، ولكنها مع ذلك وفي تناقض بائن تُبقي اسمه في قائمة ما يُسمى بالدول الراعية للإرهاب لأسباب لا تمتُّ إلى الإرهاب بأدنى صلة". وتابع البيان "لقد أقر مسؤولون أمريكيون بأنّ بقاء السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب إنّما يعود لأسباب سياسية ليست لها علاقة بالإرهاب". وانتقدت الخارجية السودانية إهمال التقرير الذي أصدرته الخارجية اأمريكية لقائمة الدول الراعية للارهاب، للجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة السودانية لإحلال السلام في البلاد، معربة عن دهشتها البالغة من عدم إدانة الولاياتالمتحدةالأمريكية للحركات المسلحة التي تُمارس ترويع المواطنين وتخريب مقدرات الشعب السوداني، وتعرقل الجهود الرامية لإحلال السلام بالبلاد. وتشهد العلاقة بين واشنطن وحكومة الرئيس "عمر البشير" توترًا منذ وصوله للسلطة عبر انقلاب عسكري مدعومًا من الإسلاميين في 1989. وأدرجت واشنطن السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب في العام 1993، وفرضت عليه عقوبات اقتصادية منذ العام 1997 (تشمل حظر التعامل التجاري والمالي بين الخرطوموواشنطن). وبلغ التوتر بين البلدين ذروته في العام 1998 عندما قصف سلاح الجو الأمريكي مصنعًا للأدوية بالخرطوم مملوك لرجل أعمال سوداني بحجة أنه مصنع للأسلحة الكيميائية وبعدها تم خفض التمثيل الدبلوماسي في كل من السفارتين إلى درجة قائم بالأعمال. ويصعب الحصول على تأشيرة من السفارة الأمريكيةبالخرطوم لكثير من أغراض السفر ويتوجّب على المسافرين الحصول عليها من سفارة القاهرة. ورعت واشنطن اتفاق السلام بين الشمال والجنوب الذي وقع في العام 2005 ومهّد لانفصال الجنوب في يوليو 2011 عبر استفتاء شعبي صوت فيه 98% من الجنوبيين للانفصال. ووعدت واشنطنالخرطوم بشطب اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات وتطبيع العلاقات بين البلدين في حال التزام السودان بإجراء الاستفتاء وعدم عرقلة انفصال الجنوب وهو ما لم يحدث رغم أن السودان كان أول دولة تعترف بدولة الجنوب، وشارك الرئيس "البشير" في حفل إعلانها بعاصمتها جوبا. ووضعت واشنطن شروطًا جديدة أبرزها وقف الحرب التي يخوضها الجيش السوداني مع تحالف يضم أربع حركات متمردة في 7 ولايات من أصل 17 ولاية سودانية 5 منها في إقليم دارفور غربي البلاد وتحسين سجل حقوق الإنسان.