يشير عالم الآثار الإسلامية أبو العلا خليل لجماليات منبر آية فى الجمال فى الآثار الإسلامية بمصر وهو منبر السلطان "الظاهر جقمق" بمدرسة السلطان برقوق بشارع المعزلدين الله. وكان جقمق جاركسى الجنس حضر إلى مصر ضمن جملة من أطفال صغار صحبة تاجر العبيد الخواجة كزلك وتداول بالبيع والشراء إلى أن استقر فى خدمة السلطان الظاهر برقوق الذى أعتقه وجعله خاصكياً أى من خواصه، ولما توفى الظاهر برقوق عام 801ه وتولى ابنه الناصر فرج جعل جقمق ساقياً أى من يتولى سقى الشراب قبله خشية أن يكون مسموماً. ويتابع أبو العلا خليل بأن نجم جقمق أخذ فى الصعود فى سلطنة المؤيد شيخ ثم فى سلطنة الأشرف برسباى الذى جعله وصياً على ولده الصغير العزيز يوسف، وبوفاة السلطان برسباى استقر الأمراء على خلع السلطان الصغير العزيز بن برسباى وتولية السلطان الظاهر جقمق عام 842ه، ووفاءً لسيده الأول السلطان الظاهر برقوق أقام السلطان الظاهر جقمق هذا المنبر بمدرسته بشارع المعزلدين الله. ويتكون المنبر من قاعدة وريشتين جانبيتين زخرفتا بأشكال من الأطباق النجمية وصدر يحتوى على باب المقدم ويعلوه النص التأسيسى ". أنشأ هذا المنبر المبارك السلطان الملك الظاهر محمد أبوسعيد جقمق عز نصره "ويؤدى سلم المنبر إلى جلسة الخطيب ويعلوها جوسق أى خوذة تشبه رؤوس المآذن المملوكية، زخرفت بعناصر نباتية ذات أوراق مذهبة. ويوضح أبو العلا خليل أن السلطان الظاهر جقمق صاحب هذا المنبر توفى ليلة الثلاثاء ثالث من شهر صفر سنة 857ه وقد زاد على الثمانين من عمره، وقراء القرآن الكريم من حوله ودفن بتربة أخيه الأمير جاركس القاسمى المصارع بالقرب من دار الضيافة تجاه سور القلعة بشارع السيدة عائشة حالياً، وقد توفى ولم يبن مدرسة ولا تربة لأنه كان يرى أن إصلاح ما يشرف على الهدم أولى من بناء جديد.