- 4 آلاف مبدع يمكن أن تندلع بهم ثورة -حال مصر الثقافي .. كارثي - معايير صارمة للعضوية ..ولائحة للجوائز تغلق الباب أمام المجاملات -استقلالية الاتحاد ضمانة لنجاحه - خطة لرفع ميزانية الاتحاد من 70 إلى 120 مليون فى أربع سنوات - دعم الدولة للاتحاد يتوقف على المزاج الخاص لكل وزير - سنحقق بكل شبهات إهدار المال فى حوار مع رئيس اتحاد الكتاب الجديد د. علاء عبد الهادى ، اقتربت شبكة " محيط " من رؤيته للتغيير فى الاتحاد ، و التى تبدأ من الإصلاح التشريعى ورفع ولاية وزارة الثقافة عن الاتحاد ، مؤكدا أن الكتاب قادرون على صنع ثورة جديدة و تجفيف منابع الإرهاب ، و لكن الدولة لا تنتبه لهم . و فى الجزء الأول من الحوار ركزنا على خطة التغيير و الحقوق الاجتماعية للكتاب و الميزانية ، بينما سنتناول فى الجزء الثانى من الحوار حريات المبدعين المنتهكة و محك علاقة الاتحاد بالسلطة و حال مصر الثقافى الذى وصفه عبد الهادى ب " الكارثى " . و إلى نص الحوار : هل الانتخابات الأخيرة تعنى انتهاء زمن التزكية فى الاتحاد ؟ نعم ، أظن ذلك ما هى الأولويات على رأس قائمتك للاتحاد الفترة القادمة ، و قد رفعت شعار التغيير ؟ منذ اليوم الثانى لانتخابى رئيسا للاتحاد انصب اهتمامى على الإصلاح التشريعى ، مخرجا من الأدراج قانون الاتحاد الذى عدلته مع حمدى الكنيسى و عادل سركيس منذ عشر سنوات ، تمهيدا للدفع به للجنة الإصلاح التشريعى . ووضعت لائحة للجنة القيد و لائحة للجنة الجوائز لغلق الباب أمام أى عضويات لا تستحق أن تكون تحت راية اتحاد الكتاب ، و أعددت لائحة للجوائز لغلق الباب أمام أى مجاملات و اللغط الذى أثير حول جائزتى التميز السابقتين ، و إصلاح اللوائح المنظمة لعمل الاتحاد على مستوى نشاط الشعب واللجان و الفروع ، و سيتم عرضهم على جمعية عمومية طارئة سأدعو إليها خلال أسابيع . ما أبرز تعديلات قانون الاتحاد الجديد لتجنب العوار فى المواد القديمة ؟ أهم التعديلات أن يتم انتخاب رئيس الاتحاد مباشرة من الجمعية العمومية ، و يتم حصر عضوية الاتحاد بدورتيه ، يخرج العضو رئيسا كان أو عضوا فى مجلس الإدارة ، و يدخل بعد انقضاء دوره ، و رفع ولاية وزارة الثقافة عن الاتحاد ، لأن القانون يعطى لوزير الثقافة حق الطعن على الانتخابات ، و هذا لا يجوز ، كما تمت إضافة موارد مالية جديدة ترتبط بطوابع الاتحاد، و هذه فكرتى قدمتها ووافق عليها المدير المالى فى ذك الحين . هل سبق و تدخلت وزارة الثقافة فى انتخابات الاتحاد ؟ لم يحدث من قبل ، و لكن وجود هذا النص " مشين " فى قانون اتحاد مصر ، حرصا على استقلال أهم نقابة فكرية . ما المعايير التى ستحتكمون لها فى ضبط العضوية ؟ أولا سيتم منع رفع العضوية من عضوية منتسبة لعضوية عاملة ، لأن هذا هو الباب الرئيسى الذى يدخل منه عدد هائل ممن لا يستحقون العضوية العاملة فى الاتحاد ، و ثانيا أن من يتقدم للعضوية العاملة يرفض أو يقبل و لكن لا يأخذ عضوية منتسبة ، و من يتقدم للعضوية المنتسبة يأخذها مباشرة وفقا للائحة . و ينص القانون على أن يكون للكاتب نتاجا ملحوظ ، و هذا يقاس من خلال ثلاثة معايير ، المعيار الكمى ، فعلى العضو المتقدم للعضوية العاملة أن يكون له ثلاثة كتبا على الأقل ، و المعيار الكيفى أن يكون لتلك الكتب قيمة أدبية رفيعة فى مجال تخصصها ، و المعيار الثالث أن يكون هناك عدد من الدراسات قد تناولت تلك الأعمال ليتحقق شرط الذيوع و الملاحظة . ماذا عن معايير الجوائز لغلق الباب أمام المجاملات و المحاباة ؟ يجب إلا تكون الجائزة لرسالة علمية ، و قد سبق للاتحاد فعل ذلك ، و هو خطأ فى عرف قوانين الجوائز الدولية والعربية ، و إلا يكون قد مر على إصدار العمل خمس سنوات ، و إلا يكون العمل قد فاز بجائزة من قبل . أما عن جائزة التميز ، فيجب أن يرشح لها واحد من رواد مجاله ، و الريادة هنا لا تعنى التأليف فقط كما و كيفيا ، و لا الشهرة أيضا ، بل التأثير فى الأجيال ، و قوة الحضور فى المشهد الثقافى ، و قد منحت هذه الجائزة لكثيرين لا يستحقونها . فيما يخص ميزانية الاتحاد ، هل هناك خطة لرفع الموارد ؟ نعم ، بالفعل أرسلنا رسالة لوزير المالية هانى قدرى دميان ، للإفراج عن ثلاثة ملايين جنيه ، كان الرئيس السابق حسنى مبارك كان وعد بها الاتحاد ، و لكنها توقفت و لم نأخذ منها فقط سوى مليونين ، و تبقى ثلاثة ملايين . كما طالبنا رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب إذا كانت ميزانية الدولة مثقلة ، فيمكن للدولة منح الاتحاد قطعة أرض فى المدن الجديدة ، و يستطيع الاتحاد أن يستثمرها ، و قد انتهيت من دراسة جدوى لكيفية استغلال الأرض ، ببناء 300 وحدة على سبيل المثال تدر على الاتحاد ما بين 70 مليون إلى 120 مليون جنيه خلال أربع سنوات ، و سيتحقق ذلك لو انتبه رئيس الوزراء إلى أن هناك نقابة تسمى اتحاد الكتاب فى حاجة ماسة لدعم الدولة المادى ، لتلعب دورها فى تجفيف منابع الإرهاب ، و فى محاصرة الأفكار الظلامية فى العاصمة و الأطراف . فكيف للاتحاد فعل ذلك ، و لا يملك الكاتب قوت يومه خاصة و معاش عضو اتحاد الكتاب 200 جنيه فقط ، تلك النقابة التى تضم خيرة مثقفى مصر و مبدعيها ، و هذا مشينا أن يكون هناك حكومة تم توضيح ذلك لها مرارا و لا تنتبه . هل بالفعل دعم الدولة للاتحاد 56 ألف جنيه ؟ لا هذا غير صحيح ، أحيانا يصل إلى 300 ألف ، و أحيانا يهبط إلى 50 ألف وفق كل وزير و مزاجه الخاص . و أناشد رئيس الجمهورية مباشرة ، و قد تحدث فى أحد خطاباته عن تجفيف منابع الإرهاب ، ففى اتحاد الكتاب 4 الآف عضو من المفكرين يمكن أن يقيموا ثورة جديدة ، لو تسنى للاتحاد أن يكون شريكا فاعلا فى رسم السياسات الثقافية للدولة ، و تنفيذ فكرة وزارات الثقافة السبع وهم وزارات الثقافة والآثار والإعلام والأوقاف والتعليم العالي والتربية والتعليم والشباب والرياضة التى طرحتها مرارا من قبل ، و أخذها د. جابر عصفور و قدمها مفرغة من مضمونها . وفق التصور الذى يرى أن أمن مصر القومى من أمنها الثقافى ، و أمنها الثقافى فى أمن مثقفيها ، فلا يمكن أن نطلب من مثقف أن يلعب دوره الحقيقى بكفاءة دون أن يتوفر له الحد الأدنى من حقوقه على مستوى المعاش و العلاج ، و حق الملكية الفكرية المهدورة بسبب دور النشر الخاصة التى تستغل المؤلف ،و مؤسسات النشر العامة التى تعطى المؤلف ألف جنيه مكافأة لكتاب قد يكون استغرقه عدة سنوات و هذا شئ مشين ، و تنشر أحيانا أعمالا لا قيمة لها لعلاقة الكاتب بأهل القرار ، و يوجد عدد هائل من الكتاب الحقيقين الذين لا يعرفون المراوغة والجرى وراء المسئولين لنشر أعمالهم ، فتفقد مصر إبداعهم . و هل الاتحاد يمكن أن يحقق 100 مليون فى أربع سنوات من خلال ال 2 % ؟ الاتحاد له نسبة 2 % عن كل عمل إبداعى وفقا للقانون ، و لكن نظرا لغياب الآلية القانونية لتحصيلها ، لذا يعتمد الأمر على نشاط المختصين بذلك و أمين الصندوق و هذا غير كافى ، و مسألة المائة مليون غير دقيقة . ماذا عن المخالفات التى أثيرت حول ميزانية الاتحاد ؟ طلبت من كلا من د. صلاح الراوى ، و د. مدحت الجيار أن يتقدموا بمذكرة تجيب كافة ملاحظات الجهاز المركزى للمحاسبات ، لحفظ أموال الاتحاد و استرجاع ما تم هدره لو كان هناك هدر ، أما لو لم تكن هذه الردود مقنعة أو قادرة على إرجاع أموال أهدرت للاتحاد ، سوف يتم تحويل الأمر للتحقيق . هل صحيح أنه تم خفض العلاج من 20 ألف لعشرة آلاف ؟ فى السنوات الأربع الماضيات ترفض ميزانية الصندوق ، لخللً ما فى تطبيق اللائحة على مشروع العلاج ، و هذا ما أحاول أنا و د. جمال التلاوى معالجته بوضع لائحة جديدة لمشروع علاج ، لا يخالف اللائحة ، و يضم أكبر شريحة ممن ليس لديهم مظلة علاجية تحميهم . هل هناك خطة لرفع الخدمات الاجتماعية التى يقدمها الاتحاد لأعضائه ؟ أنا أحاول لأنى لن أجلس فى هذا المكان و أنا نقيب الكتاب إلا لو كان المعاش مناسبا لكل عضو يستحقه ، و كل عضو آمنا على نفسه إذا مرض أو إذا احتاج لدواء أو جراحة ، و جعل الاتحاد شريكا فى كل العقود التى تبرم مع أى عضو من أعضائها وفقا لحماية حقوقه فى الملكية الفكرية . بشأن جائزة الاتحاد هل هناك اتجاه لرفعها لتوزاى الجوائز العربية الكبرى ؟ لا توجد مصادر مالية لذلك الآن . ماذا عن النشر فى الاتحاد ؟ النشر توقف بناءا على اقتراح منى منذ عام ، لأن النشر كان يستخدم كدعاية انتخابية ، لذا عدنا لمنح الاتحاد مكافأة لنشر كتاب مرة واحدة فى العمر لعضوه و تقدر ب 1500 جنيه . أليست قليلة ؟ لو الأمر تعلق بى لنشرت لكل الأعضاء كل يوم كتابا ، فلو أخذ 2500 عضو المكافأة ، يصل المبلغ لأكثر من أربعة ملايين ، و هذا كثير على ميزانية الاتحاد . و ماذا عن النشاط الثقافى فى الاتحاد ؟ لا يوجد نشاط ثقافى فى مصر ، و ليس الاتحاد فقط ، و الإعلام الرسمى مقصر بشكل هائل ،و كذلك القنوات الخاصة تحتفى بكل شئ إلا الثقافة ، فالثقافة فى مصر غائبة و هذا يهدد أمنها ، و إن لم تطبق فكرة وزارات الثقافة السبع التى يلعب فيها الإعلام دور رئيسى ، لنشر الثقافة و مقومات الشخصية المصرية التاريخية ، فإننا فى خطر كبير . و لمقاومة التجريف المستمر للثقافة الذى حدث على مدار عقود ، نحتاج لخطة علمية لجذب المشاهد للفن و الإبداع الراقى ، و هذا سيحتاج لسنوات لتحقيقه . شكا العديد من الكتاب من مركزية الاتحاد وتهميش الفروع ، فما خطتك بهذا الشأن ؟ قدمت اقتراحا للجمعية العمومية و تم الموافقة عليه لفك مركزية الاتحاد ، و العمل على استقلالية الفروع ، أعد حاليا للائحة جديدة للفروع لتعقد انتخاباتها وفقا للرؤية الجديدة ، و ما يطبق على رئيس الاتحاد سيطبق على انتخابات رؤساء الفروع ، و ستجرى الانتخابات كل أربع سنوات بدلا من كل عامين ، و سيتم تقليل عدد أعضاء المجلس إلى ستة . هناك كتاب يقولون أن الاتحاد لا يمثلهم ، فكيف يكسب الاتحاد مصداقيتهم من جديد ؟ أنا لا ألتفت إلى ما يسمى بأحاديث المقاهى ، وأقول لهؤلاء الكتاب :ماذا قدمت أنت إلى اتحادك ؟ . و لكن كيف يصبح الاتحاد فاعلا على الساحة ؟ هذة مشكلة مادية و إدارية ، و نحن فى مرحلة جديدة الآن ، و لكل شيخ طريقته ، و لى طريقتى التى أتمنى أن تسهم فى ان يكون الاتحاد فاعلا الفترة القادمة على المستويين الثقافى و الفكرى فى مصر ، و إن استطعنا فى العالم العربى أيضا .