في أول ظهور له منذ 22 شهرا، قال محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان بمصر، إن "السلمية ونبذ العنف من ثوابتنا التي لن نحيد عنها أو نفرط فيها، وهي الخيار الأصعب لكنه الأوفق". جاءت تصريحات غزلان، بعد سلسلة من البيانات الصادرة عن محمد منتصر، المتحدث الإعلامي باسم الجماعة منذ تعيينه في يناير/ كانون ثان الماضي، والتي أعلن فيها اتخاذ الجماعة نهجا "ثوريا"، متوعدا "القاتل" بأنه "لن يهنأ ولن يفلت بفعلته"، ومترقبا ل"قصاص يشفى الصدور". ظهور غزلان هو الأول له منذ فض اعتصام رابعة العدوية في أغسطس 2013، وكان حينها عضوا بمكتب إرشاد جماعة الإخوان، حيث نشر مقالا في موقع "نافذة مصر"، وهو أحد النوافذ الإعلامية لجماعة الإخوان. وقال غزلان في مقاله: "الذي نريد أن نؤكده أن السلمية ونبذ العنف من ثوابتنا التي لن نحيد عنها أو نفرط فيها، وهي الخيار الأصعب لكنه الأوفق بإذن الله، وأنها كانت أحد أسباب بقائنا وقوتنا طيلة ما يقرب من تسعين عاما (تأسست الجماعة على يد حسن البنا عام 1928)، وكانت من أسباب التفاف الناس حول دعوتنا وتعاطفهم معنا". وأضاف: "الإخوان المسلمون يعتبرون بتجارب الآخرين في العالم التي تؤكد أن سلمية الشعوب أقوى من السلاح، وأن العنف سبب الهزيمة والزوال، وأمامنا تجربة الجزائر في التسعينيات، وتجربة مدينة حماة في سوريا، وتجربة أيلول الأسود في الأردن، وكلها تجارب تثبت فشل استخدام العنف". وشدد غزلان على أن "الإخوان يلتزمون السلمية، ويرفضون الانجرار للعنف". جاء مقال غزلان بعد يومين من مقال لعبد الرحمن البر، الملقب ب"مفتي الإخوان"، قال فيه إن "اختيار الثوار للسلمية المبدعة ليس تكتيكا ولا مناورة، بل اختيار أساسي مبني على فقه شرعي، ووعي واقعي، وقراءة صحيحة للتاريخ ولتجارب الأمم والشعوب". البر، الذي لم يظهر منذ فض اعتصام رابعة، واكتفى بنشر مقالاته في نوافذ الجماعة الإعلامية، قال: "الثورة والثوار على تمام الوعي من الوقوع في العنف، وهم أشد حرصا على النأي بثورتهم عن الوقوع في هذا الفخ، وأشد حرصا على سلميتهم المبدعة". تصريحات غزلان والبر، وهما من قيادات الجماعة الرئيسية قبل عزل مرسي في 3 يوليو 2013 على يد قيادات الجيش، جاءت بعد سلسلة من البيانات الصادرة عن محمد منتصر المتحدث الإعلامي باسم الإخوان، والذي تم تعيينه في يناير الماضي، والتي أعلن فيها اتخاذهم نهجا "ثوريا"، متوعدا "القاتل" بأنه "لن يهنأ ولن يفلت بفعلته"، ومترقبا ل"قصاص يشفى الصدور". منتصر قال في بيانه الأخير الصادر في 17 مايو الجاري: "ملعونة أي كلمات تقال في هذا الموقف.. ملعونة أي محاولة للتعبير أو أي بيان يقال.. فلا صوت يعلو فوق صوت القصاص، لا صوت يعلو فوق صوت دماء الشهداء التي سالت ظلمًا وفجورًا من قتلة لا يجدي معهم سوى القصاص.. لا تجدي معهم سوى ثورة تجتز الرؤوس من فوق أجساد عفنة". وأوضح في بيان له، في 7 مارس الماضي، تعقيبا على إعدام أحد أنصار مرسي، أدين باتهامات إلقاء صبي من أعلى بناية: "رسالة الإعدام مرفوضة، ولن يقبلها الثوار الماضون في طريقهم حتى يقتصوا ويقطعوا رقاب كل فاجر قاتل شارك في الدماء من أول إعلام فاجر وضيع أصدر حكمه بالإعدام على محمود (رمضان) دون محاكمة أو دليل إلا تزييف الوعي والعبث بعقول المصريين". وفي بيان آخر، نشره في 26 فبراير الماضي، قال منتصر: "أيها الثوار في شتى ربوع الوطن.. إنكم تسطرون بنضالكم الذي يكلفكم حرياتكم ودمائكم ملحمة ثورية سيذكرها التاريخ إلى يوم القيامة في مقاومة الظلم ومناهضة الطغيان.. فلتواصلوا زحفكم الثوري المتنامي". ومنذ الإطاحة بمرسي، أول رئيس مدني منتخب، والمنتمي إلى جماعة الإخوان، تتهم السلطات المصرية قيادات الجماعة وأفرادها ب"التحريض على العنف والإرهاب"، قبل أن تصدر الحكومة قرارا في ديسمبر 2013، باعتبار الجماعة "إرهابية". وفيما تقول جماعة الإخوان إن نهجها "سلمي" في الاحتجاج على ما تعتبره "انقلابا عسكريا" على مرسي الذي أمضى عاما واحدا من فترته الرئاسية المقدرة بأربع سنوات، تتهم في المقابل قوات الأمن المصرية ب"قتل" متظاهرين مناهضين للإطاحة به.