لعل عيد الأضحى هذا العام مختلف كل الاختلاف عن كل عام، فهو أول عيد أضحى بعد ثورة 25 يناير، وهذا العيد يعلمنا معاني وفوائد التضحية وياليتنا جميعا نستفيد منها، خاصة هذه الأيام التي تحتاج فيها بلدنا الحبيب إلى تضحية الجميع من أجل الصالح العام. ولتخطي هذه المرحلة فهي تتطلب تضحية من جانب الحكومة والإعلام والشعب بجميع طوائفه مسلم و قبطي، مثقف وأمي، للقضاء على جميع الشوائب التي تعكر صفو سماء مصر الصافية. ولكن جاء العيد هذا العام محبطاً لكل آمال الفقراء الذين اعتقدوا أنهم سيستطيعون أكل اللحوم بأسعار طبيعية على العكس من كل عام، إلا أن الحظ لم يحالفهم، فالأسعار ارتفعت بنسبة تقترب من 30% عن العام الماضي.
تزامُن عيد الأضحى هذه العام مع الانتخابات البرلمانية جعل بعض التيارات السياسية تستغل هذه المناسبة الدينية للتقرب من الشعب من خلال تقديم الهدايا واستخدام الصلاة من أجل الدعايا الانتخابية وغيرها.
وبما أنها مناسبة دينية فلم يضيع الإخوان المسلمون والسلفيون هذه الفرصة من أيديهم، فقد بدأت التيارات الإسلامية المختلفة في تقديم التهاني ونشر المئات من اللافتات التي يهنئوا بها الأهالي في كل محافظة، فضلاً على دعوتهم إلى الصلاة في الساحات بمختلف المناطق والأحياء، واستخدم الكثير منهم أساليب للترويج والجذب، منها هدايا للأطفال والمصلين لتكون الجائزة الكبرى والأولى هي السحب على "خروف العيد".
كذلك رتب مرشحو الإخوان أكشاكا خاصة تنتشر في جميع المحافظات لبيع اللحوم بأسعار تقل عن أسعار المنافذ الحكومية، ودعوة أهل الخير للتبرع للفقراء باللحوم أيضاً، فقد قاموا بالإعلان عن توفير أعداد كبيرة من رؤوس الأغنام وأطلقوا عليها مشروع (خروف العيد).
وحتى فئة طلاب جامعة القاهرة من الإخوان المسلمين استغلوا عيد الأضحى في حملات التوعية السياسية المعتاد القيام بها؛ حيث أعلنوا عن مسابقة بين جميع الكليات وكان سؤالها "متى تنحى الرئيس مبارك" والفائز بالإجابة الصحيحة سوف يحصل على "خروف العيد". كل ذلك محاولات للترغيب في اختيار مرشحي الإخوان في الانتخابات البرلمانية القادمة".
أما مرشحو فلول الحزب الوطني فقاموا بتخصيص مساحات واسعة لمؤيديهم للصلاة بها، حيث دعا "أحمد أبو النظر" البارز في الوطني المنحل مؤيديه لصلاة العيد بساحة محطة سيدي جابر.