شهد الأربعاء، سابع أيام مهرجان كان السينمائي في دورته الثامنة والستين مواجهة إيطالية صينية بفيلمين هما "شباب" أو "Youth" ل"باولو سورنتيني" و "الجبال قد تتحرك" أو "Mountains May Depart " للمخرج الصيني "جيا زانج-كي". وبينما يرصد سورنتيني العلاقة الجدلية بين الأجيال والاهتمامات المختلفة فان "جيا زانج" القادم من الصين يراقب أثر الزمن وتقلباته علي كل شيء حتي الصداقات التاريخية. و"باولو سورنتيني" ليس جديدا علي مسابقات مهرجان كان حيث شارك من قبل بخمسة أفلام عرضت بالمنافسة، وحصل فيلمه "المشاهير" أو "Il Divo" سنة 2008 على جائزة لجنة التحكيم. وفي هذه الدورة الثامنة والستين، بعد سنتين من عرض فيلم "الجمال العظيم" أو "La Grande Bellezza" يتنافس المخرج مرة اخرى على السعفة الذهبية بفيلم "شباب" من بطولة كل من "هارفي كيتيل" و"ميكائيل كين" و"جان فوندا" في منتجع بأعالي الجبال. ويحلل المخرج في فيلمه العلاقات بين الأجيال من خلال شخصيتين مشاكستين يجسدهما كل من "ميكائيل كين" (ميك) و"هافري كيتيل" (فريد)، حيث يتأمل الصديقان القديمان عند سن معينة وجودهما في الحياة ويلتقيان خلال نشاطهما في قصر شاهق بكل من "راشيل ويز" و"جان فوندا "و" ببول دانو" . وكما اعتاد المخرج القادم من نابولي بإيطاليا، فالشخصيات لها مسيرة فنية خلفها حيث إن أحدهما ملحن والآخر مخرج. ويطرح خلال الفيلم مسألة علاقة كل منهما بماضيه وبمستقبله. ولد المخرج والكاتب الإيطالي "باولو سورنتينو" في نابولي سنة 1970. واختير أوّل فيلم أخرجه في عام 2001 وكانت كوميديا درامية باسم "معظم الرجال" أو "L'Uomo in più" في مهرجان البندقية. ونال هذا الفيلم جوائز عديدة في إيطاليا والبلدان الأجنبية وكان بمثابة بداية عمله المشترك مع ممثله المفضل "توني سيرفيلو" في 2004. أخرج "سورنتينو" فيلما ثانيا بعنوان "Le conseguenze dell'amore" أو "آثار الحب" وشارك به في المسابقة الرسمية لمهرجان كان وحقق نجاحا كبيرا . وحصل على جوائز عديدة من بينها خمس جوائز دوناتيلو ( لأفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل ممثل وأفضل تصوير)، وعاد إلى مهرجان "كان" مع فيلم "L'amico di famiglia" أو "صديق العائلة" بعد سنتين من ذلك. ولكن فيلمه الرابع "Il Divo" عن رئيس الحكومة الإيطالية "جيوليو آندريوتي" كان الفيلم الذي نال الجائزة الكبرى للمهرجان وتم اختياره لنحو 16 مرة لجوائز "دوناتيلو". ومن الصين يأتي هم مجتمعي ولكنه أكثر إنسانية يؤكد علي أن الوقت الذي يمر يمكن أن يغير كل شيء والدليل على ذلك تأثير الزمن علي الجبال الصخرية يقول المخرج في المؤتمر الصحفي للفيلم "في الحياة اليومية للصينيين، ألاحظ فقداننا للالتزام المتبادل في العلاقات بين الأصدقاء وهو ما يؤثر في كل شيء حتي الذكريات التي تبقي منها " . ويضيف: وتغطي أحداثه الفترة بين 1999 و2025 وهو أول فيلم خيالي أخرجه. يساورني قلق لأني لم يسبق لي أن عملتُ مع شركاء أجانب ولكن أظن أنه لا داعي للقلق من طريقة إخراج الفيلم.