90% من قصور الإسكندرية الأثرية دمرت حدائق الأهرام وغيرها اعتداء على الحرم الأثري للأهرامات! أنادي بوقف مشروعات الآثار والتفرغ فقط لحمايتها رفض الدكتور عبدالحليم نور الدين عميد كلية الآثار والإرشاد السياحى بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ومقرر لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة الحديث عن تنمية الوعي الأثري لدى المجتمع، قائلاً أنه لا أحد سيستمع إلى ذلك الآن في ظل الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه مصر، وفي ظل وجود 40 % من السكان يعانون الأمية، مشيراً إلى أن لسان حال الشعب يقول: "اعطني الخبز أولا ثم حدثني عن الوعي الأثري"، مؤكداً أن الآثار تهان وتهرب ولا نعرف قدرها. وأضاف نور الدين في كلمته خلال الندوة التي نظمتها لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة أمس، تحت عنوان "مستقبل العمل الأثري في مصر – المشكلة والحل"، أن المسئولين صموا آذانهم عن الاستماع لمشكلات الآثار، وصناع القرار لا يعطون أولوية للآثار، فالهموم الاقتصادية تشغلهم، لذلك اقترح نور الدين أن يتم وقف كل نشاطات الآثار والتفرغ فقط لحماية الموجود حتى لا يُسرق. ولفت الدكتور عبدالحليم نورالدين، إلى أن نحو 85% من آثار ومنشآت أسرة محمد علي هدمت من أجل بناء الأبراج السكنية، وأضاف "نورالدين"، أن كل المناطق السكنية بداية من ميدان الرماية ونزلة السمان وحدائق الأهرام، انتهاء ببداية طريق الفيوم، كلها تعتبر تعديات على حرم منطقة الأهرامات الثلاثة بالجيزة. وطالب أن يتم توفير نصف مليار جنيه لتنفيذ خطة أثرية من عدة نقاط؛ تشمل توفير أجهزة إنذار ضد السرقة والحريق وتحديد النطاقات الأمنية وكاميرات مراقبة فى كل متاحف مصر. "وفى المناطق المعزولة يجب أن تكون الحراسة من أبناء المنطقة وتحميلهم مسئولية الحماية. وفى المناطق الصحراوية تستخدم الهليكوبتر وسيارات الدفع الرباعى"، توثيق كل أثر بكل وسائل التسجيل (الكتابة والتصوير الفوتوغرافى والتليفزيونى - الفيديو)، ترميم كل أثر يحتاج إلى ترميم، وتوثيقه، مواجهة المشكلات التنموية والصرف الصحى والمياه الجوفية. قائلاً أنه حين طال بذلك بعد ثورة يناير مباشرة اعترض رئيس الوزراء حينها عصام شرف، قائلاً: كيف لي أن أوفر ذلك المبلغ!، ليعلق نور الدين أن هذا المطلب لا يزال قائماً إلى الآن. يواصل: بعد أن نفعل ذلك علينا أن نضع خططا لنشر الوعى الأثرى، وبرامج فى المدارس والجامعات ووسائل الإعلام. وتحدث الأكاديمي الكبير عن الظروف السيئة التي تحيط ببيت السناري في السيدة زينب، والروائح السيئة التي تنفذ بداخله، فضلاً عن اختفاء مدخله، يحاط بظروف سيءة وحزنت عليه، معتبراً أن الدول المتقدمة هي التي تتخذ اجراءات للحفاظ على التراث ليس فقط القوانين، بل أبعد من ذلك، مؤكداً أن الآثار في مصر مصدر من مصادر الدخل القومي من خلال لذا يجب حمايتها من السرقة والاعتداءات. وتساءل: هل تم تحصين المتاحف المصري والإسلامي والقبطي بتحصينات هائلة مثلما يحدث في المنشآت الأمنية، ماذا سيكون الحال إذا دخلت "داعش"، مؤكداً أن مشكلات الآثار كثيرة ولا أحد يسمع بدءاً من تأمين المناطق والمتاحف، والعلاقة الملتبسة بين الأوقاف والآثار، أيهما المسئول عن حماية المساجد. مشيراً إلى أنه يطرح أفكار بعيدة عن الهجوم، لكنها تحاول إيجاد حلول. يتابع: كم بيت من بيوت الفيوم الأثرية تحولت إلى منشآت، كما أن 90٪ من القصور الملكية في الإسكندرية تم تدميرها وهكذا يحدث في طنطا وسوهاج وغيرهم، مؤكداً أننا نحتاج إلى تغيير جذري في عقولنا مثل الصين واليابان، قائلاً: "شرف الأمة وعرضها في حماية الآثار الذي إذا انتهكت ضاعت الأمة". من جانبها، انتقدت دعاء محفوظ الباحثة في التراث الشعبي، مناء متاحف التراث مؤكدة أنهم لا يدركون أهمية القطع المعروضة لذلك كثير منها يتم التخلص منها إما بالكسر، أو الإهمال،قائلة أنها شاهدت بنفسها كيف ان المقتنيات تلقى على الأرض في متحف التراث بالقرية الفرعونية وغيرها من المتاحف. واقترحت الباحثة أن يتم وضع شاشة بجانب المعروضات التراثية تحكي عن الحرفة أو الموروث الذي يتم عرضه، مثل رحلة صنع "الفخار"، التي اقترحت أن تنزل إلى الميدان وتصور الحرفة وكيف تصنع، قائلة: أي أن يزود العرض المتحفي بآخر ميداني يكون بمثابة التوثيق للقطع المعروضة.