عبر رئيس الوزراء الياباني اليوم الأربعاء عن "الندم العميق" بشأن دور اليابان في الحرب العالمية الثانية حتى وهو يعلن عن بروز طوكيو كطرف فاعل في الأمن العالمي في مواجهة القوة المتصاعدة للصين في آسيا. وأكد آبي أثناء كلمة تاريخية أمام الكونجرس الأمريكي أن اليابان لا يجب ان تحول عينيها عن معاناة الشعوب الآسيوية من تصرفها في وقت الحرب لكنه لم يصل إلى حد اصدار اعتذار من جانبه واكتفى بتأكيد تصريحات سابقيه. ومن المستبعد أن ترضي تصريحات آبي عن السجل الحربي لليابان المنتقدين الذين يطالبونه بالمزيد. وفي هذه الاجواء اختار رئيس الوزراء المحافظ أن يركز بدرجة أكبر على مستقبل التحالف العسكري الأمريكي الياباني وحث المشرعين المحافظين على دعم اتفاق للتجارة الحرة في منطقة المحيط الهادي تأخر كثيرا. وبعد يوم من اتفاق آبي والرئيس اوباما على معايير جديدة للجيش الياباني لدعم القوات الأمريكية خارج مياهه قال الزعيم الياباني "نرفع الآن لافتة جديدة هي مساهمة تتسم بالمبادرة في السلام اعتمادا على مبدأ التعاون الدولي." واقترح آبي تغييرات في دستور اليابان السلمي لما بعد الحرب العالمية كي يمكن تنفيذ المعايير الجديدة. ولقى آبي ترحيبا حارا من المشرعين يعكس مكانة اليابان كأقوى حليف آسيوي للولايات المتحدة وهو أول رئيس وزراء ياباني يلقي كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس. واستغل كلمته ليبعث برسالة صارمة للصين المنخرطة في نزاعات بحرية مع اليابان وجيران آسيويين آخرين. وفي اشارة الى "حالة المياه الآسيوية" دعا آبي الى التمسك بمبادئ التفاوض السلمي وقال إن الدول يجب ألا "تستخدم القوة أو الإكراه لفرض مزاعمها." وكانت كلمة آبي أمام الكونجرس لحظة ذات مغزى رمزي عميق للمصالحة بين العدوين السابقين في الحرب العالمية الثانية اللذين اصبحا الآن من أوثق الحلفاء. وتحدث آبي بلغة انجليزية متأنية موزونة وقوطع مرارا بالتصفيق من الأعضاء جلوسا ووقوفا. وكان بعض المنتقدين الأمريكيين ومنهم سياسيون ومحاربون قدامى حثوا آبي على استخدام كلمته لتقديم تعبير علني قوي عن الندم بشأن الحرب العالمية الثانية ليمحو مخاوف من أنه يحاول تخفيف تصريحات رسمية سابقة نادمة من زعماء يابانيين. وأضاف آبي فعليا لمسة جديدة لتصريحات السابقة حين تحدث عن زيارته ذات المغزى الرمزي العميق لنصب الحرب العالمية الثانية في واشنطن في وقت سابق اليوم الأربعاء وقال "مع الندم العميق في قلبي وقفت هناك في صلوات صامتة لبعض الوقت." لكنه التزم في الأغلب بتصريحاته السابقة وعبر عن "ندم عميق" على تصرف اليابان وقت الحرب قائلا انه يدعم الاعتذارات اليابانية السابقة والتي تشمل بيانا تاريخيا في 1995 من رئيس الوزراء حينئذ تومييتشي موراياما. وقال "تصرفاتنا جلبت المعاناة للشعوب في الدول الاسيوية." واضاف "لا يجب ان نحول اعيننا عن ذلك."