قال السفير فتحي الشاذلي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التغييرات الملكية الأخيرة التى جرت في السعودية تنقل دفة الملك إلى جيل جديد في الأسرة الحاكمة . وأوضح الشاذلي خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج "صوت الناس" الذي تبثه فضائية "المحور" ، اليوم الأربعاء ، أن رؤية الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الحكم تقوم على التعجل في صيانة مصالح السعودية . ونوه إلى أن وزير الخارجية السعودي الجديد من خارج الأسرة المالكة ، وذلك بحثا عن الكفاءة ، مشيراُ إلي أن التوجه الاستراتيجي للسعودية ، سيظل كما كان لكن سيتغير التعبير عنه. وكان العاهل السعودي قد أصدر 25 أمرا ملكيا، فجر اليوم الأربعاء، أعفى بموجبها الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد بناء على طلبه، وعين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد بدلا منه، ليكون أول حفيد من أحفاد الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة، يتولى هذا المنصب. كما قضت سلسلة الأوامر ذاتها، التي بثها التلفزيون السعودي الرسمي، بتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولياً لولي العهد، خلفاً للأمير محمد بن نايف، الذي أصبح ولياً للعهد، الأمر الذي يعني دخول اثنين من أحفاد الملك عبدالعزيز في تشكيل هرم السلطة في المملكة، بعد أن كان حفيداً واحداً. وبذلك أضحى الأمير محمد بن سلمان (30 عاماً) أصغر من تولى منصب ولي ولي العهد. ووُصفت هذه الأوامر الصادرة فجراً بأنها "كالعاصفة" في تأثيرها، لما أحدثته من تغييرات سريعة وقوية وجذرية، تم بمقتضاها ترسيخ أقدام الجيل الثاني من نسل الملك عبدالعزيز في هرم السلطة بالمملكة. وتأتي البيعة لولي العهد وولي ولي العهد بموجب المادة السابعة من نظام الحكم في المملكة الذي تنص على أن "يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله وسنة رسوله.. وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة." وتستلهم البيعة من النهج النبوي، وأصل هذه البيعة لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم من أراد أن يسلم بايع النبي على الإسلام ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية بين الأوس والخزرج وبين محمد صلى الله عليه وسلم. وبعد وفاة النبي تم مبايعة أبا بكر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بايع المسلمون عمر بن الخطاب بيعة شرعية من بعد الصديق له، ثم بايعوا عثمان ثم جعلوا الخلافة أن يكون فيها عنه الرسول راضٍ، فبايعوا مثلما بايعوا عثمان مثلما بايع المسلمين جميعا وبايع المسلمون علياً رضي الله عنه خليفة لهم رابعاً . ولم تعلن السلطات السعودية عن فترة تلقى البيعة من المواطنين، لكن درجت العادة أن تستمر عدة أيام. وسبق أن بايع السعوديون في 23 يناير/ كانون ثان الماضي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملكا، والأمير مقرن بن عبد العزيز وليا لعهد المملكة، والأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد.