"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِيْنَ يُحَاربُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ في الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتّلُوا أَوْ يُصلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أََيْدِيْهِم وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَواْ مِنَ الأَرْضِ ذَلكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الْدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرةِ عَذَابُ عَظِيْمٌ" صدق الله العظيم سورة المائدة (33). فقد شبّ اليوم حريق متعمد في مقر صحيفة "تشارلي إيبدو" الهزلية الفرنسية ،التي تصدرعددا خاصا عنوانه "شريعة إيبدو"يكون فيه النبي محمد "رئيس تحرير"، وهذه لم تكن الوقعة الأولى للمجلة فكانت قد تعرضت للمقاضاة عام 2006 من قبل منظمات إسلامية بسبب إعادة نشرها صوراً مسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، فهل سيكون حريقها عبرة لكل من يتجرأ على الإسلام؟ تشارلي إيبدو هي مطبوعة فرنسية اعتادت على المساس بالأديان، فقد مثلت أمام القضاء الفرنسي بسبب نشررسوم مسيئة للرسول الكريم في فبراير 2006، واعتبرتها منظمات إسلامية مهينة ،وتم تبرئتها ،ثم نشرت تلك الرسوم في صحف أخرى لدول أوروبية، وصارت احتجاجات عنيفة في دول إسلامية عدة ،وتأسف رئيس تحرير الصحيفة بعدها من كثرة ردود الفعل العنيفة من قبل المسلمين المتطرفين لنشر رسوم حول الإسلام والرسول الكريم. وفي موقف غير واضح وسيئ أعلن القائمون على الصحيفة خلال الأيام الماضية عن قيامهم بإصدارعدد خاص بمناسبة فوز حزب النهضة الإسلامي بانتخابات تونس وإعلان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، بأن الشريعة ستكون مصدرا للتشريع في ليبيا ، وتضع في العدد النبي محمد "رئيساً للتحرير" ،وبالطبع بمجرد إعلان ذلك ساد حالة من الاستياء والحزن الشديد بين المسلمين العرب عبر المواقع الاجتماعية الفيس بوك وتويتر،وأبدى المسلمون غضباً شديداً من هذه المبادرة،واعتبروها تجاوزا جديدا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ملامح العدد اقترحت الصحيفة وبمنتهى الجرأة أن يكون النبي محمد رئيس تحريرعددها المقبل، مضيفةً بأن النبي قَبِلَ العرض وتشكره على ذلك، وطبقاً لتصريح وكالة الأنباء الفرنسية أن المطبوعة نشرت على صفحتها الأولى صورة للنبي محمد يبدو فيها مسرورا، مصحوبة بعبارة "100جلدة إذا لم تموتوا من الضحك!"، وعلى صفحاتها الداخلية رسوم لتبرير الشريعة المتساهلة،وعلى الصفحة الأخيرة صورة تمثّل النبي محمد مع أنف مهرج أحمر،وعبارة "نعم للإسلام حس النكتة"،والعديد من الصور المصحوبة بعبارات ساخرة بمناسبة فوز الإسلاميين في تونس. وبكل استفزاز ورد غيرمنطقي ولا يحمل أية صفة من صفات الأخلاق الحميدة التي تقضي باحترام الأديان، وعدم المساس بها أعرب الرسام ومدير تشارلى إيبدو عن استغرابه الشديد متسائلاً عن الواجبات التي يجب عليه القيام بها حتى لايتسبب في استياء أحد، مضيفاً بعدم الشعور بأنهم قد أقدموا على استفزاز إضافي فإن هذا عملهم المعتاد عليه، وأن الفارق الوحيد هذا الأسبوع هو أن النبي محمد على الغلاف وهذا أمر نادر. تدمير الصحيفة وفي فجر يوم الأربعاء – وهو اليوم المقرر إصدار العدد فيه - تم تدميرمقرالصحيفة الهزلية، بعدما شب حريق مفتعل جراء إلقاء زجاجة مولوتوف. وأفادت مصادر بأن الحريق اندلع حوالي الساعة الواحدة صباحا ، وتمت السيطرة عليه ،ولم يقع أية إصابات وأن الزجاجة الحارقة ألقيت على ما يبدوعلى الواجهة وأدت إلى اشتعال النيران في النظام المعلوماتي. من جهته، أكد مدير الصحيفة الرسام شارب أن جهاز إخراج الصحيفة احترق، والدخان الأسود يكسوكل شيء، والنظام الكهربائي ذاب، مؤكدا أن الحريق مرتبط مباشرة بعدد الأربعاء،فالمقر يحتوي هيئة التحريروقسم الإخراج ومكاتب ومخزوناً من البضائع. وأوضح شارب أنهم قد تلقوا الكثير من رسائل الاحتجاج والتهديد والشتائم على تويتروالفيس بوك، مشيرا إلى أن إدارة الصحيفة كانت تستعد لتقديم هذه الرسائل إلى الشرطة بفتح تحقيق بشأنها.