أعلنت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، إعادة تشغيل 5 محطات مياه شرب توقفت عن العمل صباح الثلاثاء، عقب حادث سقوط شحنة الفوسفات في مجرى النيل بمحافظة قنا. وشهدت مصر كارثة بيئية جديدة، بعدما غرقت ناقلة نهرية محملة بنحو 500 طن من مادة الفوسفات، عقب اصطدامها بأعمدة أحد الجسور فوق نهر النيل بالقرب من مدينة قناجنوب مصر. ونجا طاقم الناقلة التابعة للقوات المسلحة والمكون من أربعة أشخاص من الموت، فيما سقطت حمولتها بالكامل في مياه النيل. وفي ظل شكاوى الملايين في مصر منذ سنوات طويلة من تلوث مياه الشرب، تأتي هذه الواقعة لتزيد من متاعب المصريين مع هذا المرفق الحيوي، ويضاف إلى مياه النيل الملوثة تلوث إضافي. وكانت شركة المياه قامت بتوقيف العمل في المحطات، ووقف ضخ المياه في شبكات «الشيخ عيسى، والقناوية المدمجة، وأولاد عمرو، ودندره، والجبيل». كما أعلنت الشركة القابضة، في بيان لها، حالة الطوارئ بين جميع شركات ومحطات مياه الشرب في الصعيد، ودفعت بعدد من موحدات المعمل المركزي المرجعي إلى محافظات الصعيد لتساعد في سحب العينات من مياه النيل وتحليلها بمعدل 4 عينات كل ساعة، للوقوف على تأثير الفوسفات على المياه في النيل قبل تشغيل المحطات، بحسب العميد محيي الصيرفي المتحدث باسم الشركة. وقال «الصيرفي»، إنه لا تاثير على محطات مياه الشرب، حيث إن مادة الفوسفات تترسب في القاع ولا تنجرف مع التيار أي أنها لن تتحرك إلا في حدود ضيقة للغاية. وأضاف أنه تم إرسال فريق من المعامل لأخذ عينات من المياه بمنطقة غرق الناقلة ومن أمام مآخذ المحطات التي أغلقت للتأكد من سلامة مياه الشرب، وأشار إلى تركيب أطواق على مآخذ محطات المياه وذلك لحجز أي شوائب، بالإضافة إلى زيادة نسبة الكلور والشبة المضافة في الحدود المسموح بها للتعامل مع أي ملوثات. وأعلن الدكتور حسام مغازي، وزير الري، حالة الطوارئ القصوى، وقرر تشكيل غرفة عمليات لمتابعة حالة مياه النيل على مدار الساعة، والتعامل مع أي مستجدات، وقرر خالد فهمي، وزير البيئة، تشكيل لجنة لمتابعة الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة، وتحرير محضر ضد الشركة المتسببة في الحادث، كما أنه طالب الهيئة العامة للبترول بالتعامل مع أي تلوث قد ينجم عن الحادث. وحذر خبراء من خطورة هذه الواقعة على سلامة الأسماك التي يتم صيدها من النيل وتباع في الأسواق بدون أي رقابة أو اختبارات صحية من جانب الحكومة، مع تزايد المخاوف من انتقال هذا التلوث إلى المحاصيل الزراعية التي يتم ريها بمياه النيل وما يترتب على ذلك من تفاقم للأمراض الخطيرة. وقالوا إن وجود هذه الكميات الهائلة من مادة الفوسفات في مياه النيل يجعلها تصل إلى درجة السمية، وقد تؤدي إلى وفاة من يشربها بسبب احتواء مركبات الفوسفات على مواد سامة وبالغة الخطورة على حياة الإنسان، مثل الرصاص واليورانيوم والكادميوم. ودشن نشطاء هاشتاغا حول الواقعة بعنوان «#لا_تشرب_من_النيل» للتحذير من خطورة المياه، وطالبوا بشرب المياه المعدنية أو مياه الآبار لتجنب الإصابة بالأمراض الخطيرة، أو الهجرة من مصر فورا.