في كارثة جديدة بسبب الإهمال الجسيم الذي تعاني منه العديد من مؤسسات الدولة شهدت مدينة قنا، مساء أمس الثلاثاء، غرق ناقله نيلية محملة ب 500 طن فوسفات، بعد اصطدامها بأحد أعمدة كوبرى دندرة العلوى بمدينة قنا، أثناء سيرها فى طريقها من أسوان إلى القاهرة. وأعلن الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى المصرى، في تصريحات صحفية حالة الطوارئ القصوى، وتشكيل غرفة عمليات مركزية بالوزارة، والمتابعة والمراقبة والرصد لحالة نهر النيل والتواجد على المجارى المائية والمرور على مدار الساعة، للوقوف على أى تطورات قد تحدث ناتجة من تلك الواقعة لحين احتواء الموقف. وفي محاولة "الفجر" للرد على تساؤلات المواطنين، قامت برصد الأجوبة من المسئولين وخبراء مياة يشرحون خطورة تلك الكارثة. - الفوسفات حجري شحيح الذوبان في البداية قال العميد محيى الصيرفى، المتحدث بإسم الشركة القابضة للمياه، أن غرق الناقلة لم يتسبب في أي تأثير على نوعية وجودة مياة الشرب، مؤكدا إنه فور حدوث تلك الحادثة تم إيقاف محطات المياه، وأخذ عينات من المكان الذي غرق فيه صندل الفوسفات وتأكدنا من صحة وسلامة المياه. وأكد الصيرفى، أن مادة الفوسفات مادة رسوبية شحيحة الذوبان تنزل للقاع مباشرة بمجرد وقوعها فى المياه وبطيئة التحرك، موضحا أن مآخذ محطات المياه تنقل المياه من منطقة وسط ليس أسفل النهر أو السطح وهو ما يؤدى لأن تكون مياه المحطات بعيدة عن التلوث. وأشار إلى أنه تم تركيب أطواق على مآخذ محطات المياه، وذلك لتنقية المياه من أى شوائب بجانب شبكات المياه داخل المحطة، التى تعمل على دورتين بجانب زيادة نسبة الكلور للتعامل مع أى شوائب. وطالب المتحدث بإسم القابضة للمياه، بعدم الإنسياق وراء الأخبار المغلوطة التي يثيرها البعض لإثارة البلبلة حول الشركة، مشيرا أن الأخبار الصحيحة لن تصدر إلا من خلاله، مؤكدا أن الشركة لم تتهاون بمحاولات الإضرار بمياة الشرب وأرواح المواطنون. - الحادثة الثانية...والضجة المصطنعة فيما قالت مواهب أبو العزم، رئيس الجهاز التنفيذي لشئون البيئة سابقا، أن تلك الحادثة لم تكن الأولى، حيث إنه منذ عشر سنوات غرقت ناقلة للفوسفات في بني سويف، ولكن لم تثار تلك الضجة المصطنعة التي يروجها البعض. وأكدت أبو العزم، أن الفوسفات مادة رسوبية تذوب وتنزل في قاع البحر، لذا فإنه ليس لها تأثيرها على مياة الشرب كما يروج البعض، موضحة أن القابضة للمياة قامت بمنع مآخذ المياه ثم قامت بتحليلها وتأكدت من عدم تلوثها. وأشارت إلى أن تلك الحوادث قضاء وقدر ولن تعبر عن وجود إهمال، ولكن يجب على المسئولين توخي الحذر في مثل تلك الحوادث حتى لا تتكرر. - إرتفاع تكاليف تنقية المياه وقال دكتور محمد فوزي دياب كبير خبراء المياه بالأمم المتحدة، وخبير استراتيجيات المياة، أنه لا خوف على مياة الشرب من غرق ناقلة الفوسفات، حيث أن المياة تعالج ويتم تنقيتها دائما. وأكد دياب، أن الفوسفات تأثيره ليس كبير، ولن يؤثر إلا على الأماكن المحيطة فقط، مؤكدا أن تلك الحوادث تعد أمور عارضة ولا تأثيرات لها غير إرتفاع تكاليف تنقية المياة فقط، موضحا أن كل تلك الشائعات التي يثيرها البعض لا أساس لها من الصحة.