"خُديني جنبك يا أمي لأرض فيها مكان .. خديني جنبك أبوس إيدك يا تاج الراس"، كانت تلك الكلمات التى ناجى بها الشاعر تميم البرغوثى والدته الروائية الكبيرة الرحلة رضوى عاشور، فى أمسية شعرية تكريما لروح رضوى استضافتها مجموعة "انكتاب" المجتمعية ومؤسسة عبد الحميد شومان فى ختام معرض الكتاب المستعمل "نون"بالأردن، بحضور والده الشاعر الكبير مريد البرغوثى. كانت كلماتهما تقطر بالحزن و الشوق، فردد مريد "حبك يدخلنى .. ويشرق وجه القصيدة"، بينما قال تميم "رضوى عاشور يا فلسطينية مصرية ..خطوط جبينها وخطوط كفيها حُرية". وقال مريد "باسم رضوى الذي جمعتنا هذا المساء وجمعتنا معا أنا وابني في أول مرة نجتمع في أمسية واحدة ويا ليتها هذه الأمسية ما كانت؛ فرضوى غائبة فيها". وأشار إلى أن القائمين على معرض الكتاب استحضروا رضوى من خلال كتبها وصورها ومقتبساتها والعائلة التي تبقت منها، وخاطب البرغوثي الزوج الجمهور قائلا "وجودكم معنا يمنحنا القوة التي نحتاجها أنا وتميم". و قرأ مريد أول قصيدة كتبها بعنوان "رضوى" والتي خطها عندما كان طالبا إلى جانب زوجته في الجامعة، وتقول القصيدة: "كما يدخل الماء جوف الصخور بقريتنا في فصول الشتاء يشق له ألف درب بباطن أعلى الجبال ويخلد فيها كالثعلبة ترقب ويصغي لوقع خطى المزارعين وشق المحاريث للأرض عاما فعاما ويخرج نهرا ونبعا ونافورة تسكب ويهتف كالطفل: ها قد أتيت، تعالوا اشربوا فيشرب منه اليمام وأهل القرى وقوافل ضلت، وسنجابة تلعب وتنغمر الأرض بالبرتقال وتحمرّ فيها الورود، وتنضج كل الثمار الوليدة كذلك حبك يدخلني ويشرق وجه القصيدة". كما قرأ مريد قصيدة بعنوان "طال الشتات" : "أنتِ جميلة كوطن محرر وأنا متعب كوطن محتل أنتِ حزينة كمخذول يقاوم وأنا مستنهض كحرب وشيكة أنتِ مشتهاة كتوقف الغارة وأنا مخلوع القلب كالباحث بين الأنقاض أنتِ جسورة كطيار يتدرب وأنا فخور كجدته أنتِ ملهوفة كوالد المريض وأنا هادىء كممرضة أنتِ حنونة كالرذاذ وأنا أحتاجك لأنمو كلانا جامح كالانتقام كلانا وديع كالعفو أنت قوية كأعمدة المحكمة وأنا دهش كمغبون وكلما التقينا تحدثنا بلا توقف، كمحامييْن عن العالم". و نعى تميم البرغوثي والدته فى قصيدة بعنوان "الكون لما قفل فجأة" : "نهر الشوارع فضا، نهر البشر ناشف يا أمي حق البُكا يبقى حزام ناسف يطبق الأرض زي التوب حيطان وأثاث نازلة المظاهرة بعصاية ورأسها معصوبة". ثم قرأ تميم قصيدة بعنوان :"قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف" : "أمي وأبويا التقوا والحر للحرة شاعر من الضفة برغوثي وإسمه مريد قالولها ده أجنبي، ما يجوزش بالمرة قالت لهم ياالعبيد اللي ملوكها عبيد من إمتى كانت رام الله من بلاد برة يا ناس يا أهل البلد شارياه وشاريني من يعترض ع المحبة لما ربّي يريد".