أكد الكاتب الصحفي عبدالباري عطوان، أن أزمة اليمن مرشحة للتفاقم بالرغم من كثرة الحديث عن مبادرات، هدفها استئناف الحوار للوصول إلى حل سياسي. وعزز عطوان من رأيه الذى ضمنه مقاله المنشور على الموقع الالكتروني "رأي اليوم" بإلقاء الضوء على تطورين رئيسيين، ينطويان على درجة كبيرة من الأهمية، اتسم بهما المشهد اليمني المتأزم في اليومين الماضيين، في محاولة البحث عن مخارج للأزمة. وقال إن التطور الأول هو الاتفاق المصري السعودي الذي جرى التوصل إليه أثناء الزيارة الخاطفة والمفاجئة للأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، ونجل الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس ديوانه، إلى القاهرة ولقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد نص على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لتنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على الأراضي السعودية بمشاركة قوات خليجية. أما التطور الثاني، بحسب الكاتب، فهو إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا، يتسم بالحزم ظاهريا، يفرض حظرا على إمداد «التحالف الحوثي الصالحي» بالسلاح، ومطالبته بالانسحاب من صنعاء والمحافظات الأخرى التي سيطر عليها، وفرض عقوبات ومنع سفر عبد الملك الحوثي، والسيد أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس اليمني السابق، وقائد الحرس الرئاسي السابق. وفسر عطوان الاتفاق المصري السعودي حول تشكيل لجنة مشتركة تشرف على مناورات عسكرية، أن تكون مقدمة لحرب برية وشيكة، أو أن تكون مجرد تلويح باستخدام القوة، لإخافة الحوثيين وحلفائهم، ودفعهم إلى مائدة الحوار، لافتا إلى أنه لا يمكن ترجيح أي من التفسيرين في الوقت الراهن. وأشار إلى أنه بالرغم من أن الرئيس السيسي شدد، أكثر من مرة، على أن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة إلى مصر، وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي، لاسيما البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إلا أنه ما يزال من المستبعد إرسال مصر قوات برية للحرب في اليمن، تجاوبا مع المطالب السعودية في هذا الصدد.