انتقد الكاتبان محمد سلماوى ود. علاء عبدالهادي، الرئيسان السابق والحالي لاتحاد كتاب مصر ، إغفال الاستثمار في الثقافة خلال المؤتمر الاقتصادى الذى عقدته مصر فى شرم الشيخ . وخلال ندوة عقدت أمس الأول حول الثقافة المصرية، وشهدتها جريدة "المسائية" أجاب الكاتبان على تساؤل "محيط" حول كيفية استغلال المؤتمر الثقافى القادم الذى أعلن عنه رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بشرم الشيخ فى نهاية العام تحت عنوان " كنوز مصر "، فاعتبر سلماوي أنه مؤتمر ثقافي بحت لا يوظف اقتصاديات الثقافة التى طبقتها العديد من الدول و أدرت أرباحا طائلة ، بفكر صاغه مثقفون ورجال أعمال . فيما تحدث د. علاء عبد الهادى عن مشروعات عديدة من بينها ما طرحه د.نجيب كامل بخصوص إنشاء هيئة خاصة بالحرف التقليدية. واتفق معه بالرأي الكاتب سلماوي مشيرا إلى أن رعاية الدولة للحرف التراثية تمنعها من الاندثار وضرب المثل بقرية " باردوس "فى فرنسا و التى تصنع الخزف و الزجاج ، و تقوم السفارة الفرنسية كل عام بعمل مهرجان تعرض فيه القرية معروضاتهم ، و يشترى الأجانب تلك المعروضات بمئات الآلاف من الجنيهات . كما اقترح سلماوى إنشاء مدينة سينمائية كهوليود فى أمريكا ، فتلك الصناعة تدر المليارات ، بالإضافة إلى المهرجانات ، ومهرجان كان السينمائى يدر دخلا كبيرا لفرنسا ، و غيرها من المشروعات الثقافية التى لا يلتفت المستثمرون لأهميتها ، و ما يمكن أن تدره عليهم من أموال أكثر من عوائد المصانع نفسها . وختم عبد الهادى أن مشكلة مصر ليست اقتصادية و إنما ثقافية بالأساس ، و أن نجاح المشروعات الاقتصادية لن يتم إلا باحتضانها بمشروع ثقافى ، مستنكرا عدم وجود دراسة واحدة عن اقتصاديات الثقافة فى المؤتمر الاقتصادى الأخير . وفى الوقت الذى يعد أقل إنفاق ثقافى بالعالم 2% ، نجده فى مصر 0.2 % فقط و هى نسبة متدنية جدا ، فى حين تصل أمريكا ل 20 % ، مطالبا بزيادة الميزانية ، ووضع رؤية لصرف الثقافة على نفسها ، مؤكدا قدرتها على ذلك . و أشار عبد الهادى فى حديثه لمحيط أنه سيعرض الأمر على رئيس الوزراء و رئيس الجمهورية فى مقابلته معهم الذى يعد لها ، بشأن إشراك اتحاد الكتاب و المؤسسات الثقافية و المجتمع المدنى فى رسم الخريطة الثقافية ، فبوسع الكتاب و المثقفين المساهمة فى وضع تصور كامل لمؤتمر استثمار ثقافى سيدر الكثير من الأرباح على البلد .