- سلماوي : غياب الكتاب والفيلم عن القرى .. غير دستوري! - النمور الآسيوية اكتشفت أنها بلا روح! - أقل إنفاق ثقافى فى العالم 2 % و فى مصر 0.2 % فقط - عبدالهادي : مصر بلا ثقافة عظيمة .. ستنهار - ماوتسي التقى 5 آلاف مثقف على جسر الصين.. فبدأت الانطلاقة - اتحاد الكتاب يشهد مشروعات لنهضته قريبا - عبد الحافظ : أهل كرداسة سألونا : كنتم فين من زمان؟! هل المثقف حقا ضمير الأمة و رأس حكمتها ؟ فى الوقت الذى يسود فيه الثقافة الانغلاقية المتشددة التي أدت إلى انتشار الإرهاب، والفكر الخرافي الذي يدفع 63% من المصريين إلى إنفاق ما يقرب من 10 مليارات جنيه سنويا على أعمال الشعوذة، وكل أنماط السلوك السلبي في المجتمع المصري. بالإضافة إلى المعوقات التي تحول دون وصول المنتج الثقافي الاستناري للمواطن ، فما هو السبيل إلى تفعيل دور المؤسسة الثقافية الرسمية والمنظمات الثقافية المدنية كاتحاد الكتاب، وجماعة المثقفين بوجه عام في عملية إعادة هيكلة الدماغ المصري على أسس استنارية بما يسهم في تنمية المجتمع ؟ ، كانت تلك التساؤلات التى عرض لها الكاتب محمد القصبى ، نائب رئيس تحرير المسائية ، فى ندوة بعنوان "المثقف ضمير الأمة ورأس حكمتها.. الشعار الغائب عن الشارع المصري" و قد عرض كل من الكاتب الكبير محمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب السابق، وعلاء عبد الهادي الرئيس الحالي للاتحاد، و محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، رؤاهم فى هذا الصدد . حق الثقافة قال الكاتب الكبير محمد سلماوى أن انتشار الفكر المتطرف و الخرافى و عدم وجود بوادر لتغييرهم حتى بعد الثورة أمر فى غاية الخطورة ،مؤكدا أن التعليم المتردى هو سبب رئيسى فيما وصل إليه الحال الثقافى . و تساءل سلماوى مع وجود 9 الآف مدرسة أزهرية ، أى نوع من الفكر الذى يتلقونه هؤلاء الطلبة ، فالمقررات الدراسية الرسمية التى يدرسونها تقول إن من حق المسل قتل غير المسلم ! ثم نسأل من أين يأتى الفكر المتطرف ، و أشار سلماوى أن الفكر الدينى للأخوان و القاعدة و طالبان معاد للثقافة . أما فيما يخص الإعلام ، قال سلماوى : نجد شيوخ الإعلام يخرجون علينا بفتاوى عبثية ، و أخرها فتوى شيخ سعودى بأكل الرجل لزوجته عند الجوع الشديد ، و للأسف هناك من يصدقون تلك الأفكار ، و يسيرون خلفها ، و هنا تكمن الخطورة ، لافتا لضرورة تكامل أن دور التنشئة و الإعلام و المؤسسات الثقافية . و لفت الكاتب أن التنشئة يجب أن تقوم على التفكير العلمى ، و ثانيا على الحضارة الثقافية ، مفرقا بين التغريب و التحديث ، ضاربا مثال بسنغافورة التى أنشئت وزارة ثقافة لأنها وعت أنها خلقت نمر أسيوي قوى اقتصاديا و لكنه بلا روح بدون الثقافة ، فلم يكن بها كاتب واحد ، و ذهب فى زيارة ليطلع على التجربة الجديدة ، و بزيارتهم للمدارس هناك ، قال سلماوى إنه سأل الأطفال من منهم يريد أن يصبح كاتبا فوجد صمت تام ، فأغلبهم يريدون أن يعملوا فى الصناعة و التكنولوجيا ، و هذا ما أدركته سنغافورة فهناك التعليم باللغة الانجليزية لأنها لغة الأعمال ، و الآن بعد تحقيقها لنجاح اقتصادى أصبحت تبحث عن تراثها و ثقافتها التى اكتشفت أنها قوتها الحقيقية .. أما عن الدستور ، فقال سلماوى أن بعد نص الدستور على حق الثقافة ، أصبح غلاء الكتب و عدم قدرة المواطن على شرائها مخالف ، و مركزية الثقافة و عدم وصولها للقرى مخالف ، و محاكمة الإبداع كما حدث مع فاطمة ناعوت و كرم صابر و غيرهم مخالف ، مطالبا بسرعة إجراء الانتخابات البرلمانية و عدم إرجائها أكثر ، لبدء العمل بالدستور بدلا من كونه ملقى فى الأدراج . و أكد سلماوى ان انسحابه من الاتحاد ليس كاملا ، و انه مازال عضوا به ، و سيظل فى خدمة الاتحاد من موقعه . وزارات الثقافة السبع من جانبه قال رئيس اتحاد الكتاب الحالى د. علاء عبد الهادى أن إهمال النظر للثقافة كقاطرة تغيير أمر خطير ، فى الوقت الذى تسود فيه النخبة الفاسدة على الساحة ، وعدم إلقاء السياسيين بالا للثقافة . و تحدث عبد الهادى عن طرحه لوزارت الثقافة السبع – و الذى طرحه من قبل ببرنامج صباحى الانتخابى - وهم وزارات الثقافة والآثار والإعلام والأوقاف والتعليم العالي والتربية والتعليم والشباب والرياضة ، و أهمية عملهم بشكل متناسق ، بدلا من هدم كل منهم للآخر ، بالاضافة لأهمية المجتمع المدنى و منها النقابات و الجمعيات الثقافية ، التى عليها أن تشارك فى صياغة الخريطة الثقافية . و أكد أن فتح الكنائس و المساجد و قصور الثقافة التى وصل عددها الى أكثر من خمسمائة قصر ، يمكن استغلالهم لمحو الأمية ، و التنوير ، فى مواجهة الجهل . و عن أهمية الثقافة ، قال عبد الهادى أن الاحتلال الآن لم يعد احتلال أراضى بل عقول ،و لمواجهة العولمة علينا أن نمتلك ثقافة مقاومة ، و إن اهتمام مصر بالثقافة هو ما سيعيدها لدور الصدارة . فيما لفت عبد الهادى إنه لا يوجد أى أثر اجتماعى حقيقى لإنفاق الدولة الثقافى وسط الفتن الطائفية و الفكر المتطرف ، فالعملية الإرهابية يسأل عنها وزير الثقافة قبل وزير الداخلية ؟ ، فهذا نتاج هذا ، لافتا لأهمية الاقتصاد الثقافى الذى يدر أرباحا طائلة على الكثير من الدول ، مشيرا أن أقل إنفاق ثقافى فى العالم 2 ٪ ، و فى أمريكا يصل الى 20 ٪ ، فى حين فى مصر 2. ٪ فقط ، مطالبا بزيادة الميزانية ، ووضع رؤية لصرف الثقافة على نفسها و هى قادرة على ذلك ، فالرؤية و السياسيات الثقافية غائبة فى مصر مما يعرضها للخطر ، فى حين أن دول الخليج أصبحت تمتلك استراتيجيات واضحة للثقافة . وتساءل عبدالهادي : كيف يكون لدينا مليار ونصف هي ميزانية وزارة الثقافة وينفق 55% منهم على الأجور، و20% على الإنشاءات والباقي لمهرجانات لا يحضرها أحد ! وكيف نطور الثقافة ببلد لا يحترم شعبها القانون، ولهذا فيجب أن نتأكد من أنه "يكفي أن تتحرك دونما اتجاه حتى تصير متخلفا" ، وتحدى أن يقدم وزراء الحكومة الحالية، أو حتى وزراء الثقافة المتعاقبين خطة واحدة لتطوير الثقافة، التي بدونها لا يمكن إحداث نهضة اقتصادية أو سياسية للبلاد. واستدعى عبدالهادي مثال ماوتسي تونج زعيم الصين الذي التقى بخمسة آلاف مثقف على الجسر وبنوا نهضة بلادهم. وهي نفس البلد الذي عرض على مصر 4 مليارات لاستثمارها بشرط أن نكون جاهزين ، وللأسف لم تكن لدينا مشروعات !! و عن دور الاتحاد فى الأزمة الثقافية ، أكد عبد الهادى أنه سيستكمل ما بدأ به سلماوى ، و يضيف إليه ، و أنه فى مقابلته مع وزير الثقافة طالب بمشاركة اتحاد الكتاب و المؤسسات الثقافية فى رسم الخريطة الثقافية ، بمشاركة المجتمع المدنى ، و عن الخطوة القادمة قال أنه سيطالب بجمعية عمومية طارئة للاستماع لرؤيتهم ، و عرض تعديل قانون اتحاد الكتاب عليهم ، ووضع مشروع صحى متكامل ، و كفالة قانونية للأعضاء لحماية حرية الإبداع ، كما أنه يرتب لمقابلة مع رئيس الوزراء و رئيس الجمهورية بترتيب من الكاتب محمد سلماوى . و أعلن عبد الهادى أنه يعمل حاليا على لاهتمام بالجانب التكنولوجى بتفعيل الموقع الالكتروني ، و قناة للاتحاد على اليوتيوب . القوافل الثقافية فيما يخص قصور الثقافة ، قال عبد الحافظ أن المثقف المنشغل بذاته و تصوراته ،سينصرف الناس عنه ، إن لم يكن له دور مجتمعى ، منتقدا سيادة العمل الفردى فى المؤسسات الثقافية ، فكل قطاع ومؤسسة منفصلة عن الآخرى ، مشيرا لأهمية التعاون على مستوى الوزارات ، و على مستوى القطاعات الثقافية بعضها ببعض . و ضرب عبد الحافظ مثال بالقوافل الثقافية ، التى أرادات الاتجاه للشارع بدلا من القصور الثقافية المغلقة ، و لاقت القوافل تفاعلا من الناس فى القرى ، وحين ذهبوا لكرداسة قابلهم أهلها قائلين : " هى الثقافة رجعت تانى .. كنتم فين ؟ " . كما اتجهت قصور الثقافة إلى المدارس باسم مشروع " أولادنا " ، و لكن بحسب عبد الحافظ وجودا عقبات من مديرى المدارس التى وجدت أن القوافل الثقافية معطلة للدراسة ! ، لافتا أنه يجب ان يكون هناك مزيد من التعاون ، مشيرا إلى إقبال الأطفال منبهرين بالأنشطة و عروض العرائس رغم بساطتها . و قال عبد الحافظ انه اقترح على وزير الشباب و الرياضة ، توفير قاعات مكتبية و أنشطة ثقافية داخل نوادى الشباب ، لإنها أقدر وصولا لفئة الشباب، و قد تم ذلك بالفعل فى دمياط ، معدا تلك الأمور عاجلة لحل مشكلة عدم وصول المنتج الثقافى للناس ، مؤكدا أن الناس فى لهفة للثقافة و غير رافضين لها كما هو ذائع ، و أن ما تحتاجه الهيئة حاليا هو " التسويق الثقافى " . واختتم مدير اللقاء الكاتب محمد القصبي بوجوب تنشيط الاستثمار في مجال الثقافة، وأهمية أن يعود أدباء مصر لزيارة المدارس كما كانوا يفعلون قديما، وأبدى الكتاب أسفهم أن يخلو مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي من مشروع للاستثمار بالثقافة، برغم أن الواقع يشهد بنجاح تلك المشروعات والتي قامت على أكتافها اقتصاديات دول عديدة كالهند وتشيللي وكندا وايرلندا والصين. ومصر لديها إمكنات هائلة كأن تطلق مدينة للسينما وتصبح متحفا مفتوحا للعالم .