أكد زين عبد الهادي رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، أن ميزانية دار الكتب لا تتعدى 60 مليون جنيه وتكفى بالكاد رواتب 2500 موظف يعملون بها وعمليات ترميم المخطوطات. مضيفا أن ميزانية مكتبة الإسكندرية تبلغ ثلاثة أضعاف ميزانية دار الكتب . وأشار إلى أن القوانين التى صدرت فى ستينيات القرن الماضى لم تكن أبدا فى صالح دار الكتب، فلقد تمت معاملتها كمؤسسة حكومية دون النظر إلى محتواها .
و ذكر أن دار الكتب بها 4 ملايين كتاب و60 ألف مخطوط ومائة مليون وثيقة تم رقمنة 25 مليون منها، ويدخل الدار سنويا ثلاثة ملايين وثيقة ومائة ألف كتاب، غير مواد أخرى مختلفة من مجلات ودوريات علمية وعامة .
وقال إن مكتبة الإسكندرية تتبع رئاسة الجمهورية مباشرة وكان يتم التعامل معها من قبل النظام السابق على أنها مكتبة بديلة لدار الكتب. واستطرد قائلا: "كان التعامل مع مكتبة الإسكندرية بأفضل السبل وأعلى الميزانيات خاصة وأنها كانت فى أغلبها منحا، بالإضافة إلى أنها منتجة للثقافة بمعنى أن لها منتجات ثقافية متعددة وهو ما يبرر حصولها على المنح، فى الوقت ذاته لا تنتج دار الكتب إلا بعض المطبوعات الخاصة ومجلتين أو ثلاث لا يتم توزيعها بشكل كبير لأنها متخصصة".
وأشار إلى أن الدكتور صابر عرب عمل خلال السنوات الست أو السبع الذى قضاها فى رئاسة مجلس إدارة الدار، وهو لم يكن منتميا للحزب الوطنى ولجنة سياساته، على الحصول على منح من الشيخ سلطان القاسمى؛ حاكم الشارقة؛ وبعض المؤسسات الدولية، ولكن النظام السابق لم يمنح الدار شيئا بل عاملها بشكل مهين .
وأضاف أنه وجه خطابا لمجلس إدارة الدار الذى سيعقد جلسته فى الأسبوع المقبل لتعديل الأسم إلى "المكتبة الوطنية ودار الوثائق الوطنية"، وبعد موافقة المجلس سيتم رفع الطلب لوزير الثقافة.
مشاريع ثقافية
وأكد زين عبدالهادي أهمية إقامة مشروعات داخل دار الكتب مرتبطة مباشرة بالمثقفين، مثل عمل ببليوجرافيا عن الرواية أو وضع كتاب عن التنوير خلال عشرينيات وحتى اربعينيات القرن الماضى، على أن يكون هؤلاء المثقفون مسئولون عن تحقيق هذه المشروعات والترويج لها إعلاميا ويساعدهم العاملون بدار الكتب، فبذلك نكون قد ربطنا بين موظف الدار والجمهور .
وأضاف أن من المشروعات التى من الممكن عن طريقها ربط الدار بالجمهور إنشاء متحف داخل الدار لعرض كنوز الثقافة المصرية، كما يمكن إعادة نشر المجلات القديمة بالإتفاق مع المؤسسات الصحفية.
وقال إن سيطرة الفكر الأمنى على النظام السابق جعلت المناطق السياحية والثقافية طاردة ، مشيرا إلى أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في تركيز الثقافة بالقاهرة .ورأى أنه يجب أن تكون هناك مكتبات وقصور ثقافة فى كل ربوع مصر، وأن يكون الخبز معجونا بالحروف.
وكشف عن أنه سيتوجه خلال شهر فبراير المقبل إلى بريطانيا، ثم فرنسا لمقابلة المسئولين عن المكتبات الوطنية فى هاتين الدولتين للاطلاع على تجاربهم فى مسألة صناعة الثقافة .
وقال إنه يؤمن في هذا الصدد بضرورة العمل على مستويين الأول هو محو الأمية، والثاني هو أن يكون للثقافة عائد مادي في إطار ما يسمى بإقتصاديات الثقافة، معربا عن أسفه لأن السائح الذى يتجه إلى الغردقة أو شرم الشيخ لا يجد منتجا ثقافيا.
واستطرد قائلا : بدأنا التفكير فى مشروعات توفر دخلا لدار الكتب، فتم تحويل مبنى باب الخلق لمتحف، ونحاول الآن إنشاء صناعات حرفية قائمة على مقتنيات المتحف كالمصاحف وغير ذلك، ولكن يجب أولا الإتفاق مع مديرية أمن القاهرة والمتحف الإسلامى فالمشكلة فى مصر تكمن أساسا في عدم العمل بروح الفريق .
وأضاف زين عبدالهادي أن دار الكتب ستأخذ على عاتقها ترجمة قواعد الوصف البيبلوجرافى الجديدة التى صدرت عن مكتبة الكونجرس هذا العام حتى لو تكلفت مائة الف جنيه، لأن ذلك هو من صلب عمل دار الكتب. وشدد على ضرورة أن يتم إصدار الكتب بعدة لغات حيث أن المستهدف العالم كله وليس فقط المجتمع المصرى، ولذا أعمل من أجل أن يصدر عن الدار كتاب واحد كل شهر.