للعام الثاني على التوالي تتداول وسائل اعلام مصرية بشكل مكثف أخبارا تدعى ذهاب تكريم الأم المثالية في مصر إلى شخصيات يراها الجمهور غير جديرة به، الأمر الذى يجلب معه سخطا شعبيا واسعا. فدائما ما ينظر المصريون إلى صورة الأم المثالية على أنها النموذج القدوة في الأخلاق والشرف والعفة، فهي من ساهمت في صناعة جيل يحتذي به الشباب، وعلى هذا استحقت التكريم والاحتفال. ففي العام الماضي كرمت الراقصة فيفي عبده من قبل نادي الطيران، على أنها الأم المثالية، وفي هذا العام يتكرر ما يعتبره كثير من المصريين "استخفافا" بأبناء الوطن، حيث تم تكريم الراقصة أماني كسبر الشهيرة ب " لؤلؤة"، من قبل إحدى الجمعيات الأهلية بمنطقة عين الصيرة (القاهرة). ولمن لا يعرف فإن «السيدة أماني» هي من أنجبت وربت مغتصب الطفلة زينة المدعو محمود كسبر. ونشرت لؤلؤة صورة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهى ترتدي علم أمريكا وتخرج لسانها، مرددة عبارة "والنبي لنكيد العزال " فيما اعتبره البعض تشفيًا ونكاية موجهة إلى والدة الضحية ؛ إلا أنه لم يتم التأكد حتى لحظة كتابة هذا الموضوع، عن تكريمها، لكن وزارة التضامن الاجتماعي أعلنت إجراء تحقيق في ذلك. حالة غليان وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الغضب والاستنكار، بعد حديث والدة الطفلة "زينة" عن صدمتها لعلمها بخبر تكريم الراقصة والدة قاتل ابنتها، كأم مثالية، مؤكدين أنها لم تقدم للمجتمع سوى قاتلا اغتصب وقتل طفلة بريئة لا حول لها ولا قوة. ومن بين ما سطره رواد مواقع التواصل الاجتماعي على صفحاتهم: "أم تنجب ذئبا بشريا تكرم أم مثالية.. ماذا عن الأم التي تخرج لنا مهندسين ودكاترة، موجهين رسالة لأم زينة قائلين "ما تزعليش يا أم زينة.. زينة دي بنتنا كلنا هما اختاروها أم مثالية في الرقص.. حسبي الله ونعم الوكيل فيها هي وابنها وربنا هيجيبلك حق بنتك". قاتل زينة أم شيطان وقالت شيماء غزال، والدة الطفلة زينة: "فوجئت باتصالات وفتحت الفيس بوك لأشاهد أماني كسبر الشهيرة ب"لولؤة"، أم محمود قاتل ابنتي، وهي تتكرم في يوم اليتيم بنادي مشهور.. أريد أن يخبطني أحد على رأسي لأعلم أين نحن وكيف يتم تكريمها على أنها أم مثالية لقاتل شيطان مجرم". وطالبت والدة الطفلة زينة في مداخلة مع الإعلامي وائل الإبراشي على قناة دريم2، وزيرة التضامن الاجتماعي بفتح تحقيق مع الجمعية التي كرمت أم القاتل بدلًا من دخولها السجن على تربيتها لهذا المجرم وإخراجها له من قضايا كثيرة بعلاقاتها المتشعبة ونفوذها، متابعة: "هي بتغيظني وبتطلع لي لسانها وتشير بأيديها (والنبي لنكيد العزال) مع ابنتها في إحدى الصور التي ظهرت فيها". وتساءلت: "كيف احتفلت بها هذه الجمعية؟.. فبدلا من الاحتفال بالأمهات المثاليات في تربية أبنائهن عظماء في مختلف المجالات تحتفل بأم لابن شيطان شاذ مجرم مارس الرذيلة مع البواب المجرم طبقًا لما ثبت بالتحقيقات وترتدي العلم الأمريكي في الاحتفال على أرض مصر". وتابعت: "نحن نموت حرقًا على أولادنا ولا نستطيع أن نعيش حياة طبيعية، وهي يكرمونها على تربيتها لشيطان بصرف النظر على أنها "راقصة". وتعهدت بعدم الالتزام بالقانون نتيجة لما اعتبرته تخاذلا في إعطاء حقها القانوني بالقصاص، وقالت: "يوم ما يطلع قاتلي زينة من السجن سأقتلهم حتى تبرد ناري ولن ألتزم بالقانون الذي تخاذل في إعطائي حق ابنتي والقصاص لها ممن استفاد من القانون، وسنتحول لنأخذ حقنا بأيدينا وسيصبح البقاء للأقوى في غياب القانون". الطفلة زينة نموذج سيء من جانبها، قالت السفيرة ميرفت التتلاوي – رئيسة المجلس القومي للمرأة ، إنها لا تعلم الأسس التي جذبت الجمعية لتكريم مثل تلك الأم، فهي أخرجت لنا نموذج سلبي وشخصية شاذة. وأضاف في تصريحات لشبكة الأعلام العربية "محيط"، أن هناك أسس ومعايير تكرم عليها الأم فهي يجب أن تكون نموذج يفتخر به، ومن ضمن الأسس يجب أن تكون مضحية أخرجت جيل صالح . خبر كاذب ونفت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، مسئوليتها عما تداولاته بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بتكريم الوزارة أو إحدى المؤسسات التابعة لها والتي تخضع لأشرافها لوالدة قاتل الطفلة زينه كأم مثاليه، حيث تم التكريم بأحد مراكز الشباب بمنطقه عين الصيره. وناشدت والي في بيان لها نشرته يوم الاثنين، وسائل الأعلام تحري الدقة فيما ينسبوه للوزارة، كما ناشدت الجهات التي لا تخضع لإشرافها بوضع معايير تعلي من القيم الإنسانية في الفئات التي يتم تكريمها. وأوضحت أن هناك معايير اختيار لمن يتم تكريمهن والتي تأتي في أطار السياسات الاجتماعية الداعمة للأسرة المصرية، ووفق الشروط والمعايير المرجحة للأم ويتم اختيارها على أساسها وأهمها، قدرتها على رعاية الأبناء واحتواءهم، والتمسك بتعاليم الدين. قاتل زينة وصديقه ليس هناك ضمير وفي ذات السياق، قالت الدكتورة "ميرفت أبو تيج" الناشطة الحقوقية ونائب رئيس جمعية ملتقى تنمية المرأة، إن من قام بتكريمها شخص ليس لديه ضمير أو إنسانية، كذلك من نشر الخبر أراد أن يحدث بلبلة في المجتمع فهو لا يقل سوء عن من كرمها. وأضافت في تصريحات لشبكة الأعلام العربية "محيط"، أن كل فئة لها المعايير التي تكرم عليها الأمهات، مضيفته أنه يجب محاسبة تلك الجمعية لما قامت به من إثارة البلبلة في المجتمع، وتكريم شخصية لا تستحق التكريم، أنجبت شخص شاذ مجرم أغتصب طفلة صغيرة. وقالت الدكتورة نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، إن التكريم لمثل هؤلاء السيدات راجع لرغبة الجهة التي يصدر عنها التكريم في الشهرة أو أن الجهة تلقت أموال. وأضافت قمصان: "قد يكون الخبر مفبرك وليس له أساس من الصحة.. لأن هناك معايير لتكريم الأم المثالية كما حددته وزارة التضامن الاجتماعي، وهي أن تكون الأم ربت أولادها تربية سليمة وتحملت تربيتها بمفردها". يذكر أن محكمة جنايات بورسعيد، قضت بالسجن 20 عامًا على المتهم محمود محمد محمود، و15 عامًا على علاء حسب الله المتهمين باغتصاب وقتل الطفلة زينة، ووالدا الطفلة زينة كانا يطالبان بالإعدام للقاتلين؛ إلا أن المحكمة أعربت في حكمها عن أسفها الشديد لعدم تمكنها من توقيع أقصى العقوبة على المتهمين.