لقن المنتخب البرازيلي نظيره الفرنسي درسا في فنون كرة القدم بعدما قلب تأخره صفر/ 1 أمام منتخب الديوك الفرنسية لتحقيق فوز مستحق 3/ 1 في المباراة الودية التي جرت بينهما يوم الخميس. واتسمت المباراة بالإثارة والتشويق على مدار شوطيها استمتعت بها الجماهير التي احتشدت في مدرجات ملعب دي فرانس بالعاصمة الفرنسية باريس. وفي الوقت الذي تقاسم الفريقان السيطرة في الشوط الأول، إلا أن الشوط الثاني شهد سيطرة شبه تامة من جانب المنتخب البرازيلي. وبادر منتخب فرنسا بالتسجيل في الدقيقة 22 عبر مدافعه رافاييل فاران بضربة رأس متقنة، قبل أن يتعادل أوسكار لمصلحة البرازيل في الدقيقة 40 لينتهي الشوط الأول بالتعادل بهدف لكل منهما. وتواصلت الإثارة في الشوط الثاني، بعدما أضاف نيمار دا سيلفا الهدف الثاني لمنتخب البرازيل في الدقيقة 57، ليسجل نجم برشلونة الأسباني هدفه الثالث والأربعين خلال مسيرته مع منتخب السامبا، في ظل سعيه للتفوق على بيليه اسطورة كرة القدم في العالم الذي يحمل لقب الهداف التاريخي لمنتخب البرازيل. وبينما كثف منتخب فرنسا من هجماته بغية إدراك التعادل، أطلق لويس جوستافو رصاصة الرحمة على الجماهير الفرنسية التي كانت تأمل في تعديل النتيجة بعدما سجل الهدف الثالث لمنتخب البرازيل في الدقيقة 69 بضربة رأس رائعة. ورد المنتخب البرازيلي بتلك النتيجة اعتباره من خسارته المذلة بثلاثية بيضاء أمام نظيره الفرنسي على نفس الملعب في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم عام 1998، ليلحق الخسارة الأولى بمنتخب الديوك منذ مشاركته في بطولة كأس العالم الماضية. وأوقف منتخب البرازيل بذلك قطار انتصارات المنتخب الفرنسي الذي فاز في مبارياته الستة الأخيرة منذ خسارته صفر/ 1 أمام ألمانيا في دور الثمانية بالمونديال الأخير الذي أقيم بالبرازيل العام الماضي. كما واصل منتخب السامبا تألقه اللافت تحت قيادة مديره الفني دونجا، الذي عاد لتدريب الفريق للمرة الثانية خلفا للمدرب السابق لويز فيليبي سكولاري بعدما حقق انتصاره السابع على التوالي. وشهدت المباراة الظهور الأول للاعب الجزائري الأصل نبيل فقير بقميص المنتخب الفرنسي. وتأتي تلك المباراة في إطار استعدادات منتخب فرنسا لاستضافة نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) في العام المقبل، فيما يستعد المنتخب البرازيلي للمشاركة في بطولة أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) في الصيف القادم. بدأت المباراة بمرحلة جس النبض حيث تبادل كلا المنتخبين السيطرة على منتصف الملعب، قبل أن يهدر كريم بنزيمة فرصة مؤكدة للمنتخب الفرنسي في الدقيقة الثامنة بعدما نفذ ماثيو فالبوينا ركلة ركنية من الناحية اليسرى، قابلها رافاييل فاران برأسه لتصل إلى بنزيمة الخالي من الرقابة ليسدد الكرة برأسه مباشرة ولكن أبعدها جيفرسون حارس مرمى البرازيل ببراعة إلى ركلة ركنية. وجاء رد المنتخب البرازيلي في الدقيقة 20 بعدما قاد أوسكار دوس سانتوس هجمة مرتدة ليمرر كرة أمامية إلى نيمار الذي مر بالكرة حتى وصل بها إلى منطقة الجزاء، قبل أن يسددها على يسار ستيف مانداندا حارس مرمى فرنسا الذي أبعدها بصعوبة. ولم تمر سوى دقيقة واحدة حتى سجل فاران الهدف الأول لفرنسا بعدما تابع الركلة الركنية التي نفذها فالبوينا من الناحية اليسرى ليرتقي فوق الجميع ويضع الكرة برأسه على يسار جيفرسون داخل الشباك. بدا الارتباك واضحا على أداء المنتخب البرازيلي في الوقت الذي حافظ فيه منتخب فرنسا على اندفاعه الهجومي. بمرور الوقت استعادت البرازيل اتزانها مرة أخرى وسدد روبيرتو فيرمينو تصويبة قوية من مسافة بعيدة المدى في الدقيقة 30 على يمين مانداندا الذي أبعدها إلى ركلة ركنية. وترجم المنتخب البرازيلي سيطرته على منتصف الملعب بعدما سجل هدف التعادل في الدقيقة 40 عبر أوسكار الذي تابع تمريرة فيرمينو البينية ليسدد الكرة مباشرة داخل المرمى رغم مضايقة مامادو ساخو مدافع المنتخب الفرنسي. انخفضت معنويات منتخب فرنسا عقب هدف أوسكار مما أعطى الفرصة لمنتخب البرازيل لإحكام سيطرته على مجريات اللعب خلال الفترة المتبقية من الشوط الأول. وطالب لاعبو البرازيل باحتساب ركلة جزاء بعدما لمست الكرة يد ساخو داخل منطقة جزائه في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول إلا أن الحكم الإيطالي نيكولا ريتزولي الذي أدار المباراة أشار باستمرار اللعب لينتهي الشوط بالتعادل 1/1. بدأ الشوط الثاني في ظل أفضلية لمصلحة المنتخب البرازيلي في الوقت الذي تراجعت فيه فرنسا للدفاع. وأعطى التراجع الدفاعي لفرنسا الفرصة للنجم نيمار لتسجيل الهدف الثاني للبرازيل في الدقيقة 57، بعدما تلقى تمريرة بينية من ويليان ليسدد لاعب برشلونة الأسباني الكرة مباشرة بقدمه اليسرى على يمين مانداندا داخل المرمى. ولم يكن هناك بديلا أمام فرنسا سوى معاودة الهجوم مرة أخرى بغية إحراز هدف التعادل، وأهدر موسى سيسوكو فرصة مؤكدة في الدقيقة 59 بعدما تلقى تمريرة عرضية من الناحية اليمنى تعدت الجميع لتصل الكرة إلى اللاعب الأسمر الذي سدد الكرة برعونة ليبعدها جيفرسون عن مرماه في الوقت المناسب. ولم تمر سوى دقيقة واحدة حتى أهدر بنزيمة فرصة أخرى بعدما تسلم تمريرة عرضية متقنة من الناحية اليسرى داخل منطقة الجزاء وهو خال من الرقابة ولكنه سدد الكرة دون تركيز ليطيح بها إلى خارج الملعب. وحاول أنتوان جريزمان التسديد من مسافة بعيدة في الدقيقة 63، ولكن أبعدها جيفرسون باقتدار بقبضة يده إلى ركلة ركنية. أسرع المنتخب الفرنسي من وتيرة اللعب وبدأ في محاصرة البرازيل في منطقة جزائها، بينما اعتمد منتخب السامبا على سلاح الهجمات المرتدة التي أهدر من خلالها أوسكار فرصة تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 68 بعدما تلقى تمريرة من نيمار ليسدد الكرة مباشرة من على حدود المنطقة على يسار مانداندا الذي حولها إلى ركلة ركنية. وحملت الركلة الركنية البشرى لمنتخب البرازيل بعدما سجل من خلالها لويس جوستافو الهدف الثالث للضيوف بضربة رأس قوية وضع من خلالها الكرة على يمين مانداندا الذي حاول إبعادها دون جدوى لتسكن الشباك. وأضاع ويليان فرصة أخرى لتسجيل الهدف الرابع للبرازيل في الدقيقة 71 بعدما تلقى تمريرة أمامية ليسدد الكرة مباشرة على يمين مانداندا الذي أبعدها بقدمه إلى ركلة ركنية. هدأ إيقاع المباراة عقب هدف جوستافو، حيث انحصر اللعب في منتصف الملعب، ولم تشهد الدقائق المتبقية من اللقاء سوى تسديدة من على حدود المنطقة عبر اللاعب الجزائري الأصل نبيل فقير، في الدقيقة 88 ولكنها ابتعدت عن القائم الأيمن بقليل لينتهي اللقاء بفوز مستحق للمنتخب البرازيلي.