يجب تنقية النقابات الفنية من الدخلاء إتحاد النقابات الفنية للسيطرة على استقلالية النقابات ولا يفيد في شيء تحدث المخرج الكبير علي بدرخان في حوار خاص ل"محيط" عن المشاكل التي تواجه النقابات الفنية الثلاث، وبالأخص نقابة المهن السينمائية، مما جعل مواردها أقل بكثير مما يجب أن تحصل عليه، والذي يؤثر على مساعدتها لأعضائها. فإمكانات نقابة المهن السينمائية كما قال بدرخان، تتضمن موارد صندوق النقابة التي تتكون من: اشتراكات الأعضاء، وال 2.5 % من قيمة العقود التي يبرمها الأعضاء، و1% من عائدات الأفلام والمسلسلات التليفزيونية. والمشكلة في نظر بدرخان، أن عدد أعضاء النقابة 8000، يسدد العضو العامل مبلغ رفع أخيراً إلى 80 جنيه في العام، والذين يعملون منهم لا يتعدى 800، وهذا يقلل من قيمة ال2.5 %، هذا إضافة إلى أن الأعضاء العاملين في التليفزيون يسدد عنهم قيمة لا تمثل حقيقة ما يحصلون عليه من أجر وإمكانات. وهذا العدد الضئيل من العاملين الممارسين جاء نتيجة إدخال عدد كبير إلى النقابة غير ممارسين للعمل السينمائي أو التليفزيوني المنصوص عليه في القانون.. مجرد عدد كان يتم استخدامه في السيطرة على الجمعية العمومية عند التصويت للانتخاب أو لأخذ القرارات. ونأتي لموضوع 1% من عائدات الأفلام والمسلسلات التليفزيونية، وهذا الذي لم يفعل منذ إصدار القانون وحتى الآن لتراخي مجالس النقابات المتتالية وتعنت غرفة صناعة السينما والمنتجون. كما أن معاش النقابة لا يليق ولا يمكن أن يوفر حياة كريمة للفنان عند تقاعده، فحده الأقصى 500 جنيه. وأضاف بدرخان أن قيمة العلاج بالنسبة لموارد النقابة الفعلية يجعل له حدود لا يستطيع تخطيها، هذا إلى جانب أن عدد كبير من غير الممارسين والذين لا تنطبق عليهم شروط العضوية يستغلون التأمين الصحي في صرف أدوية وعلاج. والحل لهذه المشكلة ومشاكل كثيرة في النقابة هو تنقية الجداول من الدخلاء، كذلك لأن على الأعضاء أن يتفهموا أهمية وضرورة العمل النقابي لمستقبلهم الفني والحياتي لتطوير مجالات عملهم، ولا تقتصر نظرتهم للنقابة على إنها مجال لتحصيل بعض المكاسب أو للحصول على تصريح للعمل، ولكن يغيب الدور التضامني والتعاوني بين الأعضاء لتوفير ظروف عمل ومعيشة أفضل. اعتصام الثمانينيات أما بالنسبة لاعتصام الفنانين في الثمانينيات فقال بدرحان أنه كان احتجاجا على إصدار القانون 103 المشبوه، الذي صدر من دون علم الجمعيات العمومية للنقابات الفنية الثلاث، والذي ابتكر كيان إتحاد النقابات الفنية لينسق بين أعمال الثلاث نقابات، ويقوم بتحصيل ال1% من عائدات المنتجات الفنية والموسيقية والتمثيلية والسينمائية والتليفزيونية، ويقوم بتقسيم هذه المبالغ على النقابات الثلاث، وفي مقابل ذلك يحصل على نسبة من هذه العائدات لمصروفاته، إلا أنه حتى اليوم يحصل الإتحاد على أموال من النقابات ولا يقدم لها أي شيء، وهذا الإتحاد كان قد ابتدع ليشرف على الانتخابات في النقابات الفنية الثلاث، لمزيد من التدخل والسيطرة على استقلالية النقابات. حق الأداء العلني واعتبر بدرحان أن حق الأداء العلني هو الحق الضائع على الكثير من الفنانين، والذي يمثل ضمانة وعائد لهم؛ حيث أنه يستوجب أن يشترك النقابات الفنية الثلاث أو الدولة ممثلة في وزارة الثقافة في الاتحادات الدولية ليمكن متابعة أعمال الفنانين المصريين في الخارج، وتحصيل حق الأداء العلني عنهم.. وتمر الأيام والسنين ولا شيء يتحقق رغم تكرار المطالبة بذلك.. ونأمل أن يتحقق هذا الحلم الذي بات صعب المنال. وبسؤال بدرخان عن كيف تسرب هؤلاء الأعضاء إلى داخل النقابة قال: "من تسرب إلى داخل النقابة كان عن طريق المجالس السابقة بهدف السيطرة -كما أوضحت سابقا- على الجمعيات العمومية وتوجيهها حسب ما يريد المسئولين، ولإسكات أي صوت حق حر يطالب بالتعديل أو الحقوق، هذا تم رغم أن هناك في القانون شروط يجب توافرها في أوراق طلب العضوية لا توفر في الكثير من ملفات هذه الفئات الدخيلة، كما أن هناك اختبار لقياس مدى الكفاءة ولكن ذلك لم يتم.. ولو تم الآن فإن أكثر من ربع الأعضاء سوف يثبت عدم كفاءتهم، وأن ملفاتهم بلا مستندات تدل على الدراسة العليا كما هو وارد في القانون". أما عن محاولة إنشاء نقابات مستقلة فقال بدرخان أنها كيان وارد ومعمول به في الكثير من دول العالم.. فمفهوم النقابة أن أهل مهنة معينة يتفقون معاً للمشاركة والتضامن والتعاون من أجل توفير حياة أفضل مهنية ومعيشية لأعضائها وأسرهم.. وليس للنقابة أن تجبر أحد على عضويتها، وليس للنقابة أن تمنع أحد من العمل؛ فالعمل حق من حقوق الإنسان مادام قد حصل على ما يؤهله لممارسة هذا العمل. وقارن بدرخان في آخر حواره بين السينما اليوم والسينما في الماضي قائلا: "في الماضي كان السينمائيون يحبون عملهم ويسعون لتطويره والارتقاء به، حتى أنهم كانوا في ظل نادي السينمائيين يجتمعون بشكل دائم لمناقشة أعمال بعضهم البعض، ويسهم كل منهم في تطوير أعمال زميل آخر، كان الجميع يخدمون هذا الفن بحب؛ لذلك خرجت أعمال متميزة. أما اليوم فالصراع على فرص العمل أفقد السينمائيين هذا الجانب، وهذا لا يعني أن السينما اليوم أقل منها عن الماضي القريب، بل بالعكس هناك تطور ملحوظ في مستوى التصوير والمونتاج والصوت والإخراج والتمثيل".