نجحت بعثة جامعة بنسلفانيا بالتعاون مع وزارة الآثار في التوصل إلى حقائق أثرية مهمة تفيد بأن سبب وفاة الملك سنب كاي مؤسس الأسرة السادسة عشر من عصر الانتقال الثاني، هو هجوم شرس تعرض له خلال أحد المعارك تسبب في إصابته بعديد من الجروح التي أودت بحياته، صرح بذلك د. ممدوح الدماطي وزير الآثار، موضحا أن البعثة توصلت إلى هذه النتائج من خلال الدراسة المبدئية التي أجرتها على الهيكل العظمي للملك والذي تم العثور عليه داخل مقبرته المكتشفة على يد البعثة في العام الماضي بمنطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج. أشار د. الدماطي إلى أن الدراسات المبدئية على الهيكل أظهرت ثمانية عشر جرح اخترق عظام الملك، بالإضافة إلى قطوع رأسية بأقدامه وكاحليه والجزء السفلي من الظهر، إلى جانب عديد من الضربات بالجمجمة ما يرجح وفاة الملك أثناء احد المعارك المصرية القديمة، وأضاف أن الدراسات أفادت أيضا أن الملك توفى في سن مبكرة تتراوح ما بين 35 و 49 عاما على أكثر تقدير. من جانبه قال جوزيف وجنر رئيس بعثة جامعة بنسلفانيا العاملة بأبيدوس أن الإصابات الظاهرة على الهيكل تشير إلى أن واقعة وفاة الملك كانت قاسية إلى درجة كبيرة، لافتا إلى أن الضربات الظاهرة بالجمجمة تحديدا توضح قياسات الفؤوس المستخدمة في تلك المعركة والتي تميز بها عصر الانتقال الثاني . كما أشارت د. ماريا روسادو عضو فريق العمل إلى أن زاوية واتجاه جروح الملك ترجح أنه كان في مكان مرتفع عند إصابته، كما تشير إلى أنه كان على مقربة من مهاجميه لحظة وقوع الحادث، وأضافت أن الضربات التي وجهت إلى كاحلي الملك وأقدامه والجزء السفلي من الظهر توضح بدرجة كبيرة الطريقة التي استطاع من خلالها مهاجميه إسقاطه على الأرض، كما يتضح أنه قد قتل على مسافة كبيرة من مقر إقامته وهو ما يظهر من خلال جسد الملك والذي يبدو أنه حُنط بعد فترة كبيرة من وفاته. وأضاف د. جين هيل عضو فريق العمل أنه من المرجح أن الملك كان يمتطي جوادا أو ربما عجلته الحربية حينما سقط قتيلا، حيث بدأ مهاجميه بضربه عند أسفل الظهر ثم ضربه على كاحليه ثم الأقدام حتى أسقطوه على أرض، حتى تمكنوا من القضاء عليه من خلال ضربات فئوسهم المتتالية على الجمجمة، لافتا إلى أنه على الرغم من أن استخدام الخيول في القتال لم يكن شائعا إلا أن المصريين اظهروا كفاءتهم في ركوب الخيل أثناء عصر الانتقال الثاني، وهو ما يدفعنا إلى الاحتمال فيما لعبته الخيول من دورا بارزا في التحركات الحربية أثناء هذه الفترة حتى قبل التطور الكامل لتقنية العجلة الحربية في مصر القديمة. وقال د. يوسف خليفة رئيس قطاع الآثار المصرية أن الدراسات أفادت أيضا بأن طول الملك يتراوح ما بين 172 وحتى 182 سم، كما أن عظام الحوض والأرجل تدلل على أنه كان فارسا يكثر من ركوب الخيل، مشيرا إلى أنه من غير الواضح حتى الآن إن كان الملك قد توفى في معركة ضد الهكسوس الذين سيطروا على مصر الشمالية في تلك الفترة من عدمه، معلقا ً بأنه في حالة إثبات ذلك من خلال الدراسات المستقبلية سيكون "سنب كاي" هو أول الملوك الأبطال المعرفين لدينا اللذين قتلوا في سبيل تحرير مصر من الهكسوس الغزاة، ومن بعده يأتي الملك سقنن رع مؤسس الأسرة السابعة عشر وجد الملك أحمس طارد الهكسوس . من جانبه أوضح جمال عبد الناصر مدير عام آثار سوهاج أن الملك سنب كاي ورد ذكره في بردية التورين باسم "وسر رع "، وهو ينتمي إلي أسرة أبيدوس وهي أسرة وطنية محلية حكمت إلى جانب الأسرة الطيبية ولكنها لم تستمر طويلا 1650- 1600 ق.م كما أن هؤلاء الملوك كانوا معاصرين للحكام الهكسوس في تلك الفترة من تاريخ مصر.