السكتة الدماغية.. السبب الأول لحدوث الإعاقة لدى البالغين.. والسبب الثالث للوفاة 2 في العالم تعتبر السكتة الدماغية السبب الأول لحدوث الإعاقة لدى البالغين، والسبب الثالث للوفاة 2 في العالم، ما يؤدي بدوره إلى تأثيرات سلبية هائلة سواءً على المرضى أو أسرهم أو المجتمعات التي يعيشون فيها. وتشير التوقعات إلى تضاعف حالات الوفاة الناجمة عنها تقريباً مع حلول عام 2030، لتصبح السكتات الدماغية تدريجياً مشكلة صحية خطيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي هذا الإطار، باتت الحاجة ماسة لوضع استراتيجيات ترتقي بمستوى رعاية مرضى السكتة الدماغية في المنطقة. وقال الدكتور حسام صلاح أحمد مراد، رئيس وحدة السكتة الدماغية بمستشفى السلام الدولي ووحدة مستشفى المنيل التخصصي في القصر العيني بجامعة القاهرة، إن أنماط الحياة والعادات الغذائية عوامل لها صلة مباشرة بالسكتة الدماغية وانتشارها وأنواعها والعبء الذي يشكله المرض. ولكن في مصر يعد معدل انتشار السكتة الدماغية عالياً، حيث يبلغ المعدل الإجمالي 963 من كل مائة ألف نسمة. وتمثل السرعة في اتخاذ التدابير العلاجية الملائمة عاملاً حاسماً في حالات الإصابة بالسكتة الدماغية. وفي إطار مبادرة إقليمية جديدة أطلقتها "بوهرنجر إنجلهايم" تحت شعار "لأن ثانية واحدة قد تجنبك مضاعفات السكتة الدماغية"، بدأت الشركة بالتعاون مع المتخصصين في مجال علاج السكتة الدماغية وأطباء الأعصاب في المنطقة بتنفيذ برنامج خاص بمعالجة السكتة الدماغية يهدف إلى توفير سبل الرعاية السريعة والدقيقة للحالات الحادة في كافة أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ولبنان. وتسعى مبادرة علاج السكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية تتلخص بمجملها في العمل على تقليص الفترة الفاصلة بين وصول المريض إلى المستشفى، والبدء بتلقي العلاج. ودعم إنشاء وحدات خاصة لمعالجة حالات السكتة الدماغية في المستشفيات، ما يتيح قدراً أكبر من السرعة في التعامل مع الحالات وتحسين نتائج علاج المرضى. في حين يتمثل أبرز أهداف المبادرة في العمل على رفع مستوى الوعي بين صفوف أفراد المجتمع والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية حول أعراض السكتة الدماغية وكيفية الإدارة السليمة لحالات السكتة الدماغية. وتتركز جهود مبادرة علاج السكتة الدماغية على تزويد الأطباء والمتخصصين إلى جانب فنيي الأشعة والممرضين وغيرهم من فريق العمل المعاونين، بالمعرفة التقنية الخاصة ببروتوكول وحدة معالجة السكتة الدماغية. كما يشمل ذلك توفير المواد العملية اللازمة لصقل مهارات الطاقم الطبي وتعزيز قدراته، ومراجعة عملية تصديق وحدات معالجة السكتات الدماغية، بالإضافة إلى الحفاظ على تزويد المستشفيات المحددة في كافة أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمواد العلمية ذات الصلة بصورة دائمة ومستمرة. وتضم وحدة معالجة السكتة الدماغية أجهزة تقنية فائقة وفريق متعدد التخصصات يتولى مهمة معالجة مرضى السكتة الدماغية والإشراف عليهم منذ لحظة دخولهم المستشفى. ويسهم إنشاء هذا النوع من الوحدات ضمن المستشفيات في خفض معدلات الوفيات، والحد من المضاعفات الناجمة عن الإصابة بالسكتات الدماغية، وسيتم اعتماد المستشفيات المشاركة في المبادرة من قبل الجمعية الألمانية للسكتة الدماغية والتي ستقوم بدورها في مساعدة باقي المستشفيات في الدولة، لإنشاء مراكز متميزة لمعالجة حالات السكتة الدماغية. ومن جانبه، قال الدكتور سهيل عبد الله الركن، استشاري الأعصاب وأخصائي السكتة الدماغية بمستشفى راشد التابع لهيئة الصحة بدبي والذي يضم أول مركز معتمد متخصص في معالجة السكتة الدماغية: "قمنا بإطلاق مركز علاج السكتة الدماغية في دولة الإمارات خلال العام السابق، وشهدنا النجاح الكبير الذي حققه حتى الآن في خفض معدلات وفيات مرضى السكتة الدماغية. فكلما طالت الفترة الفاصلة بين حدوث السكتة الدماغية ومعالجتها، ازدادت فرص الإصابة بالتلف الدماغي الناجم عنها. ويسهم التدخل الطبي الفوري عقب ظهور أعراض السكتة مباشرة في تحسين فرص بقاء المرضى على قيد الحياة ويزيد من فعالية إعادة تأهيليهم". وأضاف أن المبادرة تهدف إلى علاج السكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإنشاء وحدات متخصصة ضمن المستشفيات لمعالجة حالات السكتة الدماغية، ما سيسهم في تقليل الأعباء المرتبطة بالإعاقات الناجمة عن السكتات الدماغية ضمن مجتمعاتنا، وذلك عبر تحسين مستوى وسرعة الفريق الطبي وقدرته على توفير الرعاية الصحية الملائمة. أعراض السكتة الدماغية على الرغم من أن الشعور بالوهن والضعف في الوجه أو إحدى الذراعين أو صعوبة الكلام وتداخله تعتبر الأعراض الأكثر شيوعاً للإصابة بالسكتة الدماغية، إلا أنها ليست الأعراض الوحيدة التي قد تظهر على المريض. وتشمل الأعراض الأخرى ظهور علامة أو أكثر من العلامات التالية: - الشعور بالوهن أو الخدر أو الشلل في الوجه أو الذراع أو الساق على أحد جانبي الجسم أو كليهما. - عدم القدرة على الكلام أو فهم ما يقوله الناس. - الشعور بالدوار أو فقدان التوازن أو السقوط على الأرض دون سبب واضح. - عدم القدرة على الرؤية أو ظهور غشاوة مفاجئة عليها أو ضعفها في إحدى العينين أو كلتيهما. - الشعور بصداع حاد ومفاجئ أو حدوث تغير في وتيرته دون سبب واضح. - صعوبة في البلع. ما هى الأعراض؟.. وكيف يمكنك التصرف؟ هل هناك ارتخاء في أحد جانبي الوجه؟ في هذه الحالة اطلب من الشخص أن يبتسم. هل هناك شعور بالوهن والخدر في إحدى الذراعين؟ اطلب من الشخص أن يرفع ذراعيه للأعلى. هل تعاود إحدى ذراعيه السقوط باتجاه الأسفل؟ هل هناك صعوبة أو تداخل في الكلام؟ اطلب من الشخص أن يكرر جملة واحدة. هل يقوم بتكرارها بالشكل الصحيح؟ ويؤكد الأطباء أن الوقت عامل حاسم في المحافظة على الدماغ، فضياعه يعني تلف خلايا الدماغ. وفي حال ظهور إحدى هذه الأعراض على الشخص، يتوجب عليه التوجه فوراً إلى أقرب مستشفى مجهز بأجهزة التصوير.