سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرجفان الأذينى المسبب الرئيسى للسكتات الدماغية.. يميت الخلايا بسرعة.. ويعانى منه أكثر من 6 ملايين.. كبار السن ومرضى الضغط والسكرى والقلب الأكثر عرضة له.. مضادات الفيتامينات (VKAs) تخفض حدوثه
"اضطراب فى كهربة القلب" هكذا يسميه الجميع، ويطلق عليه الأطباء "الرجفان الأذينى"، وتكمن خطورته فى أنه يسبب الإصابة بالسكتات الدماغية، التى تؤدى إما العجز الكلى، أو الوفاة. أوضح الدكتور إيهاب عطية أستاذ أمراض القلب بجامعة عين شمس، والأمين العام لمجموعة العمل الخاصة بالطب الوقائى بالجمعية المصرية لأمراض القلب، أن القلب بصورة طبيعية يصدر ذبذبات أو كهربة، ويصدرها الأذين، كى ينقبض انقباضة واحدة ليفرز الدم إلى البطين، ثم إلى باقى أجهزة الجسم، وتستهدف تلك الذبذبات أيضا منع ركود الدم فى القلب، أى تحمى القلب من حدوث الجلطات. وأشار إلى أنه فى حالة الإصابة بالرجفان الأذينى، يحدث اضطراب فى عملية الانقباض، فلا يستطيع الأذين ضخ الدم بشكل طبيعى إلى المخ، وبالتالى يحدث ركود فى الدم، مما يسبب حدوث الجلطات وغالبا ما تحدث الجلطات فى الشرايين المغذية للمخ، مما يؤدى للإصابة بالسكتات الدماغية. وأكدت الدراسات أن الرجفان الأذينى، هو مرض شائع جداً فى العالم ويعانى منه أكثر من 6 ملايين شخص فى أوروبا، و5.1 مليون شخص فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأكثر من 800.000 شخص فى اليابان. وأضاف دكتور إيهاب، أن السكتات الدماغية تعد أحد أخطر مضاعفات الرجفان الأذينى، حيث تفقد فيها الدماغ وظائفها بصورة سريعة، وتحدث السكتة الدماغية بسبب نقص فى كمية الدم الواصل إلى الدماغ، إما بسبب تجلط الدم أو حدوث النزيف، مما يؤدى إلى موت الخلايا الدماغية بسرعة، الأمر الذى من شأنه أن يؤدى إلى شلل حركى بشكل حاد، أو فقدان القدرة على الكلام أو الرؤية، وقد تصبح الحالة دائمة، وقد تؤدى للوفاة. وبين أنه يمكن أن تصنف السكتات الدماغية إلى نوعين رئيسيين، هما السكتة الدماغية الناتجة عن الاحتباس الدموى، وتحدث بسبب انقطاع وصول الدم، وسبب ذلك انسداد شريانى، والسكتة الدماغية الناتجة عن النزف، ويحدث ذلك بسبب تمزق وعاء دموى، مما يؤدى إلى النزف داخل الدماغ. وقال إن السكتة الدماغية أياً كان سببها، تعد ثانى أكبر سبب للوفاة حول العالم، والسكتة الدماغية مسئولة عن وفاة 5 ملايين شخص كل عام، فضلا عن كونها أيضاً سبب مباشر للإعاقة الدائمة بين الأشخاص البالغين فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشار إلى أن السكتة الدماغية المتعلقة بالرجفان الأذينى، قد تؤدى إلى الوفاة، وهى سبب رئيسى لأعباء ثقيلة تتطلب الرعاية الصحية، ويعتبر الرجفان الأذينى هو المسئول عن حوالى 1 من 5 سكتات دماغية سببها نقص وصول الدم للمخ، مضيفا أن المرضى الذين يعانون من الرجفان الأذينى، معرضين لاحتمال حدوث السكتة الدماغية لديهم بأكثر من خمسة مرات، مقارنة مع الأشخاص العاديين بشكل عام. وأكد أن مخاطر حدوث السكتة الدماغية لدى مرضى الرجفان الأذينى، تزداد مع تقدم السن، إضافة إلى عوامل أخرى، كارتفاع ضغط الدم، جلطات دماغية سابقة، مرض السكرى، مشيرا إلى أن السكتات الدماغية المتعلقة بالرجفان الأذينى تعتبر أكثر حدة، وتسبب الإعاقة لأكثر من نصف المرضى، وتسبب نتائج أسوأ من السكتات التى تصيب المرضى الذين لا يعانون من الرجفان الأذينى السكتة الدماغية المتعلقة بالرجفان الأذينى، مرتبطة أيضاً باحتمال حدوث الوفاة بنسبة 50% خلال عام واحد. وجدير بالذكر، أن أعباء السكتة الدماغية المرتبطة بالرجفان الأذينى من المحتمل أن تصبح أكثر وضوحاً فى السنوات القادمة لأن التوقعات تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذينى مرشح للزيادة بحوالى 2.5 ضعف بحلول عام 2050، وذلك بسبب زيادة معدل الأعمار، وكذلك بسبب زيادة نسبة البقاء على قيد الحياة، بعد الإصابة بالأمراض التى قد تزيد من احتمالية الإصابة بالرجفان الأذينى، مثل السكتة القلبية. وأشارت التوصيات العلمية الحالية المبنية على الدراسات السريرية، إلى أن الدواء المانع للتجلط، والذى يتم تناوله عن طريق الفم هو حجر الأساس لتجنب حدوث السكتة الدماغية، حيث إن الأدوية المعروفة باسم مضادات الفيتامينات (VKAs) التى تساهم فى خفض تجلط الدم تعتبر المقياس الحالى للرعاية الطبية بخصوص هذا المرض. وأكدت أن الأدوية المعروفة باسم مضادات الفيتامينات، أثبتت فاعليتها فى خفض خطر حدوث السكتة الدماغية بنسبة 64%، وعلى الرغم من هذه الفاعلية، فإن تقييدات الأدوية المعروفة باسم مضادات الفيتامينات (VKAs)، تقوض الجهود طويلة المدى فى حماية المرضى، الذين يعانون من الرجفان الأذينى من خطر التعرض للسكتة الدماغية. وأوضحت أنه عند تناول الأدوية المعروفة باسم مضادات الفيتامينات (VKAs)، قد تزداد نسبة منع التجلط لدى المريض بشكل زائد عن الحد، الأمر الذى من شأنه أن يؤدى إلى نزف الدم، أو قد ينقص منع التجلط لدى المريض بشكل زائد، وهذا من شأنه أن يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وأضافت التوصيات العلمية، أن حالياً حوالى 50% من المرضى الذين يعانون من الرجفان الأذينى ممن يمكنهم الحصول على العلاج باستخدام الأدوية المعروفة باسم مضادات الفيتامينات (VKAs)، لا يتلقون العلاج. إضافة لذلك، فقط 10% من مرضى الرجفان الأذينى الذين يعانون من السكتة الدماغية يتم منع التجلط لديهم بصورة مناسبة وقت دخولهم إلى المستشفى. وعن الوقاية، نصح دكتور إيهاب الفئات الأكثر عرضة للمرض وهم كبار السن، ومرضى الضغط والسكرى ومرضى القلب، بضرورة المتابعة مع الطبيب للتأكد من عدم وجود أى إضراب فى ذبذبات الأذين، وتناول أدوية مضادة للتجلط، لمنع حدوث التجلط فى المخ والقلب، ولكن يحذر من خطورة تناول تلك الأدوية بعدم حذر، حتى لا يتسبب ذلك فى حدوث سيولة بالدم، ويصاب الإنسان بالنزيف الذى قد يكون بنفس خطورة المرض، فالاتزان ومتابعة الطبيب هما الحل الأمثل للوقاية من المرض.