لم تكن عضوية البرلمان أو مجلس الشعب المصري حلما ًجديداً على أهل الفن، فتاريخ البرلمان المصري حافل بالعديد من الفنانين اللذين نجحوا في الوصول للقبة، بعضهم كان بانتخابات مباشرة مثل الفنانين حسين صدقي، وفايدة كامل، وحمدي أحمد، وبالتعيين في حالة الفنانين محمود المليجي، ومحمد عبدالوهاب، وأمينة رزق، ومديحة يسري. واستعداداً للانتخابات البرلمانية المرتقبة، قرر عدد من نجوم الفن والسينما الدخول في السباق الانتخابي والترشح للانتخابات الأولى بعد خارطة طريق 30 يونيو المزمع أن تبدأ المرحلة الأولى منها يومي 21 و22 مارس 2015 خارج مصر، ويومي 22 و23 مارس لإجراء الانتخابات داخل البلاد. جاء على رأس قائمة الفنانين اللذين أعلنوا ترشحهم بالفعل الفنان مصطفى كامل والفنانة هند عاكف والمخرج السينمائي خالد يوسف والراقصة سما المصري وتيسير فهمي والممثل حمدي الوزير. وبنظرة إلى تاريخ الظاهر فيعتبر حسين صدقي هو فنان ينجح في الوصول لقبة البرلمان بالانتخاب المباشر عام 1961 الذي يسمى في ذاك الوقت مجلس الأمة. وبالرغم من أن البرلمان تم حله العام التالي إلا أن صدقي عرف عنه، محاولة حل مشاكل أهل دائرته. ورفض صدقي الترشح للبرلمان مرة أخرى، لأن المسئولين رفضوا المشروعات التي كان يطالب بتنفيذها ومنها مشروع لمنع الخمور في مصر. أما فايدة كامل فكانت أول فنانة تدخل البرلمان عن الحزب الوطني المنحل عن دائرة حي الخليفة، وقد ترأست لجنة الثقافة والإعلام والسياحة في المجلس. تفرغت "كامل" للعمل البرلماني وكانت زوجة وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل واحتفظت بكرسي البرلمان لمدة 34 عاماً متواصلة حتى انتخابات 2005. أما الفنان حمدي احمد فقد انتخب عضواً في مجلس الشعب عام 1979 عن دائرة بولاق، عن حزب العمل الاشتراكي المعارض في الفترة من 1979 إلى 1984، لكنه لم ينجح عن نفس الدائرة في الانتخابات التالية. وطلب صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق والقيادي الأبرز بالحزب الوطني المنحل من الفنان حمدي أحمد الانضمام للحزب الحاكم، ولكنه رفض وقتها مما تسبب في عداوات بينهما. فيما تم اختار الرئيس الراحل أنور السادات الفنان محمود المليجي ليكون عضواً في مجلس الشورى عام 1980، كما اختار السادات الفنان محمد عبدالوهاب كعضو بالشورى عام 1983 بعد وفاة محمود المليجي. أما الرئيس الأسبق حسني مبارك، فقد اختار الفنانة أمينة رزق عام 1991 لتكون عضواً في مجلس الشورى، وكذلك اختار الفنانة مديحة يسري لتكون عضواً بالمجلس نفسه عام 1998. ويرى مراقبون أن تعيين السادات لبعض رموز الفن في عضوية المجلس كان للديكور الديمقراطي في ذاك الوقت، فقد آثر الرئيس الرحل أن يضم المجلس أطيافاً مختلفة بجانب السياسيين، كالفنان محمود المليجي ومحمد عبدالوهاب. وقد يكون ذلك الاختيار تقديراً للتاريخ الفني الطويل كما كان الحال مع الفنانة أمينة رزق التي اختارها مبارك، وعرف عنها اهتمامها بالمجال العام، وكانت قد قدمت استجواباً لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني عن حالة المسرح الذي لا يصدر الفن الراقي للخارج. على الجانب الآخر، يرى بعض الفنانون اللذين ينون الترشح للبرلمان المقبل، أن الفن جزء أصيل من ثقافة المجتمع المصري لابد ممن يمثله في البرلمان، ناهيك عن المواقف السياسية التي عرفت عن بعضهم. فقد شارك المخرج السينمائي خالد يوسف في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وقام بتصوير المظاهرات يوم 30 يونيو بطائرة هيلوكوبتر عسكرية، وكان من أشد الداعمين لها. وظهرت اهتماماته السياسية في بعض أفلامه التي تناولت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. وهناك من يسعى من خلال ترشحه "لخدمة الوطن والدفاع عن القضايا القومية ومناقشة ووضع القوانين التي يحتاجها المجتمع ورقابة أداء الحكومة وتقديم استجوابات للوزراء المقصرين ومناقشة الميزانية العامة للدولة" - كما صرحت الفنانة هند عاكف لوسائل إعلامية. ردود أفعال ساخرة: تناول بعض الإعلاميين السخرية من ترشح بعض الفنانين كما هو الحال مع سما المصري، ومنهم الإعلامي تامر أمين مقدم البرامج بالتلفزيون المصري الذي قال "اسكتوا مش سما المصري فعلا هتترشح وأنا كنت فاكرها بتهزر". أما صفحات التواصل الاجتماعي فقد اهتمت هي الأخرى بخبر ترشح "المصري" للبرلمان، وتناول النشطاء خبر ترشحها بالضحك والسخرية.