اكد القادة وزعماء الدول الافريقية كافة المجتمعون باديس ابابا على رفضهم للارهاب الذى بات يهدد معظم البلدان ليبعثوا برسالة حاسمة الى العالم اجمع بان القارة السمراء تتحد فى مواجهة الارهاب الاسود الذى يهدد السلم والامن والاستقرار وكذا التنمية. وتتزامن القمة الأفريقية فى دورتها الرابعة والعشرين والتى تختتم اعمالها فى وقت لاحق اليوم السبت مع مواجهة القارة لتحديات جمة مع تفاقم التهديدات الامنية التى تجسدها الجماعات الارهابية والمتطرفة فى عدد من الدول وعلى راسها ليبيا ونيجيريا والصومال وافريقيا الوسطى ومالى. كما جاءت الهجمات الارهابية التى وقعت امس الاول الخميس بشمال سيناء لتلقى ايضا بظلالها على اعمال القمة ليسود مناخ من الحزن المختلط بالغضب على الارواح التى أزهقت بايدى الارهاب الاسود الذى لا يعرف دينا ولا وطنا.. حزن وغضب عكسته الكلمات التى القاها رؤساء الوفود على مدى انعقاد القمة اليوم وامس وكذا التصريحات التى ادلى بها معظمهم على هامش الاعمال. فبخلاف ما تشكله جماعة "بوكو حرام" الارهابية فى نيجيريا وتوسع اعمالها لتطل براسها ايضا على الجارة الكاميرون.. تاتى ايضا الجماعات الارهابية والمتطرفة التى انتشرت فى ليبيا ومن بينها تنظيم داعش الارهابى الى جانب جماعة الشباب الصومالية والجماعات الاخرى المنتشرة فى مالى. القمة الإفريقية اصدرت رسالة حاسمة ضد الإرهاب الظلامى الذي يتستر وراء الدين وبات يضرب أنحاء مختلفة من القارة الإفريقية بانه لا تهاون مع الارهاب او من يقومون به وان افريقيا تتضامن مع دولها التى يستهدفها الارهاب وسوف تتعاون مع المجتمع الدولى للقضاء عليه.. ومن المنتظر أن يصدر عن القمة بشكل خاص قرار حاسم فيما يخص حركة "بوكو حرام" الإرهابية شمال نيجيريا والتي صعّدت من أعمالها الإرهابية وبدأت تتوغل من الغرب باتجاه وسط إفريقيا بارسال قوات لشمال نيجريا لمنع هجمات بوكو حرام الارهابية. ويأتى هذا التحرك الإفريقى في مواجهة قوى الإرهاب بالقارة انعكاسًا لما شهدته جلسات يوم أمس من غضب عبّر عنه القادة الأفارقة وإجماعهم على ضرورة أن يكون هناك موقف إفريقى واضح يعكس التضامن ضد الإرهاب وضرورة تضافر جهود الاتحاد الإفريقى مع جهود المجتمع الدولى لمواجهته. واكدت القادة الافارقة ضرورة أن تكون مقاومة الإرهاب مقاومة شاملة، تتعلق بمحاربة كافة التنظيمات الإرهابية التى تقوم بأنشطتها على مستوى القارة.. هذا ما أكد عليه وزير الخارجية، سامح شكرى اليوم أمام قمة الاتحاد الإفريقى المنعقدة بأديس أبابا، تعليقا على تقرير مفوض السلم والأمن الإفريقى فى استعراض النزاعات القائمة فى القارة الأفريقية، وما تواجهه من تحديات مختلفة، وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب. وتناول وزير الخارجية، فى كلمته، الرؤية المصرية إزاء هذه النزاعات، خاصة فيما يتعلق بضرورة أن يتم التوصل إلى حلول من خلال الآليات الأفريقية المختلفة، وفى مقدمتها التى يقرها الاتحاد الإفريقى...كما طالب وزير الخارجية باعتبار مقاومة الإرهاب مقاومة شاملة من خلال تناول كافة التنظيمات الإرهابية العاملة على مستوى القارة، بتناول قضايا سياسية وثقافية تؤدى لهذه التنظيمات أن تعمل بحرية. وتطرق وزير الخارجية إلى ما يضطلع به الأزهر الشريف من دور حيوى مهم فى تصحيح المفاهيم المغلوطة التى تروج لها هذه المنظمات والمؤيدين لها. وأعرب شكرى عن أمله أن يتم خلال هذا التداول بالقمة الإفريقية فى توحيد للرؤى الإفريقية، والعمل على تنفيذ العمل المشترك للدراسات لهذه الأزمات وأيضا لمحاربة الإرهاب. الافارقة يجمعون على ان الارهاب لا يعرف حدودا، وهو ما عكسته كلمات اسماعيل شرقى، مفوض السلم والامن بالاتحاد الافريقى التى اكد من خلالها أن الارهاب ليس له حدود او مكان، ولابد للعالم كله من التكاتف لمواجهته. وأضاف ان افريقيا تستعد الان لارسال قوات للبلاد التى تواجه حركات ارهابية مثل حركة بوكوحرام فى نبيجيريا.. موضحا ان مواجهة الارهاب ليست مسئولية الاتحاد الافريقى وحده بل سوف نعمل مع الاممالمتحدة فالحرب على الارهاب ليست حربا افريقية .. بل للعالم كله. الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، المشارك فى اعمال القمة اكد ايضا إن "الإرهاب لا يعرف الحدود ويهدد جميع المناطق بالقارة الأفريقية، وإنه لايمكن تبرير الرعب والإرهاب"، مثمنا جميع جهود مكافحة الإرهاب. وأضاف بان كي مون أن "عام 2015 سيكون حاسمًا من حيث العمل الدولى من أجل تأمين الجميع"، مشيرًا إلى أنه "سيتم اعتماد برنامج تنموى جديد سيتم اعتماده خلال شهر سبتمبر المقبل". لم تخلو كلمات القادة الافارقة من كلمات مناهضة للارهاب ورافضة ان تستوطن تلك الجماعات المتطرفة فى القارة السمراء لتزهق ارواح الابرياء وتقوض الاستقرار والامن وجهود التنمية الاقتصادية. الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اكد فى كلمته امام القمة إن القارة الأفريقية تخوض اليوم حربًا ضد التنظيمات الإرهابية المتسترة بالدين، داعيًا إلى توحيد صفوف قواها الوطنية في الداخل والتحرك إقليميًا ودوليًا ضمن مقاربة متضامنة وحازمة. واعتبر قائد السبسي أن دعم أسس العمل المشترك وتكثيف التشاور أمران ضروريان للخروج من دائرة العنف التي تعيشها بعض بلدان القارة مثل ليبيا.. منبها إلى أن الارهاب خطر محدق بالجميع، وأنه ليست هناك دولة بمنأى عنه، وقال إن القضاء عليه من مسؤولية كل دول العالم، معربا عن تضامن تونس مع كل الدول التي تستهدفها الظاهرة الارهابية. الجزائر ايضا اكدت على معارضتها للارهاب حيث شدد الوزير الأول عبد المالك سلال ان الجزائر عازمة على المستويين الوطني والدولي للقضاء على الارهاب في افريقيا. وقال سلال ان " الجزائر رغم انها تدرك مدى صعوبة المهمة الا انها تبقى عازمة على المستوى الوطني والجهوي والدولي في اطار استراتيجية الاممالمتحدة لمكافحة الارهاب والاتحاد الافريقي للقضاء على افة الارهاب في قارتنا". كما اكدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، الدكتورة انكوسازنا دلاميني زوما، فى ادانتها الهجمات الإرهابية التي وقعت في شبه جزيرة سيناء أمس الأول الخميس، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات اكدت ان تلك الهجمات التي وقعت في شبه جزيرة سيناء، وكذلك الأعمال الإرهابية الأخرى في القارة، تركز على أهمية تعزيز العمل الأفريقي في مجال محاربة وباء الإرهاب في إطار آليات الاتحاد الافريقي والآليات الدولية المعنية. تصاعد وتيرة الارهاب فى القارة بات يوحد الافارقة فى مواجهة الآفة التى تهدد الامن والاستقرار وجهود التنمية مثلما كانت محاربة الاستعمار فى القرن الماضى موحدة لهم .. لتكون رسالة قمة اديس ابابا بحق حاسمة وهى " افريقيا ضد الارهاب" تنطلق من قلب الاتحاد الذى يتحدث بصوت 54 دولة .