تتوقف السيارة عند إشارة التوقف.. تنحدر عند المنعطفات.. لا تتمايل أو تهتز.. إنها سيارة "جوجل" التي تسير دون سائق وقد تمت تجربتها في شوارع ماونتن فيو الهادئة بوادي السليكون، حيث مقر شركة الإنترنت العملاقة. وتقوم السيارة بالتحكم ذاتياً بكبح السرعة في حالة الاحتياج لتقليلها، بالإضافة إلى ظبط الاتجاهات دون تدخل السائق، فهى لا تمتلك دواسة بنزين أو فرامل أو حتى المقود، فسيارة "جوجل" مختلفة عن جميع السيارات فهي تستطيع قيادة نفسها، لذا يقدم "محيط " لك عزيزي القارئ المزيد من مميزات السيارة خلال السطور القادمة: - سيارة جوجل منصة برمجيات سيارة "جوجل" تعتمد على برمجة الكمبيوتر ويمكن تحديثها بشكل سنوي- شهري- أسبوعي- أو حتى يومي على عكس السيارات التقليدية التي يمكن تحديثها كل 4-5 سنوات. - لا تحتاج للسرعة تعمل السيارة بالدفع الكهربائي، ولن تتعدى سرعتها 40 كيلومترا في الساعة لضمان السلامة وتجنب التكدس المروري، وترى جوجل أن كلما زادت سرعة السيارة كلما زاد حجمها وأدى إلى زيادة التكدس المروري، لذلك قامت بعمل سيارة صغيرة وبسيطة وبسرعة منخفضة. - سيارة غير معقدة تعتمد "جوجل" على فكرة أن السيارة ذاتية القيادة لذلك يمكن صيانتها بسهولة وفي وقت قصير، والجزء الأمامي من السيارة صمم ليكون أكثر أمانا للمشاة، إذ صنع من مادة ناعمة تشبه الرغوة في مكان المصد التقليدي، بالإضافة إلى زجاج أمامي أكثر مرونة، وهو ما قد يساعد في تقليل الإصابات. وتستخدم السيارة مجموعة من أجهزة الاستشعار لرسم خريطة للطريق الذي تسير فيه، كما يوجد ليزر على سطح السيارة لخلق نموذج ثلاثي الأبعاد للأجسام المحيطة بها سواء كانوا من السيارات الأخرى، أو المشاة وراكبي الدراجات، أما الكاميرات المثبتة في السيارة تقوم بالتعرف على علامات الطرق وإشارات المرور. وتتمكن سيارة "جوجل" من الكشف عن الأجسام الموجودة في الطريق على بعد 200 ياردة، كما تحتوي على جهاز استقبال "جي بي إس" يربط بين موقع السيارة ونسخة مخصصة من خرائط الطرق التي تصدرها "جوجل"، ورادارات مثبتة في الأمام والخلف للكشف عن مقدار قرب السيارة من أية حواجز أو عوائق تواجه السيارة، بالإضافة إلى جهاز تحديد المسافات بالليزر والذي يقوم بمسح المسافة 180 متراً على زاوية 360 درجة، وذلك لتوليد خارطة ثلاثية الأبعاد للمناطق المحيطة بالسيارة. تطبيق لمعرفة مكان السيارة ولمزيد من الأمان، ابتكرت شركة "جوجل" العالمية تطبيقا جديداً على الهواتف الذكية، لمعرفة مكان السيارة حال نسيان موقعها في أحد مواقف السيارات. ويعمل التطبيق عن طريق عمل اتصال بالسيارة، مما يسهل من مهام إيجادها في حالة نسيان موقعها، كما يقوم بعرض مكان السيارة المتوقع أن تكون واقفة به، وإذا ما أخطأ في وصف المكان الصحيح، فإن التطبيق يقوم بعرض أماكن بديلة يحتمل أن تكون السيارة فيها، وهو ما يسهل من عملية البحث عنها في الصفوف الطويلة واللانهائية التي تشهدها مواقف السيارات. وقد بدأت شركة "جوجل" بناء أسطولاً من السيارات التجريبية التي تعمل بالطاقة الكهربائية والتي سيتوفر منها مفتاح سير وتوقف من دون وجود أدوات تحكم أو مقود أو دواسات، متوقعة أن تحدث تلك السيارة ثورة في وسائل النقل عن طريق جعل الطرق أكثر أماناً، فضلاً عن خفض الازدحام والتلوث. تاريخ صناعة السيارات يسود اعتقاد خاطئ لدى كثير منا أن الأمريكي هنري فورد هو من قام باختراع السيارة، لكن الحقيقة غير ذلك فاختراع السيارة لم يتم في يوم واحد ولا يعود لشخص واحد، كما أن التاريخ لم يسجله باسم بلد واحد. وفي الواقع إن تطور العلوم الميكانيكية والفيزيائية والرياضية كان ينعكس دائماً على الصناعة بشكل عام وعلى صناعة السيارات بشكل خاص واختراع السيارة يعكس جملة من التطورات والابتكارات التي حدثت في عدة دول من العالم، ووصل عدد براءات الاختراع المسجلة إلى اليوم والتي أوصلت السيارات إلى ما هى عليه الآن إلى أكثر من 100 ألف براءة اختراع !!! وتشير العديد من التقارير العالمية إلى أن أول تصميم للسيارة في التاريخ، أو بالأصح لعربة تندفع بواسطة شكل من أشكال المحركات، وضع من قِبل الإيطالي "غويدو دانيغفانو" وذلك في العام 1335، وسجل التاريخ أيضاً أن العبقري الإيطالي "ليوناردو دافينشي" قام هو الأخر في ما بعد بوضع تصميم لعربة ذاتية الحركة على ثلاث عجلات، ومعززة بنظام توجيه وميكانيزمات مختلفة بين العجلتين الخلفيتين, لكن هذه التصاميم بقيت حبراً ًعلى ورق. "عربة غويدو" في عام 1769 تم اختراع أول عربة ذاتية الحركة في التاريخ، وكانت عبارة عن عربة جر بثلاث عجلات اخُترعت بواسطة مهندس ميكانيك فرنسي يدعى "نيكولاس جوزيف كوينو"، حيث قام باستعمال محرك بخاري لدفع عربته التي استعملت لجر مدافع الجيش الفرنسي بسرعة تصل إلى حوالي 4 كم/سا، وفي العام 1771 قام "كوينو" بقيادة عربة من عرباته والاصطدام بجدار حجري ليتم تسجيل أول حادث سير على عربة آلية في التاريخ، وفي عام 1789 تم بناء أول عربة بخارية في أمريكا، وفي عام 1801 تم بناء أول عربة بخارية في بريطانيا. أما في ألمانيا فقد استطاع "نيكولاس أوتو" تحريك العالم بأسره، من خلال وضعه أول تصميم لمحرك احتراق داخلي يعمل على البنزين، وبناء أول محرك رباعي الأشواط في التاريخ في عام 1876 ، وتدعى دورة عمل المحرك التي تدرس في جميع أرجاء العالم اليوم بدورة "أوتو"، وقد قام أوتو بوضع محركه وتجريبه على دراجة من عجلتين. "كارل بنز" ويعتبر التاريخ والعديد من المؤرخين أن كلاً من الألمانيين "كارل بنز" و "غوتليب ديملر" قد قاما باختراع السيارة، ويعود ذلك إلى كون كل منهما قد نجح في اختراع وبناء سيارة عملانية ومزودة بمحرك بنزين، واستطاعا من خلال سيارتيهما أن يُُُدخلا العالم في مرحلة صناعة وتطوير السيارات، ولكنه من غير العدل أو الإنصاف القول بأن أحد منهما قام باختراع السيارة. "سيارة ديملر ومايباخ" تأتي أهمية " كارل بنز" من كونه أول من قام باختراع وصناعة سيارة من ثلاث عجلات وذلك في عام 1886، وسيارة رباعية العجلات في عام 1891، ويعود له الفضل أيضاً في اختراع قاعدة العجلات، أما "غوتليب ديملر" فهو أول من قام بصناعة واختراع عربة على أربع عجلات وذاتية الدفع تعتمد محرك أوتو في عام 1885 وذلك بالتعاون مع شريكه "مايباخ"، وفي عام 1889 قام "ديملر" أيضاً باختراع محرك من أسطوانتين على شكل V. "هنري فورد" أما هنري فورد فهو أول من نجح في جعل السيارات في متناول الجميع، وذلك خلال العام 1908 عندما استطاع صناعة طراز "T" وبيعه بسعر 950 $ ، ليصل عدد السيارات المباعة من هذا الطراز في ما بعد إلى أكثر من 15 مليون وحدة في الولاياتالمتحدة فقط!!، وقد استطاع في العام 1913 إحداث انقلاب شامل في عملية تصنيع السيارات عندما نجح في ابتكار طريقة تصنيع جديدة، تم من خلالها خفض زمن تصنيع قاعدة سيارة من 728 دقيقة إلى 93 دقيقة، وذلك من خلال استعماله تقنية مبتكرة تعتمد على خط إنتاج ثابت ومتحرك وتقسيم المصنع إلى أجزاء، واعتبر ذلك إنجازاً مذهلاً.