بعد مرور 42 عاما عجاف تطوي ليبيا حقبة من أحد أنظمة الاستبداد العالمية لتتطلع إلى مستقبل أفضل صوب الحرية والعدالة والمساواة ، فالقيود التي كبلت ليبيا سنين طوال حطمتها إرادة شعب ثائر ضد حكم الطغاة.ولكن تبقى تطلعات الشعب الليبي تجاه مرحلة جديدة ولدها الثوار . رصد عدد من الثوار البارزين والخبراء والناشطين ملامح المرحلة الجديدة المقبلة وبنيان النظام الجديد الذي يرسي قواعد النظام الديمقراطي والقضايا الجماهيرية.. وقال الدكتور مختار الجدال عضو بارز بمجموعة العمل الوطنى الليبية التابعة للمجلس الوطنى الليبى الإنتقالى إن المرحلة القادمة فى ليبيا لابد أن يشترك شباب الثوار..هناك شباب جاء من مختلف الدول الأوربية وحملوا السلاح بجانب أشقائهم الليبين ، حرموا من وطنهم بسبب إبان النظام السابق الذى كان يحارب الكفاءات الليبية من أطباء ومهندسين ، وغيرها من التخصصات التى الشعب الليبى كان فى أشد الإحتياج اليهم ، وإلى كفاءاتهم النادرة. غير أن الناشط السياسى الليبى خليفة البكوش قال إن أول قضية يجب الاهتمام بها بعد إعلان التحرير هي الاستقرار والأمن..وذلك بتوفير الأمن والأمان في الشارع الليبى.. ودعا إلى الابتعاد عن سياسة الابتزاز وعدم تجاهل مطالب الشارع الليبي برغبتهم في تنحي بعض السياسيين الحاليين والمعروفين بمدى ارتباطهم بحقبة ،ونظام القذافي. وأكد أن تفعيل الجهاز القضائي في ليبيا الجديدة يجب أن يقوم من خلال وضع ملامح كاملة للدستور يحدد فيها الفصل بين السلطات واستقلالية القضاء حتى يؤدى دوره بشكل كامل ونزيه من جهته ، قال صلاح الكوافى ناشط ليبي فى مجال الإغاثة وحقوق الإنسان إن الشعب الليبى يتطلع لتعليم أفضل وجيد ومستوى معيشى أفضل خاصة أن ليبيا غنية بالثروات الطبيعية ومنها البترول. فى حين رأى الناشط السياسى الليبى توفيق بن جميعه ضرورة التكاتف لنشر ثقافة الحب والتسامح بين أبناء الوطن ، فإعلان الحكومة القضائية مرهونة باتفاق جميع الليبيين الذين يجب أن يعلموا بأن ليبيا "لا تبنى إلا بالحب". ويقول عضو شباب الثورة وليد السكران إن الرؤية الأساسية التي يحتاجها الليبيون الآن هي الوفاء بالالتزامات المتعلقة بالتحول للديمقراطية.. ودعا إلى سرعة الإعلان عن الحكومة الانتقالية الجديدة إلى جانب التسريع في تفعيل الجهاز القضائي ، وذلك لبناء دولة على معايير وقوانين تنظم الحياة بين الناس وتنظم الحقوق العامة وتفصل في الأمور المتشائكة. الناشط الحقوقى محمد الرملي قال إن ليبيا تفتح اليوم صفحة المستقبل الواعد والمشرق للشعب الحر ، والتى يجب أن تتضمن فى أولى سطورها المصالحة الوطنية وتوحيد الصف بين أبناء الشعب الليبى. وأكد "أن دور السلاح قد انتهى ، ليبدأ دور الحوار الوطنى لوضع الخطوط العريضة للمرحلة القادمة التى يرغب المواطن أن يشعر فيها بالثقة والأمان فى بلاده الحر بعد تفعيل مؤسسات الدولة". وقال منسق الشؤون الاجتماعية بالمجلس المحلى لمدينة بنغازى ونيس الدرسى إنه من اليوم سنعيش تحت راية الحرية والديمقراطية والشريعة الإسلامية، وستكون ليبيا أفضل بكثير مما كانت عليه في السابق، ولكن هذا لن يتم إلا بالمحافظة على ممتلكات الدولة لنثبت للعالم أننا قادرين على إعادة هيكل ليبيا وتنظيمها. واستطرد: "نحن الآن بصدد البدء في إجراء الخطوات التي يجب اتخاذها لبناء مستقبل ليبيا، حيث سنباشر في ذلك بعد إعلان التحرير". أما مدير مطار بنينا الجوى الليبى بمدينة بنغازى جمال العقيلي فقد قال إنه بانتهاء القذافى ؛ انتهت اللجان الثورية والأمن الداخلي والظلم وقسوة المعاملة.. "ليبيا ستكون أفضل مما كانت عليه فى السابق، وما يخص بناء ليبيا فإن هناك عبئا كبيرا فى انتظار المجلس الإنتقالى الليبى المؤقت والحكومة الليبية الجديدة وهناك تحديات كبيرة لبناء ليبيا من جديد تحت ظل الحرية والديمقراطية وأعرب خالد الكاديكى منسق قوافل إغاثية عن أمله فى أن يحافظ الليبيون على الوحدة الوطنية وإجراء مصالحة وطنية شاملة والعمل على تسليم السلاح ، وأن يسلط التفكير في بناء وتوحيد ليبيا جديدة ديمقراطية تسودها العدالة والحرية. ورأى مدير دائرة الخطوط الكهربائية بالشرق الليبى عبدالمنعم الشنطي ضرورة الاهتمام بالجرحى وتسليم السلاح لاستقرار الأمن والاهتمام بقضايا الشباب من ناحية احتياجاتهم المستقبلية. ويمضي: نأمل أن يكون مستقبل ليبيا مليئا بالخير ، لنثبت للعالم أجمع صحة الصورة الحسنة ، التي تكونت لهم تجاه الليبيين بعدما كانوا يجهلونهم تماما. ورأت المحامية الليبية سارة البكوش أنه يجب الاهتمام بملف الجرحى والوقوف على معاناتهم وآلامهم واحتياجاتهم ، كما يجب توفير العلاج والدواء وينبغي أن نحيطهم بالرعاية والاهتمام. وأضافت "يجب الحديث عن الأسرى والمفقودين ، كما يجب علينا تنظيم الجيش الليبي بشكل موحد.. قد تواجهنا بعض العقبات، ولكن سنتغلب عليها كما تغلبنا على نظام الظلم والاستبداد". وفي السياق ، أشار المواطن الليبي حافظ شحات إلى أنه منذ أكثر من 42 عاما مضت والشعب الليبى محروم من حقه وحريته، واليوم فقط ليبيا تطوي حقبة عهد حاكم ظالم. وعن شعوره بتحرير ليبيا يقول شحات: فرحتنا بتحرير ليبيا لا تساويها أي فرحة.. أخيرا تجلى الظلام، وانتهى نظام جثم على صدورنا طيلة أعوام ، تحت رحمة حاكم جائر لا يرى سوى ملذاته هو وأبنائه وأتباعة.. ليبيا اليوم تعيش حياة جديدة تطوى صفحة الماضي وتتطلع إلى مستقبل يبشر بالحرية والديمقراطية والعدالة الحقيقة التي حرمت منذ نكسة الإنقلاب الذى أتى به. وأكدت سليمة بوزيد أن أبناء ليبيا الذين ضحوا بحياتهم من أجل عرضهم وأرضهم وتحدوا الطاغي وكتائبه الجائرة بكل قوة وبسالة هم "فخر وعزة" ، نتمنى أن تتحقق العدالة فوق أرض ليبيا ويسود الأمن والطمأنينة كل بيت ليبي فى حين أن أحد المواطنين الليبيين ويدعى أحمد الأوجلي أعرب عن تفائله إزاء مستقبل ليبيا..وحذر "كل من تسول له نفسه المساس بهذه الحرية أن مصيره سيكون كمصير القذافى" ..أما المواطن الليبى علي الحوتي فلم يكن أقل فرحة من سابقه، حيث هنأ الشعب الليبي بانتصاره وعبر عن فرحته قائلا: الفرحة كبيرة، لا نستطيع وصفها أو التعبير عنها فى كلمات..وبخصوص مستقبل ليبيا يقول: يجب ضبط الأسلحة، والحد من إنتشارها، ليعود الأمن والاستقرار إلى الشارع الليبى. ورأى أدريس محمد أن من الأولويات التي يجب النظر إليها بالدرجة الأولى هي الاهتمام بالأمن ، كما يجب على الليبيين التحلي بالصبر لتتقدم ليبيا نحو المستقبل بخطى ثابتة. وطالب المواطن عبدالمجيد المنفي من المجلس أن ينظر إلى الشعب نظرة شمولية دون أى وساطة، وضرورة الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى والمفقودين والثوار الذين عادوا من الجبهات.. "نتمنى من السيد مصطفى عبدالجليل أن يتابع مسيرته حتى تستقر ليبيا ، كما أوجه كلمة لكل من يحاول التسلق على حساب أرواح شهدائنا بأننا سنقف لهم ولن ندع ثورتنا تضيع فى أيدى هؤلاء". غير أن المواطن رجب المحجوب رأى أن توفير الأمن وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني هي من الأولويات التي يجب الاهتمام بها ، وأن تكون ليبيا هي دولة الشعب الليبي ، وقال "نريد من يتمسك بالمناصب أشخاص ذوو كفاءات، وأن نبتعد عن القبلية وغيرها من أشكال التعصب التي قد تعود بنا إلى الخلف