أجمعت الصحف العربية في افتتاحياتها الصادرة اليوم السبت على أهمية المرحلة الجديدة التي تنتظر الشعب الليبي بعدما طوى 42 عاما من حكم معمر القذافي بعد مقتله أمس الأول الخميس ... داعية إلى ضرورة تجريد الثوار من الأسلحة حتى لا تتحول إلى خطر داهم. ودعت الصحف الشعب الليبي إلى الالتفات لمستقبل بلاده وطي صفحة الماضي بكل آلامه والتركيز على وحدة الصف وعدم الإصغاء للنزعات العرقية والصراعات القبلية ووضع أسس الحكم الراشد.كما دعت إلى أخذ العظة والعبرة من المصير الذي آل إليه القذافي ، مؤكدة أن هذا "هو مصير كل حاكم ظلم وتجبر على شعبه واستخف بحقوقهم". ليبيا بعد رحيل الطاغية وتساءلت صحيفة (الوطن) القطرية عن "الديكتاتور التالي الذي سيعصف به شعبه بعد مقتل القذافي؟ وكيف سيكون مآل الأحوال في ليبيا بعد زوال حكم الطاغية معمر القذافي؟". وقالت الصحيفة تحت عنوان "ليبيا بعد رحيل الطاغية" "إن مشروعية السؤال الأول تأتي من كون القذافي ليس آخر الطغاة والمستبدين ، ومن ثم فإن زواله سيعزز ثوارا وثورات عربية ، يتخضب بعضها بدم آلاف الشهداء والضحايا ، من دون أن يفضي ذلك إلى سد رمق طغاة للقتل والترويع ، وبالتالي فإن عجلة الثورات ستدهس هؤلاء المستبدين قطعا ، إن ظلوا مصرين على البقاء خارج الزمن ، وإن تنكروا لدروس التاريخ أو استخفوا بطاقات الشعوب. وأضافت أن مشروعية السؤال الثاني تأتي من حاجة الثورة الليبية لأن تكمل مشوار الانتصار بالانتصار على كل ما يعرقل غاياتها في إنجاز دولة عصرية عمادها العلم والإيمان والرخاء والديمقراطية والسلام الاجتماعي والحريات ، فضلا عن ذلك التعاضد الوطني الذي تتشكل منه جماعة وطنية يكون شاغلها الشاغل وحدة وطنية تتحطم على صلابتها كل من يحاولون العبث بثوابتها. وأكدت (الوطن) في الختام أن المرحلة التالية من الثورة هى الأصعب ، وذلك لأن تسجيل النجاح فيها هو مسوغ قناعة للعالم بأن ليبيا الجديدة وشعبها وميراثها أعظم وأكبر من أن يختطفها ديكتاتور على نحو ما اقترف القذافي على مدار 42 عاما درس القذافي وقالت صحيفة (الراية) القطرية تحت عنوان "درس القذافي" "إن المصير الذي آل إليه وضع القذافي مهما كان الخلاف حوله سينعكس بالضرورة على الربيع العربي وسيزيد من صمود الشعوب العربية خاصة في اليمن وسوريا والتي تكافح ضد الأنظمة الاستبدادية. ودعت الصحيفة الأنظمة العربية إلى أن تأخذ العظة والعبرة من مصير القذافي وأن تغير استراتيجيتها في مقاومة الإصلاح الذي تطالب به الشعوب وتبحث عن حلول سياسية للأزمات التي خلفتها عمدا ، مؤكدة أن هذا لن يتم إلا بالانصياع للمطالب الشعبية والانسحاب طوعا أو كرها من الساحة ، بدلا من أن تنال ما ناله القذافي من مصير مأساوي. وأكدت أن نهاية القذافي تمثل نهاية عادلة للطغاة الذين أذلوا شعوبهم ، خاصة أنه لم يتردد في إبادة الشعب الليبي حينما ثار على حكمه الطاغي ، موضحة أن نهايته ونهاية حكمه تقتضي من الليبيين فتح صفحة جديدة لإرساء دولة الديمقراطية والعدالة والحرية والتقدم ، وهذا لن يتم إلا بتضحيات كبيرة يقدمها الشعب الليبي لمواجهة المرحلة الجديدة الصعبة في تاريخهم وهى مرحلة بناء الدولة الموحدة التي تستوعب الجميع تؤسس لدولة ديمقراطية تقوم على المواطنة بحيث لا يعزل أحد. وأوضحت أن نهاية القذافي تعني قطع رأس النظام بكل مساوئه وأخطائه ، وتؤكد على شرعية الثوار ومجلسهم الانتقالي ، كما أنها تمنحهم شرعية إضافية غير قابلة للنقد على الصعيدين الداخلي والخارجي بعدما تأكد انتهاء معركة الليبيين مع الديكتاتورية وتبقى أمامهم معركة جديدة وهى معركة بناء ليبيا الجديدة والدولة المدنية. كما أكدت أن هذا هو الامتحان الصعب الذي لا مكان فيه للسقوط أو النكوص من الوعود ، لأن ذلك خيانة لدماء الشهداء الذين سقطوا في معركة التحرير .. ورأت الصحيفة أن ليبيا والعالم العربي ، بل العالم أجمع ، سيكون أفضل حالا بدون شخص مستبد مثل القذافي وبدون جميع الحكام العرب الذين استبدوا على شعوبهم على مدى سنوات طوال. واختتمت (الراية) افتتاحيتها قائلة"إن اختفاء أية طاغية هو ضوء أمل لكل شعب يعيش في نظام ديكتاتوري ، وأن اختفاء القذافي يشكل تعبئة كبيرة لصفوف أنصار الحرية والديمقراطية في العالم العربي ، خاصة في سوريا واليمن والشعوب التي تبحث عن الحرية ، ولذلك فإن على هذه الأنظمة أن تعي الدرس جيدا بأنه لا خيار أمامها إما التسليم لإرادة الشعب والمحاكمة ، أو الهروب للخارج لحماية أنفسهم من مصير كمصير القذافي". ليبيا والمرحلة الأصعب وتحت عنوان "ليبيا والمرحلة الأصعب" .. أعربت صحيفة (الخليج) الاماراتية عن أملها بأن يتم عبور ليبيا إلى المستقبل والتمتع بالحرية والديمقراطية وإعلاء شأن الإنسان بسلاسة ويسر من دون مزيد من الألم والمعاناة استنادا إلى ما تبدى على الساحة الليبية خلال أشهر الصراع مع القذافي من تباين حاد بين قوى الثورة وتنظيماتها التي تضم "كوكتيلا" مختلفا في التوجهات والانتماءات إضافة إلى الولاءات الجهوية والقبلية التي برزت من خلال ممارسات غير محمودة في أكثر من مدينة خضعت لسلطة الثوار. وقالت "الآن وبعدما طوى الليبيون 42 عاما من حكم القذافي بكل ما حفل به من تسلط وتفرد وامتهان لإرادة الشعب وكرامته فإن مرحلة جديدة تنتظرهم للعبور بليبيا إلى الأمان هى مرحلة البناء والتوحد التي ستكون بالتأكيد صعبة وشاقة لأنها ترسم مستقبلا جديدا على غير الصورة التي كانت عليها". وأكدت أن الأولوية التي يجب أن تكون على رأس مهام "المجلس الانتقالي" هى جمع السلاح من أيدي المواطنين لئلا يتحول إلى عبء يصعب احتماله لأنه قد يتحول إلى خطر داهم إذا لم يتم ضبطه ووضعه تحت يد السلطة الجديدة .. مشيرة كذلك إلى ضرورة الاهتمام بالعمل على تعميم ثقافة التسامح وكبح جماح أي توجه للانتقام وذلك بتقديم نموذج أخلاقي ووجه إنساني لثورة انتصرت على الاستبداد بما يعزز التلاحم الوطني ويشد من أواصر الوحدة الوطنية. وأوضحت أن ليبيا تحتاج إلى كل طاقاتها البشرية القادرة على المشاركة أو الإسهام في عملية إعادة إعمار وبناء ما هدمته أشهر الصراع في المباني والمؤسسات والشوارع والبنى التحتية إذ إن ما بثته وسائل الإعلام من حجم الدمار الذي أصاب المدن الليبية يبدو مهولا وهذا يحتاج إلى خطط سريعة لإعادة كل شيء إلى ما كان عليه. كما أكدت أن أهم ما تحتاج إليه ليبيا في المرحلة المقبلة هو عدم السقوط في مهاوي الاستقطاب الدولي وتحويل البلاد إلى بؤرة صراع بين قوى دولية تتنازع على أرضها المغانم مستغلة مبررات الدعم والتأييد الذي قدمته في مواجهة القذافي في مسعى لقبض ثمن هذا الدعم. وأضافت (الخليج) أن الشعب الليبي الذي قدم تضحيات هائلة لإسقاط نظام القذافي يستحق أن يكون حرا وسيدا ومستقلا .. يستحق نظاما يعوض عليه سنوات الظلم والاستبداد ويعيد إليه كرامته التي أهدرت ليطمئن إلى مستقبله. تجريد الثوار من الأسلحة من جانبها أكدت صحيفة (البيان) الاماراتية أن أول مهمة ينبغي أن يقوم بها المجلس الانتقالي الليبي بعد مقتل القذافي هو تجريد الثوار من الأسلحة وتشكيل حكومة جديدة في أقرب وقت ممكن تحافظ على الشفافية لتصبح ليبيا دولة ديمقراطية حقيقية. وقالت الصحيفة تحت عنوان "المهمة الأصعب" إن ليبيا طوت صفحة القذافي ونظامه بعد مقتل هذا الأخير حيث دخلت البلاد عهدا جديدا بعيدا عن الديكتاتورية والاستبداد ولكنها تساءلت عن أي مستقبل ينتظر الليبيون منذ اليوم .. وهل مشكلة ليبيا هى في مشكلة حياة القذافي أم موته أم هى مشكلة تلاحم المجتمع الليبي المجزأ وتعزيز دوره. وأوضحت أن المجلس الانتقالي الليبي لن يرث جيشا منظما ولا مؤسسة أمنية بإمكانها أن تكون بمثابة عصا السلطة في يد المجلس وإنما مجموعات عسكرية أقرب إلى الميليشيا منها إلى التشكيلات العسكرية أو الأمنية المحترفة وهذه المجموعات من السهولة تفككها وربما تمردها وتشرذمها إلى مجموعات متناحرة عندما تجد أن ثمة ما يبرر هذا التمرد. وأضافت "أن الشعب الليبي حاليا متحمس جدا لبناء بلد جديد وينبغي على الحكومة الجديدة اغتنام هذه الفرصة .. وكما علمنا التاريخ فإن التحدي الحقيقي للثورات يكمن في كيفية الانتقال من الثورة إلى الدولة .. هذا الانتقال يتطلب زمنا قد يمتد لسنوات". وتابعت "ربما أن من حظ الليبيين أن انتفاضتهم أو قل ثورتهم المسلحة كان لها رأس وقيادة .. فقد كان المجلس الانتقالي بمثابة المؤسسة التي تقوم بقيادة الثورة وهذا ربما سيقلل من أخطار الفراغ السياسي المحتمل حدوثه بعد القذافي بعض الشيء غير أنه لن يلغيه تماما لأن نسيج الثوار السياسي يتكون من أيديولوجيات وقبائل وأطياف شتى مختلفة ومتباينة سياسيا وثقافيا وهو ما يمثل نقطة بداية أيضا للنزاعات بين فصائل سياسية وعسكرية في ليبيا.. حيث إن العدو المشترك بين هذه الأطراف والمتمثل في القذافي قد ذهب دون رجعة". وأردفت أنه مما لا شك فيه فإن هذه الأطراف سوف تفقد تماسكها مما يعرقل إلى حد كبير عملية إعادة الإعمار بعد الحرب .. مشيرة إلى أهمية توفر "الأمن" وهو محور كل شيء وأساس الاستقرار في أية دولة فالشعب الليبي الآن مسلح عن بكرة أبيه .. فهل تستمر هذه الحالة المسلحة أم أن الليبيين قادرون على الإمساك بزمام الأمور وإعادة الأمن والاستقرار إلى بلادهم. وأكدت (البيان) في ختام افتتاحيتها أن الوقت قد حان لليبيين .. جميع الليبيين من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب إقامة دولة ديمقراطية ذات سيادة قانونية وتظهر صورة ليبيا موحدة في المجتمع الدولي. حقبة جديدة وفي المملكة العربية السعودية ، قالت صحيفة (عكاظ) "إن ليبيا الآن تستشرف حقبة جديدة، ويتعين بالتالي أن تستجيب لتطلعات الشعب من أجل الديمقراطية، وحقوق الإنسان وحتى يجسد هذا الأمر حقيقة، يجب أن تكرس حقوق الإنسان كحجر زاوية في السياسات والممارسات كافة، بغية أن يتاح للناس الفرصة ليكون لهم رأي حقيقي في تحديد مستقبل بلادهم وتشكيل آفاق تنميتها دون اعتبارات الأمس وغبنه، وإلا فالدرس سيبقى درسا ضمن أضابير التاريخ، وحقيقة استبدال سيد بسيد". وأكدت الصحيفة أنه من أجل تجاوز حقبة القذافي التي شهدت انتهاكات منهجية لمناحي الحياة السياسية والاجتماعية، سيبقى جوهريا مثول الجناة أمام المحاكم لا منطق الأفراد والجماعات، وفق التزام المعايير الدولية للقصاص العادل .. وحذرت من أن الهاجس الذي يؤرق الكثيرين، انزلاق ليبيا نحو متاهة "بيدي لا بيد المحكمة". واعتبرت صحيفة (المدينة) أن مقتل القذافي نهاية فصل وبداية مرحلة جديدة في ليبيا تتطلب وضع قواعد وأسس الحكم الراشد وبناء الدولة الحديثة التي غابت هياكلها وبنيتها الأساسية بعد استيلاء القذافي على السلطة لأكثر من 42 عاما. وأكدت أن بناء الدولة شاق ومكلف يتطلب في البداية تمتين الوحدة الوطنية بنشر ثقافة التسامح والسلام بين أطياف الشعب الليبي لأن هناك من يتربص بمكتسبات الانتفاضة الليبية من أركان وأعوان والمتربحين من النظام السابق ولا يمكن تفادي هذا الأمر إلا بنشر الديمقراطية الحقيقية التي تتيح لكل الليبيين التعبير عن آمالهم وإيصال صوتهم لممثليهم وبالتالي حكومتهم المنتخبة. وحثت الصحيفة الليبيين وقيادتهم الحالية "المجلس الوطني" إلى إدراك طبيعة المرحلة الدقيقة التي تمر بها بلادهم وتعمل على تجاوزها بالحنكة والحصافة والصبر حتى تعود ليبيا عمر المختار إلى فضائها العربي معافاة بعد عقود من العزلة حاول القذافي أن يسجنها في أطرها. إعادة البناء السياسي بدورها، رأت صحيفة (الجزيرة) السعودية أن المعركة الأشد أهمية والأكثر تأثيرا على مستقبل ليبيا، هى معركة إعادة البناء السياسي والأمني، وإنشاء المؤسسات والتوافق على إقامة أسس دولة حديثة، تتداول السلطة فيها بين العناصر والجماعات التي قامت بالثورة، وأن تكون البداية شراكة متكافئة لا تسمح باستنساخ تجربة القذافي المريرة. واعتبرت أن المجلس الوطني الانتقالي أنجز نصف المهمة، وبقى النصف الآخر، وهو الأهم، بناء الدولة الحديثة، وبناء المؤسسات التي تقام عليها الدولة .. والشعب الليبي وإن انشغل قليلا بأفراح التخلص من الطاغية القذافي وأبنائه وأذرع السلطة القمعية، إلا أن هذه الأفراح مآلها أن تنتهي وتتوقف، وعندها ينتهي عذر التحرير ويلتفت الشعب إلى الثوار لتحقيق ما وعدوا به. وأكدت الصحيفة أن كل هذه التحديات، والتوقعات الهائلة من شعب ظل طوال أربعة عقود محروما من خيرات بلده، وتنوع وكثرة الجماعات المسلحة والسلاح في ليبيا يجعل من مهمة ثوار ليبيا مهمة صعبة .. وصعبة جدا .. إلا أن من أنجز مهمة التحرير ليس بعاجز أن يتحرر هو نفسه من إغراءات السلطة والانتقام والتخلص من حصر المكاسب عند جماعته وحزبه، حتى يعم الخير على كل الليبيين الذين ساهموا جميعا بتحقيق إنجاز لم يكن أحد يتصور تحقيقه. الليبيين أمام مفترق طرق وقالت صحيفة (اليوم) "إن الليبيين أمام مفترق طرق حاسم، وآباء الثورة سيحاولون اقتسامها، وتوزيع غنائمها، وهنا مكمن الخطر، إذ إن ليبيا الجديدة، لا يجب أن تكون هى نفس العراق الجديد، اختلفت المقدمات، نعم، لكن النتائج واحدة، صدام حسين علق على مشنقة، ومعمر القذافي استحق رصاصة في الرأس!. وأكدت أن التحدي الأكبر: كيف يبني الليبيون بلدهم، وكيف ينفضون عن أنفسهم ركام 42 عاما من الحكم الحديدي، الذي أفقر واحدة من أغنى الدول العربية، وأعادها إلى العصور الوسطى لتكون دولة بلا مقوِّمات، وبلا جذب، وبلا سياحة، وبلا تعليم، وبلا أي شيء قابل للحياة الحديثة والعصرية؟. وطالبت بأن لا يسمح الليبيون بنمو "قذافي" جديد، وأن يحاولوا الاتعاظ من ممارسات خمسة عقود في مجاهل التاريخ، ليقيموا دولتهم الديمقراطية والحرة، على أنقاض ما عانوه من ديكتاتورية مظلمة، وليفهموا أن الثورات في بعض سقطاتها المهينة، قد تنتج ديكتاتوريات بديلة، تتلبس نفس ملابس الثوار، وتتحدث بنفس لغتهم. وخلصت بالقول، كلنا فرحنا للشعب الليبي، وكلنا الآن نترحم على شهداء ثورتهم الدامية، وكلنا نعجب بقدرة هذا الشعب على الانتفاضة، ولكننا في نفس الوقت، ندعو لخارطة طريق ليبية تخرج بها البلاد من غرفة الإنعاش، وبناء مصالحة جديدة، تدفن الماضي كله مع جثمان القذافي، دون أن تنسى أن تتعلم الدرس، وتتجاوز سلبياته، كي لا نفاجأ ب"قذافي" آخر. المرحلة القادمة حساسة من جانبها، قالت صحيفة (الرياض) السعودية إن "المخاوف تبقى قائمة أي أن من قادوا الثورة بتوحيد صفوف الشعب باجتماع تام على انتصار القيم الوطنية والحصول على الحرية، هم في بداية السباق، مع التحديات المقبلة، وحتى لا تعود انقسامات العراق والسودان، والصومال، الليبيون مطالبون بوعي ما بعد القذافي أي أن الإصرار على الوحدة الوطنية المطلب الأساسي للشعب، مشيرة إلى أن شواهد التاريخ تضعها في أهمية دول شمال أفريقيا ومصر، لكن يظل الماضي عبرة فقط، وجديد ليبيا أن ثرواتها الكبيرة قادرة على وضعها في مقدمة دول العالم الغنية إذا ما جاء الاستقرار أساسيا، بحيث لا تطغى النعرات القبلية والفئوية والدينية ليكون القانون سيد الأحكام. وأكدت أن المرحلة القادمة حساسة، فطغيان القبلية بارز، لكنه لم يكن صاحب خصومات وثارات، غير أن مغريات الحكم وتدني مستوى التعليم وضعف التجربة السياسية بعد هيمنة القذافي، ربما تسبب خللا اجتماعيا ما لم يسيطر عليه العقل، والنظر إلى ليبيا وطن الجميع. واختتمت (الوطن) قائلة "إن سقوط القذافي سيجعل سوريا الآن في عين العاصفة بقوة .. مؤكدة أن أمس الجمعة بدأت تداعيات سقوط القذافي على النظام السوري عبر المظاهرات الحاشدة التي اندلعت في مدن متعددة، تحمل لافتات تشير إلى مقتل القذافي وإلى سقوط النظام السوري قريبا، في إشارة إلى أن المتظاهرين السوريين وجدوا دفعة كبيرة في مقتل القذافي للمضي في ثورتهم. وشددت الصحيفة على أن الأيام القادمة، لن تكون سهلة على الرئيس السوري، فأغلب وسائل الإعلام العالمية ما لبثت في كل إشارة لسقوط القذافي أن تورد إشارة لموقف الرئيس بشار الأسد الصعب بعد هذا السقوط .. وليبيا التي عانت خلال فترة القذافي ستكون في المقابل من أكبر داعمي الثورة السورية، وقد بدأ ذلك من خلال إعلان الاعتراف بالمجلس الوطني السوري في إشارة رمزية إلى أن سقوط القذافي يحمل دلالات آخرى تتجاوز المحيط الليبي. واختتمت متسائلة "هل يكون مصير النظام السوري مشابها لمصير نظام القذافي؟ .. هذا هو السؤال الأبرز الذي ظهر مباشرة بعد سقوط القذافي".