هنأ سياسيون عرب الشعب الليبي بنهاية نظام القذافي الذي استمر لأكثر من أربعين عاما ذاق خلالها الشعب كل أنواع العذاب من حاكم ديكتاتوري متسلط منع عنهم الحريات والديمقراطية ، وسخر كافة مقدرات الوطن لخدمته وخدمة أسرته ونظامه .. وطالبوا الليبيين بالتكاتف والتوحد في كيان قوي لبناء دولتهم الحديثة القائمة علي الديمقراطية والحرية . في البداية عبر مجلس الوزراء المصري فى اجتماعه اليوم، عن تطلعه لبدء الشعب الليبي الشقيق لصفحة جديدة في بناء وطنه وطي صفحة الماضي، مؤكداً حرص مصر على مساندة الأشقاء في ليبيا في جهود إعادة إعمار البلاد، وتقديم كل مساندة للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لإدارة المرحلة القادمة، وإقامة النظام الديمقراطي الحر، الذي يلبي طموحات الشعب الليبي ويحقق أهداف ثورته ويتفق مع تضحياته العظيمة، وحتى تعود ليبيا لتبوء مكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية. ووصف نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية مقتل العقيد معمر القذافي بأنه بداية مرحلة جديدة للشعب الليبي .. مشيرا إلي أن رحيل القذافي يعني نهاية حقبة عاني فيها الليبيون الكثير والآن بدأت مرحلة جديدة يتعين علي الشعب الليبي أن يتكاتف لبناء دولته الحديثة بعيدا عن الخلافات. فيما هنأ الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الشعب الليبي العظيم بالتحرر من طغيان حكم الفرد ، ودعا الثوار والمناضلين الليبيين إلى التطلع للعمل المستقبلي لتستعيد ليبيا حريتها وعطاءها العربي والإقليمي الذي حيل بينهم وبينه لأربعة عقود . وقال العوا إن ثقته عالية في قدرة الشعب الليبي العظيم على الحيلولة بين ليبيا وبين أن تقع فريسة لنزاعات داخلية أو سيطرة أجنبية . وأكد عمرو موسي الأمين العام السابق للجامعة العربية والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن الشعب الليبي قدم تضحيات جسام في ثورته، وأثق أن ليبيا ستتحرك إلي الأمام وبسرعة حتى تحقق مصالح الليبيين وتعوض ما فات. و أعرب عن أمله أن تنتقل ليبيا بعد رحيل القذافي إلي مرحلة جديدة علي طريق بناء ليبيا الحديثة وتحقيق الاستقرار والديمقراطية الحقيقية. وقال موسي إن بدء ليبيا لمرحلة انتقالية تؤسس فيها لمستقبل أفضل يؤكد أن التغيير سيظل سمة رئيسية للتطورات في المنطقة، وأن الربيع العربي علي المسار الصحيح. ومن ناحيته أكد الدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة أن مقتل الديكتاتور الليبي معمر القذافي، يمثل انتصاراً جديداً لإرادة الشعوب العربية الحرة على كل الطغاة.. مشيرا إلي أن النظم الديكتاتورية مهما بلغت من جبروت إذا صارعت شعوبها فسوف تهزم في النهاية. وقدم الكتاتني التهئنة باسم حزب الحرية والعدالة، إلى الشعب الليبي وثواره الأبطال، بهذا الانتصار الكبير، داعيا إياهم إلى التفرغ لبناء ليبيا الحرة والديمقراطية، وبناء مؤسسات الدولة الحديثة، والتعاون والتنسيق في جميع المجالات السياسية والاقتصادية مع جيرانها العرب وفي مقدمتها مصر، والدفاع عن ليبيا، وحرية قرارها السياسي والاقتصادي. وشدد الكتاتني على أن موت القذافي يرسل رسالة أخيرة إلى جميع الطغاة، مفادها أن إسرافهم في سفك دماء شعبيهم لن يمر دون عقاب. كما وجه التحية إلى نضال الشعبين السوري واليمني، من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية، مشيرا إلى أن مقتل القذافي يعد بارقة أمل بانتصار جميع الثورات العربية. أما الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قال: "مصرع القذافي يعني انتهاء نظامه بالكامل، لأن نظام القذافي يقوم على شخصه فقط، وأتوقع أن ينتهي الوضع العسكري في ليبيا سريعاً، لأن القبائل المؤيدة للقذافي لن تواصل القتال بعد مقتله، وبالتالي حُسم القتال." وأضاف: المشكلة الآن هي إعادة بناء النظام السياسي في ليبيا، لأنها عملية معقدة، ولن تحسم قبل مرور فترة طويلة، وربما تحدث انشقاقات، لذا على المجلس الوطني معالجة هذا التحدي بالحكمة، فمن سهل أن تجتمع القوى السياسية لهدم نظام انتهت صلاحيته، لكن من الصعب توحيدهم لبناء نظام جديد يستوعب الجميع، ويؤسس لدولة ديمقراطية تقوم على المواطنة. وقال نافعة: من المؤكد أن مقتل القذافي، سينعكس بالضرورة على الربيع العربي، وسيزيد من صمود الشعوب العربية التي تكافح ضد أنظمتها الاستبدادية مثل سوريا واليمن، ونتمنى أن تأخذ هذه الأنظمة عظة، وتغير من إستراتيجيتها في المقاومة حتى النهاية، وتبحث عن حلول سياسية، تنسحب بموجبها عن الساحة بدلاً من أن تنال مصير القذافي نفسه." وأضاف: "لمقتل القذافي تأثيراً غير مباشر على الأوضاع في مصر، بحيث سيعيد إشعال حزم الثورة المصرية من جديد، ويجعل المصريين أكثر إصراراً على مواصلة مسيرتهم، ليتمكنوا من تحقيق أهداف الثورة كاملة، لأن المشهد في مصر كان يبدو وكأن فلول نظام السابق يستعيدون مواقعهم من جديد." من جانبه قال المحلل السياسي فارس بريزات: إن مقتل القذافي يعني قطع رأس النظام ويؤكد على شرعية الثوار والمجلس الانتقالي الليبي، ويعطيهم شرعية إضافية غير قابلة للنقد على الصعيد الداخلي والخارجي ، كما إنه بمقتل القذافي انتهت معركة الليبيين مع الدكتاتورية، لكن يتبقى أمامهم معركة بناء ليبيا الجديدة والدولة المدنية." وأضاف: "لمقتل القذافي بُعد دولي، يؤكد أن الثوار يستطيعون الإمساك بزمام الأمور في ليبيا والتوجه بها نحو المستقبل." وتوقع بريزات أن يعطي مقتل القذافي دفعة للأمام للروح الثورية في تونس ومصر، بعد حدوث نوع من التراجع أو التردد في مسار الثورتين في الفترة الأخيرة. الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمارات قال في تصريحات صحفيه: "ليبيا والمنطقة العربية أفضل حالاً بدون شخص مستبد مثل القذافي، وبدون جميع الحكام الذين استبدوا شعوبهم على مدى سنوات طويلة، فهناك إرادة ربانية في جعل هذا العام جيد للعرب، بعد مرور سنوات صعبة وقاتمة." وأكد عبد الخالق أن الحكام المستبدين لن يتعظوا قائلاً:كان من المفترض أن تأخذ الأنظمة المستبدة في سورية واليمن الموعظة بعد سقوط النظام التونسي والمصري، ورؤية الرئيس المخلوع مبارك في قفص الاتهام، لكن يبدو أن المستبد والمحتكر للسلطة لا يتعظ، ويعتقد أنه سيحافظ على كرسيه حتى لو ضد إرادة الشعب." وأشار عبد الخالق إلى أن الحكام المستبدين لن يتعظوا إلا إذا وجدوا أنفسهم في الوضع المشين نفسه الذي وجد فيه القذافي، والذي يمر به مبارك حالياً. ولا يتوقع عبد الخالق وجود تأثيرات مباشرة على الأوضاع في مصر وتونس، لأن الصراع هناك عميق وأكثر تركيباً من التأثر بمثل هذا الحدث. الدكتور هيثم مناع الناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان يقول: "ما حدث للقذافي من إنتاجه هو شخصياً، ومقتله كان منتظراً، فلا يمكن أن يعيش هذا الشخص بعد مرور 42 عام على استبداده وتحكمه وإلغائه لوجود الآخرين." وتابع: القذافي لم يترك مجالاً للتعامل في إطار من المبارزة السياسية السلمية بينه وبين شعبه، بل بدأ بالعنف والقتل والقمع، فكان من الطبيعي أن يكون ضحية الأسلوب الذي اختاره. وأضاف: اختفاء أي طاغية هو ضوء أمل لكل شعب يعيش في ظل نظام دكتاتوري، لكن هناك ما يمكن أن نسميه بالأثر المزدوج، فمن جهة سيكون هناك تعبئة كبيرة في صفوف أنصار الحرية في اليمن والسورية الشعوب التي تبحث عن حريتها. ومن جهة أخرى سيواجه هذا بارتفاع العنف من الذين يريدون الوقوف ضد إرادة شعوبهم، حتى لا يصلوا إلى المصير نفسه. وأوضح مناع أن المصير أسود لكل من يريد الوقوف ضد أرادة شعبه، وأن المشهد في اليمن وسوريا لن يكون في مصلحة الأنظمة المستبدة، وأن أمام هذه الأنظمة خيارين: إما التسليم لإرادة الشعب والمحاكمة أو الهروب خارج البلاد، لحماية أنفسهم من مصير القذافي.