تنطلق اليوم الأحد بالعاصمة الفرنسية باريس، تظاهرة كبيرة يشارك فيها قادة الدول الأوروبية تضامنًا مع فرنسا ضد الإرهاب، واستجابة للدعوة التي أطلقها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أول أمس، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقوف بلاده إلى جانب فرنسا. وتأتى دعوة "هولاند" لجميع الفرنسيين بهدف إظهار وحدتهم الوطنية ضد التطرف وضد كل من يرتكب أعمالًا إرهابية، ودعا كل الفرنسيين والفرنسيات إلى الوقوف اليوم معًا للتعبير عن معاني التعددية والمساواة والعدل التي تمثلها بلادهم"، وأضاف أنه "لابد أن نخرج من هذه الأزمة أكثر قوة". تضامن دولي ومن الوجوه العربية التى من المقرر أن تشارك في المظاهرة التي يتوقع لها أن تحشد مليون شخص في باريس وحدها، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقرينته الملكة رانيا والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، بالإضافة إلى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو. وأعلن العديد من قادة الدول الأوروبية تلبية دعوة هولاند، من بينهم المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزى ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس أوكرانيا بترو بوروشنكو ورئيس مجلس أوروبا دونالد توسك ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موغيرينى ورؤساء حكومات السويد والنروج والبرتغال والدنمارك وبلجيكا وهولندا ومالطا وفنلندا ولوكسمبورج. حضور مصر غادر سامح شكري وزير الخارجية صباح اليوم، متوجها إلى العاصمة الفرنسية للمشاركة في المسيرة الصامتة تنديدا بالاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي أن تمثيل الوزير شكري لمصر في المسيرة، إنما يعكس وقوف مصر إلى جانب فرنسا في هذا الظرف الدقيق، وإدانتها الكاملة للحادث الإرهابي الآثم الذي لا يمت للدين الإسلامي بصلة، منوها بما تتعرض له مصر من أعمال عنف وإرهاب وترويع المواطنين الأبرياء. وأضاف المتحدث أن مشاركة الوزير شكري في مسيرة باريس تأتي تجسيدا لموقف مصر الثابت ضد الإرهاب وضرورة تكاتف الجهود الدولية للقضاء علي هذه الظاهرة العالمية البغيضة، وفي إطار الرؤية الشاملة التي تتبناها مصر في مواجهتها، والتي لا تركز فقط على التعامل الأمني والعسكري، وإنما ايضا تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله، والتركيز علي الجوانب الفكرية والثقافية لدحض الأفكار الظلامية للتنظيمات الإرهابية من خلال تعظيم دور الأزهر الشريف نشر قيم ومبادئ الإسلام السمحة والوسطية والمعتدلة. الإرهاب بلا هوية وقال رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" قبيل مغادرته إلى باريس للمشاركة في المسيرة: "سنظهر تضامننا ضد الإرهاب، كما سنوجه في هذا اليوم الذي يقف فيه الجميع مسلمون، ومسيحيون، أوروبيون، وأفارقة، وآسيويون جنبًا إلى جنب، رسالة قوية ضد أية محاولة ممكنة لاستغلال ما حدث لإطلاق حملة ضد المسلمين. وأضاف في تصريحات صحفية أدلى بها صباح اليوم، في مطار إسانبوغا الدولي في أنقرة إن، "تركيا من أكثر الدول التي اتخذت موقفًا واضحًا ضد جميع أنواع الإرهاب، وأظهرت تضامنًا قويًا ضده"، مذكّرًا بفقدان تركيا للعديد من مواطنيها في هجمات إرهابية. وأكد داود أوغلو أن "الإرهاب لا يحمل هوية دينية، ولا عرقية، وإنما هو جريمة ضد الإنسانية، أيًا كان مرتكبيه، وأيًا كانت دوافعه". يشار إلى أن المظاهرة في البداية كانت مخصصة للتضامن مع ضحايا صحيفة "شارلي إيبدو" الذين قتلهم الأخوان سعيد وشريف كواشي، الأربعاء الماضي، وكذلك 5 أشخاص قتلهم أميدي كوليبالي، الجمعة، في متجر لبيع الأكل الخاص باليهود. إلا أن المظاهرة التي أطلق عليها "مظاهرة الجمهورية"، اكتسبت زخما دوليا بعد أن أبدى قادة ومسؤولون في دول عدة رغبتهم بالمشاركة فيها. والرئيس أولاند هو الثاني من بين رؤساء فرنسا، الذي يشارك في مظاهرة بالشارع، بعد الرئيس السابق فرنسوا ميتران الذي انضم عام 1990 إلى مظاهرة للتنديد بتدنيس مقبرة يهودية في كاربنتراس، جنوب شرقي البلاد. وستجري المسيرة بين ساحتي "الجمهورية"، و"الأمة" شرقي باريس، اللتين تفصل بينهما 3 كيلومترات. ويأتي هذا التجمع الكبير بينما تم وضع الأجهزة الأمنية في أعلى درجة من الإنذار والتأهب في المنطقة الباريسية، وفي هذا الإطار سيقوم ألفا شرطي و1350 عسكريا آخرين بحماية المواقع الحساسة في العاصمة الفرنسية ومحيطها.