الثقة بالنفس تعتبر من أعمدة الشخصية السليمة والنفسية السوية، ومن أكثر ما يؤثر في سلوك واختيارات الفرد. كيف يرى كل منَّا نفسه؟ كيف يرى قدراته وإمكانياته؟ كيف يرى شخصيته وعلاقته بالآخرين؟. لذلك إليك نصائح تساعدك على منح طفلك ثقة في نفسه وفي قدراته: 1- منذ البداية المبكرة، الرضيع الجائع بحاجة للشعور بأن أحدا يستجيب إليه، لا فقط بحاجة للطعام. فإذا كانت استجابة الأم غير مرضية، تتغيب عنه كثيرا، تمتنع عن إرضاعه ليعتاد أن ينام طوال الليل، تتركه يصرخ لفترات طويلة .... ينشأ هذا الطفل مفتقدا الإحساس بالأمان، شاعرا أنه ليس ذو قيمة، لا يشكّل أي أهمية لأي شخص، لا يستحق الاستجابة، باختصار، ينشأ فاقدا للثقة في نفسه. 2- على الأم أن تمنح الطفل حبا غير مشروط: هل تربطي حبك بالقيام بأي إنجاز أو بصفة ما فيه؟ هل تقولين له "ذاكر عشان أحبك" أو"لو خلصت الطبق ها حبك"؟ عليك أن تتوقفي فورا عن هذه العبارات إذا كنت تستخدمينها. واحرصي أن يفهم الطفل أنك تحبينه لأنه ابنك، فقط. لا لأنه مهذب أو متفوق أو ينهى طعامه! لا تبتزي الطفل عاطفيا بربط حبك له بأي شيء مهما كان. فشعور الطفل بأن أمه تحبه من أهم دعائم الثقة بالنفس. 3- النقد: إذا استمرت الأم في وصف ابنها بالكسول أو المزعج أو الممل، هل تتوقع أنه سيرى نفسه يوما ما بشكل إيجابي؟! هذه الأوصاف السيئة، والعبارات الجارحة الأخرى مثل "ألا تخجل من نفسك" أو" لقد خاب أملى فيك"، تشعره بأنه فاشل أو سيء، بدلا من الكلمات والأوصاف الجارحة، انقدي السلوك الذي لا يعجبك ولكن لا تنتقدي شخص الطفل، قدر الإمكان لا تستعملي عبارة "أنت كذا ...". يمكنك أيضا أن ترى الأمر من زاوية مختلفة، هل ابنك خجول أم أنه فقط لا يكثر الحديث؟ هل هو مخرّب أم فقط طفل فضولي طبيعي؟ هل يكذب أم أنه لم يصل بعد للسن التي يدرك فيها الفرق بين الخيال والحقيقة ؟ 4- لا تفعلي ما يجب عليه هو القيام به نيابة عنه، إذا فعلت ذلك فهذه طريقة لتدريبه على عدم المحاولة وعدم القيام بمسئولياته، كما أنك ترسلين له برسالة مفادها أنه غير كفء وأنك لا بد أن تتدخلي لتعينيه، وأنه غير قادر على حل مشاكله بنفسه. أيضا لا تتدخلي لمساعدته أوحل مشاكله إلا عند الضرورة، الأهل الذين يعتبرون المدرّسة هي المخطئة إذا حصل الطفل على تقديرات ضعيفة، والذين ينبرون للدفاع عنه إذا ما تشاجر مع أصدقائه يزيدون من شعور الطفل بعدم الكفاءة. 5- كلّفيه بمسئوليات: الطفل يحتاج لأن يتولى بعض المسئوليات، إنه يحتاج أن يشعر أننا نثق به، نكلفه بعمل ، أنه يقوم به بشكل مرض، وأن هذا العمل مفيد أو نافع للأسرة. هكذا يشعر الطفل بأهميته وقيمته وقدرته على المساعدة وكفاءته. 6- وفِّري له فرص للإنجاز، تحديات جديدة، خبرات، تجارب، تنمية مهارات، ألعاب رياضية، مسابقات علمية، امنحيه الفرصة ليشعر بإنجازات حقيقية. وأخيرا، كوني دائما بالقرب منه، أمَّاً وصديقةً وداعمةً.