ليست الإعاقة مسوغًا للاستسلام ولا مبررًا للإقصاء والتهميش، بل حافزًا على التحدي وإثبات الذات – مهما كان نوع هذه الإعاقة أو درجتها – فالشخص المعاق - إذا تمت رعايته صحيًا واجتماعيًا وسلوكيًا، صار فاعلًا منتجًا قادرًا على إدماج نفسه داخل المجتمع يؤثر فيه ويحقق كثيرًا من النجاحات التي ربما يعجز عن تحقيقها العديد من الأسوياء.. فمن الضروري أن تدرك كل أسرة رزقها الله بطفل ذي إعاقة أن حماية هذا الطفل بشكل مبالغ فيه وعدم تمكينه من الاعتماد على نفسه بتلبية كل رغباته ومطالبه باستمرار، ومنعه من الاختلاط بالمجتمع وحرمانه من مزاولة حياته بدعوى الخوف والقلق الشديد عليه، يزيده إعاقة وعجزًا وتأخرًا ويقلل من فرص تعلمه وتحسين أدائه، كما يجعله شخصًا اعتماديًا غير قادر على القيام بحاجاته الأساسية البسيطة.. ولأن الأم منبع الحنان والحُضن الدافئ الأول الذي يحتوي الطفل ويشعره بالطمأنينة والأمان، فينبغي أن تعي أن مسئولياتها ودورها تجاه طفلها، لاسيما لو كان صاحب إعاقة - بالغ الأهمية وشديد التأثير، فإما أن تنهض به وتساعده على التكيف والاندماج في المجتمع شأنه في ذلك شأن باقي الأطفال، أو تجعله كمًا مهملًا لا يؤثر ولا يتأثر، يعجز عن التواصل مع الآخرين ولا يدرك ما يدور من حوله!.. إلى كل أم لديها طفل معاق بعض الإرشادات التي إذا أخذت بها استطاعت بعون الله أن تؤدي رسالتها معه كما ينبغي أن تؤدى: أولًا: ارضى بقضاء الله وقدره واصبري واحتسبي ولا تهني ولا تحزني لأنك رُزِقتِ بطفل ذي إعاقة، واعلمي جيدًا أن الله لم يصيبك ليخطئك ولم يخطئك ليصيبك، وإنما أنعم عليك وأكرمك به ليرفع درجاتك ويجازيكِ خير الجزاء في الدنيا والآخرة لو أحسنتِ إليه وقمتِ باحتضانه ورعايته والصبر عليه. ثانيًا: تقبلي طفلك بكل ما فيه حتى تعرفي كيف تتعاملين معه بشكل يتناسب مع حالته، ولا تشعريه بأنه شخص مختلف ينقصه شيء، بل امنحيه الثقة بأنه شخص طبيعي جدًا وقادر على التواصل مع الآخرين بسهولة ودون عناء. ثالثًا: احتويه واغمريه بحبك وشاركيه اللعب والمرح وعلمي إخوته التعامل معه بلطف وود ورحمة حتى تصبح أسرته هي الأقرب إلى نفسه وقلبه دائمًا، ولكي لا يشعر بأنه مرفوض ومنبوذ وغير مرغوب فيه. رابعًا: عاقبيه إن أخطأ وكافئيه إن أصاب، واعلمي أنه سَيَعي ذلك تمامًا وسيعرف مع مرور الوقت الفرق بين السلوكيات الصحيحة التي سيحرص على فعلها والسلوكيات الخاطئة التي سيتجنبها. خامسًا: عليكِ ألا تشعري بالحرج أو الخوف من الحديث عن ابنك المعاق أمام الآخرين وحاولي دومًا الإشادة به وخاطبيه باحترام وود حتى تجبريهم على احترامه وتقديره وعدم السخرية منه. سادسًا: حتى لو كانت تصرفات ابنك المعاق مزعجة ومستفزة فاحترميها واصبري عليها، لأن بعض الأطفال ذوي الإعاقة تصدر عنهم بعض الأفعال الغريبة لإثارة من حولهم، ولفت انتباههم بشتى الطرق، لذا يجب عدم الرد والتعامل معهم بشدة بل ينبغي تفهمها ومعرفة سببها. سابعًا: اعلمي أن ردود الكثير من الأطفال ذوي الإعاقة تكون بطيئة، لذا عليك أن تعطي ابنك فرصة مناسبة ووقتًا كافيًا للتجاوب معك - إذا ما طلبتِ منه إنجاز أي عمل أو تواصلتِ معه في أي حوار. ثامنًا: احرصي على إلحاق ابنك المعاق بأي نشاط رياضي يتناسب وطبيعة إعاقته لشغل وقت فراغه وإبراز وإخراج قدراته وطاقاته من خلاله، واجعلي له هدفًا من وراء هذا النشاط، وازرعي فيه الثقة واليقين بأنه يستطيع التفوق وإحراز بطولات وحصد جوائز عديدة يعجز عن حصدها غيره من الأشخاص الأصحاء. تاسعًا: اجعلي له دورًا ثابتًا في المنزل يساعد من خلاله في الأعمال المنزلية ليكتسب المزيد من الثقة بالنفس والشعور بأنه فرد أساسي في الأسرة عليه واجبات ينبغي القيام بها. عاشرًا: يمكنكِ إلحاق ابنكِ بإحدى المؤسسات التي ترعى المعاقين أمثاله والاشتراك في أنشطتها المختلفة التي أصبحت منتشرة بشكل ملحوظ حتى يتدرب ويتعلم ما ينفعه ويخدمه مستقبلًا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.