قال وزير الصحة في حكومة الإنقاذ الليبية أنور سواني " إن القصف والاعتداء طال كل المدن التي تواجد فيها الثوار، وكأنهم لا يريدون للبلاد النهوض "، وذلك في معرض تعليقه على الوضع الصحي والإنساني؛ جراء قصف قوات اللواء خليفة حفتر على مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ، فضلا عن قصف طائرات الدول المجاورة لليبيا. جاء ذلك في حوار أجراه سواني، مع مراسل الأناضول في إسطنبول، على هامش زيارته مع وفد وزاري للجرحى في المدينة، وفي اللقاء أكد أن "الوضع الصحي والإنساني مأساوي في المناطق التي شهدت مواجهات في الشرق والغرب الليبي، وسبب ذلك الاعتداءات من قبل قوات حفتر بأسلحته الفتاكة، بمعاونة الدول الجارة لليبيا في شرق المنطقة العربية". وأضاف أن "هذه الاعتداءات تركزت في منطقة بنغازي، وفي غرب جبل نفوسة وخاصة بمدينة ككلة، ففي بنغازي المأساة كبيرة، والحكومة أعلنتها مدينة منكوبة، وطالبت المنظمات الإنسانية والإغاثية بفتح ممرات إنسانية لإغاثة المنكوبين، لأن الوضع ينبئ بكارثة إنسانية، فالجثث متفسخة في الشوارع مع وجود برك من الصرف الصحي، والبيوت مهدمة على أصحابها، والمؤسسات التعليمية وعلى رأسها جامعة بنغازي مهدمة، والمطار والميناء مغلقان، ويتعرضان لقصف مستمر". ولفت إلى أن "مخازن التموين تعرضت للقصف والاحتراق، وهناك حملة تجويع ضد الآمنين، حيث يقيم في المدينة حوالي مليون نسمة، والأطفال لا يدرسون، والمستشفيات لا تعمل، إلا بعض المشافي الميدانية، والطواقم الطبية مستهدفة، كل شي مدمر ويحترق ويستهدف، والمدينة تحولت إلى أطلال يسكن أهلها في الخيام، أو تحت الانقاض، أو في بعض المدارس التي نجت من القصف، ويعيش كثير من الأطفال والنساء والشيوخ في الشوارع؛ منفيين من المدينة التي كانت تعتبر مدينة العام بعد ثورة 2011". من ناحية اخرى، لفت إلى أن "الحرب في المدينة خلف نزوح اكثر من 10 آلاف أسرة هُجّرت، وهو يعني عشرات الآلاف من المدنيين، وأكثر من 6 آلاف قتيل، وأضعاف من الجرحى، وأمثالهم من المفقودين، وهؤلاء سيصبحون معاقين، وكذلك هناك التاثيرات النفسية، حيث ستعاني ليبيا كثيرا، وكل ذلك لأن هذا الشخص ومن يدعمه في الخارج؛ يريدون عودة النظام السابق إلى البلاد، بعد أن ثار الشعب الليبي عليه وتخلص منه"، على حد تعبيره. وأشار إلى أن "مدينة ككلة الصغيرة، فيها 30 ألف نسمة، هاجر أغلبهم مع نزوح أكثر من 5 آلاف عائلة، وسقوط أكثر من 1300 شهيد فيها وحدها، فضلا عن مئات الجرحى ومثلهم من المفقودين، وهي مدينة صغيرة وبعيدة لا تستحق كل ما حصل لها، حيث كانوا قد طالبوا من المنظمات الانسانية فتح ممرات آمنة، والاستجابة كانت بطيئة، ولم تكن على المستوى المأمول". وحول مساعي بعثة الأممالمتحدة لحل الأزمة في البلاد؛ شدد سواني على "خيبة أمل القيادة بالمبعوث الأممي برنارينيو ليون، ولم يعد طرفا محايدا كما هو مفترض كمنظمة دولية، لذا لا فائدة من التواصل معه، والشعب الليبي صار يخرج كل جمعة مطالبا باستبداله". وبين أن "المبعوث الذي كان قبله طارق متري، كان حياديا، ويتواصل مع الأطراف، ويحاول مساعدة البلاد على النهوض، لكن ليون لم يكن بالمستوى، وحاولت حكومة الانقاذ التعاون؛ لأنهم ليبيون وهناك عراك وسوء تفاهم واشتباك، ويجب على الطرف الأممي المساعد كطرف خارجي أن يتمثل الحياد". وفي نفس الإطار، رحب سواني "بكل من فتح لهم بابه من الدول وذهبوا وسيذهبون إليه لعقد الاتفاقات الطبية لاستجلاب الأطقم، وتطوير المستشفيات، واستيراد الأدوية والمسلتزمات، وهناك آلاف الجرحى موجودون في الدول العربية والأوروبية، في تونس والأردن وتركيا التي فتحت ذراعيها بكل ترحاب، وهناك دول أوروبية تستقبل الجرحى أيضا". واشاد الوزير "بالدور التركي المساند لليبيين قولا وفعلا، منذ ثورة يناير 2011، حيث وقفت إلى جانب الثورة وناصرتها، والرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، عندما كان رئيسا للوزراء؛ زار ليبيا وقدم المساعدات، متوقعا أن يكون مستوى التعاون أكبر وأفضل، في وقت تطلع فيه إلى تعاون أكبر وبشكل خاص في المجال الصحي". وعقدت الخميس الماضي لجنة الاتصال الدولية حول ليبيا اجتماعا؛ برئاسة مفوض السلم والأمن الأفريقي، إسماعيل الشرقاوي، بحضور دليتا محمد دليتا، ومشاركة ممثلي دول جوار ليبيا (الجزائر، وتشاد، ومصر، والنيجر، والسودان، وتونس) إلى جانب دول موريتانيا، ونيجيريا، وجنوب افريقيا، وممثلي بعض الدول الاعضاء في مجلس الأمن الدولي (الصين، وفرنسا، وروسيا، ورواندا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة)، وأيضا ممثلو الأممالمتحدة، والجامعة العربية، ومجموعة دول الساحل والصحراء. وفي بيان عن الاجتماع حصلت "الأناضول" على نسخة منه؛ "رحبت" لجنة الاتصال الدولية بإعلان مبعوث الأممالمتحدة لليبيا، برناردينو ليون؛ اجراء حوار بين فرقاء ليبيا،في التاسع من الشهر المقبل، حيث اتفق أعضاء مجموعة الاتصال؛ على "الاستفادة من القمة الافريقية القادمة (في يناير/ كانو ثاني المقبل)، بأديس أبابا لعقد اجتماع للمجموعة الدولية؛ لتقيم الأوضاع في ليبيا"، وفق البيان. وتشهد ليبيا صراعا على السلطة، منذ أشهر، خلف مئات القتلى والجرحى، وأدخل البلاد في حالة من الفوضى السياسية، حيث جرى تشكيل برلمان وحكومة من طرف واحد في طرابلس (غرب)، موازيين لبرلمان معترف به دوليا، وحكومة مؤقتة منبثقة عنه، ويعملان من شرقي البلاد.