مع انتشار استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في حياة البشر، صار الاتصال البشري أكثر سهولة عن ذي قبل، ولكن في نفس الوقت، يسر التطورهذا المعلوماتي انتشار الجرائم عبر الحدود المتباعدة، وتأتي تجارة المخدارت على رأس هذه الجرائم. ترصد شبكة الإعلام العربية «محيط» العالم السري لمروجي المخدرات عبر الإنترنت، مستعينة بخبراء أمن المعلومات في التعرف على أساليب الاتصال بين هؤلاء المروجين، وكذلك العملات المتداولة بينهم. تجارة عابرة للحدود يقول محمد الخطيب، خبير جرائم أمن المعلومات بلندن، في تصريحات إلى "محيط"، إن الإنترنت أسهم بشكل كبير في تسهيل التجارة العابرة للحدود دون الحاجة إلى السفر والمقابلات واحتمالية مراقبة البوليس. وأضاف الخطيب: "يستخدم بعض التجار ما يسمى بالروابط المشفرة، وذلك بإنشاء مواقع إنترنت بواجهة إخبارية أو ثقافية، ويكون هناك قسم معين لا يفتح إلا بهذا الرابط المشفر الذي يملكه التجار أنفسهم ويتبادلوه في إحدى مقابلاتهم، التي أصبحوا لا يحتاجون لتكرارها، كما يتيح لهم أيضاً أهم شيء، وهو التخفي وعدم الحاجة للكشف عن شخصياتهم." وعن كيفية التبادل بين الأفراد والتجار، أوضح الخطيب: "إن ذلك يكون عن طريق نوافذ في المواقع أو في بعض الأحيان صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتم عقد الصفقة بتحديد الكمية ودفع حسابها وأخذ بيانات المتعاطي والتسليم يكون إلي باب البيت ديليفري." أما عن العُملة المستخدمة في التبادل، فبيّن أنها تكون عملة الدولة التي يتم التعامل بها، أو عن طريق الدولار إذا كانت عابرة للحدود، ولكن ظهرت في الفترة الأخيرة عملة إليكترونية خالصة وهي "بيتكوين" وهي نظام مالي يتعامل مع المعاملات المالية بنظام الند بالند، وإيرادات التجارة بهذه العملة في الفترة الأخيرة بلغ نحو 1.2 مليار دولار، عبر موقع واحد وبلغ عدد المقبلين على الشراء نحو 200 ألف شخص. ويضيف الخطيب "مع كل ما سبق تبقى سياسات حماية الخصوصية عائقا آخر أمام ضبط هذه الجرائم، حيث يسعى المتخصصون إلى مواكبة هذه لتكنولوجيا المتقدمة، إلا أن تعقيد العملية جعل نسبة نجاحهم لا تتعدى ال 20%، في ضبط هذه الجرائم ؛حيث يسارع المهربون في تطوير أدائهم وتغيير استراتجياتهم ويساعدهم في ذلك التطور الإليكتروني الذي يحمل الجديد كل يوم." وأردف: "هذه النوعية من الجرائم ترتبط حتما بالتطور الإليكتروني للدولة، فنجد أن أمريكا والهند وأوروبا يتصدرون نسب هذه الجرائم، أما في الدول النامية فينحصر ذلك على بعض دواليب المخدرات على مواقع التواصل الاجتماعي ." وعن قوانين الدول في مواجهة وردع مثل هذه الجرائم قال الخطيب: "إن هذه الدول لم تشرع في وضع القوانين اللازمة لمواجهة هذه الجرائم التي سرعان ما تنمو وتتعقد ." ترويج المخدرات عبر الإنترنت تشمل أساليب الاتصال بين مروجي المخدرات عبر الإنترنت، غرف الدردشة، وتهدف إلى تكوين صداقات دون حدود حيث يستخدمها مروجو المخدرات في ترويج سمومهم على الأطفال والمراهقين والشباب والفتيات، ووسائل النقل السريع العابرة للقارات والعلاقات المجهولة، والألعاب الإلكترونية وأفلام الكرتون، حيث أُستغلت كوسيلة لترويج المخدرات وتمرير صفقات البيع من خلالها، كما انتشرت أيضا أفلام كرتونية لشخصيات ودمى كرتونية معروفة عالميا ومحببة لدى الأطفال تم تصميمها لإعطاء الأطفال أفكاراً وطرقاً لاستخدام المخدرات، بالإضافة إلى صيدليات الإنترنت غير المشروعة التي تبيع وتروج للمواد المخدرة والمواد الخاضعة للرقابة كالمواد المهدئة والمواد النفسية التي تؤدي إلى الإدمان. تقرير مهم أوضح تقرير المرصد الأوروبي لمراقبة المخدرات والإدمان، أن الإنترنت أصبح حاليا سوقًا رئيسيا للمخدرات، بحيث يتمكن تجار المخدرات من تقديم بدائل كثيرة للمخدرات التي تخضع للمراقبة. وأشار المرصد في تقريره حول وضع المخدرات في أوروبا لعام 2007م، إلى مراقبة نشاط بيع العقاقير والمخدرات على الإنترنت أصبحت حالياً عنصراً مهماً بشكل متزايد للتعرف على الاتجاهات الجديدة للظاهرة، وأشار المرصد إلى وجود نحو 115 متجرا لبيع المخدرات على الإنترنت في 17 دولة أوربية، وأن تجار التجزئة على الإنترنت يتوزعون في بريطانيا بنسبة 37%، وألمانيا 15%، وهولندا 14%، ورومانيا 7%. كما ذكر التقرير أن أوروبا ما تزال المركز الرئيسي لإنتاج المخدرات، خاصة هولندا وبلجيكا وبكميات أقل في ألمانيا وبولندا، حيث تم اعتراض حوالي 13 مليوناً، من أقراص المخدرات في أوروبا في عام 2007م، وتشير تقديرات التقرير إلى أن (10) ملايين شاب أوروبي تتراوح أعمارهم بين ال (15 – 16) عاماً، قد تعاطوا المخدرات خلال فترة حياتهم وأن حوالي (205) مليون استخدموها في عام (2006م)، وحذَّر التقرير من أطفال المدارس، حيث تظهر البيانات ترابطاً قوياً بين الإفراط في تناول الكحول وتعاطي المخدرات. وكشف التقرير أيضا عن 85% من المواقع التي تم فحصها على شبكة الإنترنت تبيع العقاقير القوية مثل: الفاليوم، وريتالين، ولا تطلب من مستخدمي الإنترنت وصفة طبية من الطبيب المناسب، بل إن كثيراً منها توضح صراحة أن لا حاجة هناك إلى أي وصفة طبية التي لا تحتاج وصفة طبية، ويرصد التقرير مدى توافر المواد الأفيونية لمن يريد. وقد وجد في هذا التقرير العثور على 206 موقع تبيع هذه العقاقير علانية عبر الشبكة، والمشكلة المقلقة هو أنه لا توجد ضوابط على أي من هذه المواقع، خاصة ما يكفل إعاقة وصول الأطفال إليها ولا سيما أن معظم مستخدمي الإنترنت هم المراهقون والشبان والفتيات. اقرأ فى الملف " المخدرات الرقمية .. بث مباشر أم إدمان عبر الأثير؟" * المخدرات الإلكترونية حقيقة أم وهم ليس له وجود؟ * الأسباب النفسية لإدمان المخدرات.. وأشهر طرق العلاج * «الفودو».. عشب للحيوانات ينافس «البانجو والحشيش» والجرام ب85 جنيهًا * «محيط» تخترق أوكار المخدرات.. وتكشف أسرار التجارة الحرام ب«الخانكة» ** بداية الملف