أعادت واقعة ضبط نجل الرئيس المخلوع محمد مرسى بتعاطى سيجارة حشيش إلى الأذهان والعقول كارثة اقتصادية وصحية يتعرض لها شبابنا وكهولنا ونساؤنا وحتى أطفالنا أيضًا. وتشير تقديرات مكتب الأممالمتحدة للمخدرات والجريمة إلى أن نسبة 4,7% من عدد السكان فوق 15 سنة يتعاطون المواد المخدرة. ويمثل الشباب فى مصر حوالى 65% من عدد السكان الذين تجاوزوا التسعين مليون نسمة وبذلك يصل عدد المدمنين من الشباب إلى حوالى ثلاثة ملايين شاب وفتاة يتعاطون الحشيش والبانجو والمواد المخدرة الافيونية من هيروين وعقاقير الهلوسة والمهدئات والمنشطات. ودخل دائرة الادمان أيضًا أطفال الشوارع وأصبح سن الادمان يبدأ من سن 9 سنوات. وعادة ما يتعاطى هؤلاء الأطفال المدمنون المواد الطيارة مثل الكلة والبنزين ولها رائحة نفاذة وكذلك البانجو لرخص سعره حيث إن حزمة البانجو لا تتجاوز عشرة جنيهات ويستهلكها حوالى 5مدمنين. وهناك ظاهرة تنفرد بها بلادنا وهى ادمان الحشرات مثل النمل الأبيض والخنافس والصراصير حيث يتم حرقها وشمها. ويبلغ مايتم إنفاقه على شراء المخدرات سنويًا نحو مليار جنيه كما أن متوسط نفقات علاج المدمن فى حالات تعاطى المواد الأفيونية حوالى عشر آلاف جنيه. ويسعى تجار السموم إلى زيادة المعروض من المواد المخدرة فى حالات الانفلات الأمنى حيث يسهل تهريب المخدرات عبر الحدود والمنافذ وفى المقابل تشجع أيضًا حالات زيادة معدلات البطالة وعدم توافر فرص العمل وأصدقاء السوء على زيادة معدلات تعاطى المخدرات فضلًا عن زيادة العنوسة لعدم قدرة الشباب على تحمل نفقات الزواج وتجاوز عدد العانسات الخمسة ملايين فتاة. وهذا فى حد ذاته كارثة انسانية وقومية. الجدير بالذكر أنه كلما زاد تقدم العالم راجت تجارة المخدرات وليس كما يتصور البعض أن العلم والثقافة يقللان من معدلات التعاطى. والغريب أن تجار المخدرات يستخدمون ثورة المعلومات فى الترويج للتعاطى من خلال الانترنت. والشىء المؤكد أن معدلات استهلاك المخدرات تتزايد فى مصرنا وهذا الاستهلاك يستنزف ما بين 14 و 21% من الناتج المحلى وحوالى 154% من الادخار الاجمالى المحلى وحوالى 131% من معدلات الاستثمار المحلى. إن صندوق تعاطى ومكافحة التعاطى التابع لمجلس الوزراء فى غفلة من الزمن ولا يمارس دورًا فعَّالًا فى نشر الوعى والوقاية بأخطار التعاطى وتحويل المدمنين إلى طاقة معطلة بل عبء على الاقتصاد القومى وتحميل أهاليهم نفقات علاج باهظة خصوصًا لمدمنى الهيروين والكوكايين. إن على الدولة أن تكثف جهودها للوقوف بقوة وبشدة وحزم لتجار المخدرات الذين يدمرون مستقبل الوطن وشبابه وأطفاله.