أزمة اليونان تشعل حرب تصريحات إعلامية بين دول اليورو المستشارة الألمانية انجيلا ميركل محيط - زينب مكي المفوضية الأوروبية تحاول التخفيف من وطأة حربا إعلامية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على خلفية الأزمة التي تعصف باليونان وتداعياتها على منطقة العملة الأوروبية الموحدة "اليورو". و حاولت المفوضية الأوروبية التخفيف من وطأة هذه الحرب عندما حذرت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من مغبة الإفراط في التفاؤل إزاء توقعات النمو الاقتصادي، و دقت ناقوس الخطر مذكرة حوالي أربع عشرة دولة من دول الاتحاد الأوروبي بأنها تواجه خطر عدم الوفاء بأهداف ميزانياتها، وفقا لما أورده موقع "يورونيوز" الإخباري. ومن جانبها ، أطلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بتصريحات نارية من منصة البرلمان الألماني "البوندستاج" تهدد فيها اليونان وغيرها من البلدان من إمكانية استبعادها من منطقة اليورو : “ في المستقبل. وقالت ميركل " نحن بحاجة إلى الدخول في معاهدة من شأنها أن تجعل من الممكن ، باعتبارها الملاذ الأخير ، استبعاد أي بلد من منطقة اليورو اذا كان لم يف بشروط العملة الموحدة مرارا وتكرارا..على خلاف ذلك يصبح التعاون مستحيلا". كما دافعت المستشارة الألمانية عن سياسة التصدير التي تتبعها بلادها رغم الانتقادات التي وجهتها لها وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاجارد حيث دعتها إلى الخفض من الضرائب لزيادة الاستهلاك ومساعدة اقتصاديات بقية الشركاء. شعار منطقة اليورو وفي تصريح شديد اللهجة، أعرب الناطق الرسمي باسم الحكومة اليونانية جورج بيتالوتيس عن استياء بلاده من التصريحات الألمانية تجاه عروض ببيع جزر يونانية مقابل سداد الديون، وذكر أن بلاده قادرة على سداد ديونها بنفسها من غير الاحتياج لآخرين. وفي الوقت نفسه، ذكر وزير الخارجية اليونانية بالإنابة ديمتريس دروتساس، أن على المسؤولين الألمان التوقف عن تصريحاتهم السلبية تجاه الأزمة المالية اليونانية، مشددا على أن بلاده والحكومة اليونانية ليست في حاجة لتضامن سلبي من جيرانها في الاتحاد الأوروبي، وتستطيع مواجهة مشكلاتها معتمدة على نفسها، وأكد دروتساس في مقابلة في التلفزيون الألماني أن مثل تلك الاقتراحات ليست ملائمة في الوقت الحالي. وكان عضوان بارزان في البرلمان الألماني، أحدهما اسمه جوزيف شارلمان من ائتلاف المستشارة أنجيلا ميركل الذي ينتمي لتيار يمين الوسط، والثاني شيفلر خبير السياسة المالية بالحزب الديمقراطي الحر، صرحا بأن على اليونان أن تدرس بيع بعض جزرها كوسيلة لتخفيض الديون والخروج من أزمتها. وفي تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" ذكرت مسئولة في الحزب الاشتراكي الحاكم في اليونان، أن على اليونان أن تطالب في الوقت الحالي ألمانيا بدفع تعويضات عن الحرب التي شنتها ضد اليونان القرن الماضي وسلبت وقتها ثروات اليونان، وأن يتوقف الألمان عن تصريحاتهم السلبية ضد اليونان. ومن جانبه أكد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني على ضرورة التحرك بسرعة وبتناسق لاحتواء الأزمات كتلك التي ضربت الاقتصاد اليوناني، مضيفا إلى أن الخطة الأوروبية لإنقاذ الاقتصاد اليوناني ستكون امتحانا لمعرفة مصداقية الحفاظ على النظام الأوروبي".