رأت صحيفة «تايم» الأمريكية أن الأزمة المالية فى اليونان وديونها قد تفتح الطريق أمام نهاية العملة الأوروبية الموحدة «اليورو»، بعد 8 سنوات فقط من إصدار أوراقها المالية وقطعها المعدنية. ونقلت الصحيفة عن خبير الشؤون الأوروبية فى المعهد الفرنسى للعلاقات الدولية، فيليب مورو دوفارج، قوله إن «هذه الأزمة كبيرة جدا بالنسبة لليورو وكل أوروبا لأن ما أمامنا الآن دين كبير ومشكلة عجز تتقاسمها عملياً كل الدول الأوروبية وليست هناك بنية جماعية بعينها للتعامل معها». وأضاف دوفارج «يبدو أن أوروبا مضطرة للاعتراف الآن بأنها ليست غنية ومنظمة كما كانت تعتقد، وهى تواجه اليوم سنوات صعبة فى تلمس طريقها للوصول إلى أرضية صلبة». وقال خبير الاقتصاد السياسى الأوروبى فى معهد لندن الاقتصادى، بوب هانيكيه، إنه «من الممكن تماماً أن نرى نهاية اليورو خلال بضع سنوات أو ربما يقتصر استخدامه على فرنسا وألمانيا وبعض البلدان الأوروبية الصغيرة الأخرى». وأضاف «المشكلة هى أن الاتحاد النقدى لم يتبعه أبداً اتحاد سياسى يتضمن تنسيق الميزانية والممارسات الضريبية بالإضافة لإنشاء مؤسسات منطقة اليورو من أجل مساعدة النظم الاقتصادية الأعضاء فيه فى التكيف مع التغيير أو الاضطراب». وأوضح أن من نتيجة ذلك أن وجدت الحكومات الأعضاء نفسها أمام وسائل قليلة جدا فى مواجهة ديون اليونان والضغط الشديد الذى تضعه على اليورو. وفى غضون ذلك، دعا هانز فيرنر زين، رئيس المعهد الألمانى لأبحاث الاقتصاد أمس الأول إلى تدخل صندوق النقد الدولى لمساعدة اليونان فى أزمتها المالية الحادة التى تمر بها والتى تهددها بالإفلاس بسبب ديونها الهائلة. وقال زين فى مقال له بمجلة «فيرتشفاتسفوخه» الألمانية إن «لدى صندوق النقد الدولى خبرة طويلة فى إنقاذ الدول المهددة». ورأى زين أن الحل الوحيد أمام اليونان إذا لم تحصل على مساعدة هو «خفض قيمة عملتها» المحلية من خلال الخروج من اتحاد اليورو، وفى الوقت نفسه جدولة الديون بحيث يتم تقليص مستحقات الدائنين. جاء ذلك فى الوقت الذى اعتبر فيه رئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو، جان كلود يونكر، فى ختام لقاء مع رئيس الوزراء اليونانى جورج باباندريو، أنه لا ضرورة لخطة لمساعدة مالية لليونان. ومن جانبه، أكد باباندريو، أمس الأول، أن اليونان لا تحتاج إلى بيع بعض جزرها غير المأهولة للحصول على أموال وتغطية العجز فى ميزانيتها. وقال باباندريو بعد لقائه المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل فى برلين «أعتقد أن هناك حلولاً لسد العجز خلاقة أكثر من بيع جزر يونانية». وكان نواب ألمان دعوا اليونان إلى بيع جزرها لتسديد ديونها. وشهدت اليونان أمس الأول اشتباكات بين آلاف المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب خلال احتجاجات على إجراءات التقشف التى أعلنتها الحكومة اليونانية للخروج من الأزمة المالية ووافق عليها البرلمان.