لم يمزق الصربي نوفاك ديوكوفيتش قميصه إلى نصفين كما فعل عندما توج بلقب أستراليا المفتوحة في 2012 ولم يكن هناك عشب يأكله كما فعل بعدما فاز بنهائي بطولة ويمبلدون 2011 ، وإنما اكتفى برفع كأس البطولة الختامية لموسم رابطة محترفي التنس بابتسامة هادئة، ربما حاول من خلالها إخفاء شعوره بعدم الارتياح نتيجة انسحاب السويسري روجيه فيدرير من النهائي بسبب إصابة الظهر قبل انطلاق المباراة. وبدت في تلك الابتسامة نظرة غامضة ربما تكون ناتجة عن سلسلة من المصادفات التي تمتاز بها أشهر أفلام الإثارة، حيث تتجه كل مؤشرات "نولي" وعقاربه باتجاه الرقم "3". فهذا هو اللقب الثالث على التوالي الذي يحققه اللاعب الصربي في البطولة الختامية، من أصل أربعة ألقاب فاز بها "نولي" أعوام 2008 على حساب الروسي نيكولاي دافيدينكو و2012 على حساب فيدرير و2013 على حساب الإسباني رافائيل نادال، الذي خضع لعملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية، حرمته من المشاركة في النسخة المنصرمة من البطولة. ويصبح ديوكوفيتش بهذا اللاعب الثالث في التاريخ الذي يتمكن من الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية، لينضم بهذا إلى الروماني إيلي ناستاسي (1971 و1972 و1973) والأمريكي إيفان ليندل (1985 و1986 و1987)، الذي تولى تدريب البريطاني آندي موراي، ليقوده لتحقيق ثلاثة ألقاب كبرى هي الولاياتالمتحدة المفتوحة ودورة الألعاب الأوليمبية لندن 2012 وبطولة ويمبلدون. كما أن هذا هو اللقب الثالث الذي يحققه "نولي" على حساب فيدرير هذا الموسم، بعد بطولتي إنديان ويلز لتنس الأساتذة التي تقام على الأرضية الصلبة، والتي فاز بها الصربي بنتيجة 3-6 و6-3 و7-6 (7-3) وويمبلدون ثالث بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى بنتيجة 6-7 (7-9) و6-4 و7-6 (7-4) و5-7 و6-4. والخسارة التي مني بها فيدرير أمام ديوكوفيتش هي الثالثة له في نهائي البطولة الختامية، حيث سبق وخسر نهائي 2005 أمام ديفيد نالبانديان، ثاني أرجنتيني يتوج بالبطولة بعد جييرمو فيلاس (1974). وبهذا الانتصار، ينهي ديوكوفيتش العام في صدارة التصنيف، للمرة الثالثة في تاريخه، بعد عام 2011 على حساب نادال، و2012 متفوقا على الوصيف فيدرير في غياب نادال للإصابة. وتكتمل هذه الثلاثيات الخارقة بمولد طفله الأول قبل خوضه منافسات بطولة باريس بيرسي، التي فاز بها ليصبح اللاعب الأول الذي يتمكن من الدفاع عن لقبها، ليحمل الرقم ثلاثة في الأسرة ، ليكون "نولي" صاحب الثلاثيات الخارقة داخل الملعب وخارجه.