قالت الأممالمتحدة إن مليار شخص حول العالم يضطرون إلى قضاء حاجتهم في الخلاء نتيجة عدم وجود دورات مياه. جاذ ذلك، وفق ما جاء في تقرير المنظمة الدولية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرحاض الذي يوافق الأربعاء المقبل، وحصلت وكالة الأناضول على نسخة منه. وأضاف التقرير أن "2.5 مليار إنسان لا يمكنهم الحصول على مرافق الصرف الصحي اللازمة بما فيها دورات المياه والمراحيض، ما يتسبب في عواقب وخيمة على صحة الإنسان وكرامته وأمنه ويهدد البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية". وقالت كاتارينا ديلبوكيرك، مقررة الاممالمتحدة الخاصة بالحق في المياه والصرف الصحي، إنها كلما زارت دولة في إطار عملها اكتشفت عددا غير قليل من النساء يواجهن عقبات في ممارسة حقهن في الصرف الصحي الآمن إما لأسباب الافتقار إلى البنى التحتية أو بسبب تقاليد اجتماعية بالية تصنفهم كحالة غير مرغوب فيها أثناء فترة الحيض. وأضافت ديلبوريك، في بيان صحفي من مكتبها لدى مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الانسان بمناسبة يوم الاممالمتحدة العالمي للمراحيض الذي يواكب ال19 من نوفمبر/ تشرين ثان من كل عام: "توجد العديد من البلدان وبعض المعايير الاجتماعية أو الثقافية التي تمنع الفتيات والنساء من استخدام نفس مرافق الصرف الصحي التي يستخدمها الذكور داخل العائلة الواحدة، وتقاليد تحظر استخدام المرافق المنزلية عليهن أثناء الحيض". وأوضحت أن "استخدام مرحاض وبشكل آمن وصحي هو أمر من بديهيات حقوق الإنسان الأساسية، يُضاف إليه أن المرأة أثناء فترة الطمث (نزول دم الحيض عند المرأة البالغة) تحتاج إلى مرحاض تتوفر فيه شروط ومعايير نظافة أعلى". وأشارت ديبوريك إلى "وجود ثقافات تصف الحائض بأنها قذرة ومُلوَثة، ثم تكتمل المعاناة في الشرائح الاجتماعية البسيطة في الدول المتوسطة الدخل والأقل فقرا"، دون تحديد لتلك الدول. وفي نفس السياق انتقدت مود دي بوربكيوشيو، مقررة الاممالمتحدة الخاصة بمكافحة بيع الأطفال واستغلالهم جنسيا، "منع الفتيات والنساء في بعض الثقافات من استخدام المرحان في المنزل اثناء فترة الحيض بسبب أعراف اجتماعية وثقافية وسلوكية لسائدة ولكنها تناقض حق المرأة، كشأن حق اي انسان، في استعمال مرحاض صحي". واشارت دي بوربكيوشيو في نفس البيان إلى "وجود مناخ سائد من أشكال التمييز ضد المرأة اثناء فترة الطمث تؤدي الى تعرضها للعنف الجسدي والجنسي بسبب عدم الوصول إلى مرافق الصرف الصحي الملائمة للنساء في الأماكن العامة اذا افتقرن اليها في بيوتهن ما يعزز إلى حد كبير من خطر تعرضهن لأعمال العنف الجنسي". وقد اختارت الأممالمتحدة شعار "المساواة والكرامة " موضوعا لليوم العالمي لدورات المياه لهذا العام، والذي يواكب التاسع عشر من نوفمبر من كل عام، لتسليط الضوء على العنف الجنسي الذي تتعرض له النساء والفتيات بسبب غياب الخصوصية في دورات المياه التي لم تزل في كثير من المجتمعات غير ملائمة بما في ذلك أيضا لفئات السكان من ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والفتيات إذ يتطلبن توافر شروط صحية خاصة بهن في مرحلة الحيض. ورفعت الاممالمتحدة عنوان "لا يمكننا الانتظار" للفت الانتباه الى خطورة المشكلة التي تتعرض لها النساء بسبب عدم وجود مراحيض وايضا الانتهاكات الاضافية التي يتعرضن لها بسبب الحيض، ولحث المهتمين على ضرورة العمل وتسليط الضوء على الحاجة الملحة للقضاء على ظاهرة التغوط في العراء، وبخاصة في حالة النساء والفتيات اللواتي يعدن فئة مجتمعية ضعيفة. وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة قد اعتمدت قرارا في شهر يوليو/تموز 2013 بتعيين 19 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام بوصفه اليوم العالمي لدورات المياه بالتنسيق معلجنة الأممالمتحدة المعنية بالموارد المائية وبالتعاون مع الحكومات وأصحاب المصلحة المعنيين.